بدأ الحوثيون في وقت متأخر من مساء الأربعاء في نصب مخيم اعتصام جديد على قرابة كيلو متر واحد فقط من مطاري صنعاء المدني والعسكري المتجاورين في العاصمة.
وتفيد مصادر بأن السلطات اتخذت إجراءات لحماية وتأمين المطار العسكري والطائرات المقاتلة، كما أعاد الجيش توزيع بعض الألوية والقوات لحماية العاصمة.
وهناك أنباء تفيد برفض سكان منطقة بني الحارث إقامة ذلك الاعتصام، وتوقعات بحدوث مصادمات بين الطرفين.
واعتبرت مصادر مقربة من الرئاسة تلك الخطوة تصعيدا خطيرا، وقالت إن الرئاسة لن تسكت عليها "لخطورتها البالغة على المطارين المدني والعسكري".
ويوجد عشرات المسلحين الحوثيين - وفقا لصور نشرها ناشطون حوثيون من داخل مخيم الاعتصام الجديد - في المكان الواقع في منطقة الرَحَبَة شمالي العاصمة، والذي يحوي عددا محدودا من الخيام.
لكن قيادات حوثية وصفت الاعتصام الجديد بأنه اعتصام سلمي، ويندرج ضمن ما سمته خطوات المرحلة الثالثة من التصعيد، وأنها في إطار حق الحوثيين المشروع في التعبير، بحسب وصف تلك القيادات.
وتنطلق غالبية العمليات القتالية لسلاح الجو اليمني من المطار العسكري الواقع في مقر قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة صنعاء.
إجراءات احترازية
إلا أن مصادر مقربة من الرئاسة ذكرت لبي بي سي أن قيادة القوات الجوية اليمنية - وبناء على توجيهات الرئيس هادي، ووزير الدفاع، وفي إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة أي تصعيد مسلح من الحوثيين المعتصمين في محيط العاصمة وداخلها - اتخذت الإجراءات الكفيلة بحماية وتأمين المطار والطائرات المقاتلة واستعدادها القتالي إذا تعرض المطار لأي هجوم مسلح.
كما تحدثت مصادر في وزارة الدفاع اليمنية لوسائل إعلام محلية عن نشر الجيش قرابة 80 دبابة حديثة خلال اليومين الماضيين عند مداخل العاصمة، وأبرز المواقع المهمة فيها.
وأعاد الجيش توزيع بعض ألوية الحماية الرئاسية وقوات الاحتياط - التي كانت تعرف في السابق بقوات الحرس الجمهوري - ضمن خطة متكاملة أعدتها وزارة الدفاع لحماية العاصمة من أي هجمات محتملة.
وألغى الرئيس عبد ربه منصور هادي اجتماعا كان مقررا عقده الخميس، بين اللجنة الرئاسية وما يعرف باللقاء الوطني الموسع لمنح الرئيس والجيش تفويضا باتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع تهديدات المسلحين الحوثيين ومخاطر اقتحام العاصمة صنعاء.
وقال مصدر حكومي لبي بي سي إن تأجيل اجتماع اللقاء الوطني الموسع الذي يضم الرئيس، وكبار قيادات الدولة المدنيين والعسكريين، وأعضاء مجالس الوزراء، والنواب والشورى، وقيادات الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني والشباب، هدف إلى انتظار الحصول على تأييد دولي أولا عبر ما سيصدر عن مجلس الأمن الدولي في جلسته التي سيخصصها في 29 أغسطس/آب الجاري لمناقشة تطورات الشأن اليمني.
كما أعلن قادة خليجيون أن اجتماعا لوزراء خارجية دول الخليج سيناقش السبت القادم تطورات الوضع في اليمن والمخاطر المحيطة بالعاصمة.