اخبار الساعة - حافظ الحصيني
يمن يتسع لجميع اليمنيين يسوده العدل والمساواة ويحتكم شعبه للدستور والقانون ويحقق العيش الكريم وقدر من الرفاهية للجميع .
شعارات سمعناها وقرأناها كثيراً لكن لأنجد لها أثر ملموس في واقعنا العربي بوجه عام واليمن بوجه خاص.
لكنها في مجملها تظل أحلام تراود كل وطني حر تائق لمستقبل أفضل لشعبه ووطنه .
فبالنسبة لناكيمنيين جأت ثورة الربيع اليمني ليخرج معظم الشباب اليمني في ميادين التغيير وساحات الحرية في جميع المدن والمحافظات اليمنية على مدى مايقارب عام كامل وهم تحت أشعة الشمس ورصاص الحاكم.
حتى سرقت ثورتهم من قبل اللقاء المشترك لتنهي بالتوقيع مع المؤتمر وحلفائه بما يسمى بالمبادرة الخليجية .
فما أن يبزغ فجر مشرق بتحقيق بند من بنود تلك المبادرة حتى تغمر قلوبنا السعادة والفرحة نفاجاء باليوم التالي بسلبها منا وإستبدالها بالخوف والفزع والحسرة للوضع المزري الذي وصلنا إليه ونعود إلى نقطة الصفر من جديد.
والسبب واضح وجلي للأعيان ألاَّ وهو المكر والخداع والإبتزاز السياسي من معظم الإطراف المتحاورة والنافذة والتي تمسك بزمام اليمنيين من جميع المحاورالسياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية نتيجة للفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة منذ عقود وكذا السياسة الخاطئة والقرارات السيئه.
وهانحن اليوم على وشك الإنهيار الحقيقي للدولة لاسيما بعد القرار الخاطئ برفع الدعم عن المشتقات النفطية مما سبب استياء شعبي واسع بدون عمل إصلاحات جدية كانت الأولى قبل رفع الدعم مما استغلتها جماعة الحوثي كمدخل لتحقيق مأربها وهاهي اليوم تحاصر صنعاء من جميع المداخل بالإضافة إلى محاصرة بعض الوزارات الهامة ومطار صنعاء منتظرين جميعاً المرحلة الثالثة والخطيرة والتي قال قائدها السيد عبدالملك الحوثي إنها ستكون موجعة ومؤلمة.
وحيث إنني مع التظاهر السلمي بالأماكن المخصصة لذلك إلا إنني ليست مع المظاهر المسلحة والأستفزاز والغرور من جماعة الحوثي لتدخل اليمن في مستنقع لن ينجو منه أحد.
وكما يحسب للرئيس هادي إنه قاد المرحلة رغم صعوبتها ولن يجر الجيش في حرب إلا إن الإستمرار بالتعامل ببرود تام مع هذه الجماعة المتمردة والمدعومة بسخاء إيراني لسبب يعرفه الجميع سيدفع ثمنها الجميع وعلى رأسهم الرئيس نفسه.
ولكن في المقابل لسنا بحاجة إلى جمع الحشود سواء الذي دعا إليها الحوثي أو بما يسمى بالاصطفاف الوطني .نحن بحاجة اليوم إلى قرار شجاع من الرئيس نفسة لأعادة النظر في القرار الخاص برفع الدعم عن المشتقات النفطية ولو بحل وسط ٣٠٠٠ الف ريال للدبة البنزين أو الديزل العشرين لتر طالما والقرار في خدمة الشعب ومن ثم التعامل بحزم وجدية مع من يعرقل مخرجات الحوار الوطني ذلك المخرج الوحيد لليمن واليمنيين وفقاً للدستور والقانون وإستكمال بقية البنود وعلى رأسها تسليم السلاح من جميع المكونات السياسية والقبلية والحزبية والأشخاص للدولة.
وبالختام إذا لم نحكم العقل والمنطق ونجعل الوطن فوق كل اعتبار فاليمن سيتجه إلى المجهول .
الغد كفيل بالإجابة لمستقبل اليمن فهل سينتقل إلى النظام الفدرالي الذي توافق علية اليمنيين أم إن التصعيد الأخير سيستمر ويشعل حرب كفيله بإجهاض المبادرة ومدخل لتقسيم اليمن من جديد وربما يصبح ملعب صراع لقوى إقليمية.
اللهم احفظ اليمن واليمنيين من كل سوء ومكروة.