أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

استكملوا إسقاط محافظة صنعاء وقضموا شمال العاصمة ويتأهبون للانقضاض على جنوبها.. الحوثيون يواصلون معركة إسقاط العاصمة ويتجاهلون" قيصرية" الرئيس

- متابعات

دخلت معركة إسقاط العاصمة صنعاء أسبوعها الثالث بالتزامن مع إعلان زعيم جماعة الحوثي/ عبد الملك بدر الدين مساء أمس الدخول في مرحلة التصعيد الثالثة والأخيرة واستكملت مليشيا الحوثي إسقاط كافة مديريات محافظة صنعاء الطوق الجغرافي والبشري والحزام الأمني للعاصمة، كما قضمت هذه المليشيات شمال العاصمة في مديرية بني الحارث ومديرية الثورة وجزء من مديرية شعوب بعد أن باتت أحياء الحصبة والجراف والتلفزيون ودارس والروضة والرحبة ووادي أحمد وذهبان وجدر وسعوان ومطار صنعاء تحت سيطرة تلك المليشيات التي خيمت في محيط المطار وجوار حديقة الثورة خلال الثلاثة الأسابيع الماضية.

 

وتتأهب الجماعة اليوم لنقل مخيماتها المسلحة إلى ساحة التغيير بمديرية الوحدة أمام جامعة صنعاء لتتمكن من إسقاط المديريات الواقعة في قلب العاصمة مع السيطرة على أحياء الدائري الغربي والجنوبي والقاع والبلقة وحي الزراعة في مديرية التحرير فيما ستكون مديرية صنعاء القديمة شبه ساقطة بحكم تواجدهم فيها وسيتمكن الحوثيون بذلك من عزل أحياء مذبح وجامعة الإيمان والستين الشمالي والسنينة والستين الغربي في مديرية معين وتحييد هذه الأحياء بعد وصولهم إلى عمق العاصمة في التحرير وحتى شارع الزبيري في مرحلتهم التصعيدية اليوم.

 

وتشير معلومات إلى أن جماعة الحوثي تتأهب خلال الأيام المتبقية من الأسبوع الجاري لقضم الأحياء الجنوبية من العاصمة صنعاء من خلال إسقاط أحياء حزيز والسواد وبيت بوس وبيت زبطان وآرتل وسنع وصولا إلى قرية حدة حيث بدا واضحاً تغلغل مليشيا الحوثي في هذه المناطق عبر مخيمي المحاقرة وحزيز شارع المئة وبذلك سيتم حصر قلب صنعاء لمرحلة الحسم بين فكي كماشة وفق سيناريو معد سلفا لإسقاط العاصمة إسقاطا ناعماً وفي اطار أضيق المواجهات المسلحة بعد الدخول إلى عمق العاصمة والاحتماء بالسكان والأحياء السكنية ذات الكثافة العالية وتحييد دور قوات الجيش والأمن التي باتت خلف تقدم الحوثيين بعد تحركهم الأخير.

 

وتؤكد المعطيات على الأرض أن استكمال مخطط إسقاط العاصمة في ظل التصعيد المستمر للجماعة والحشد الكبير داخل وفي محيط العاصمة سيكون في غضون أيام لا تتجاوز الأسبوعين في أعلى تقدير وأن مليشيا الحوثي قد حسمت خيارها مع حلفائها السياسيين لإسقاط العاصمة صنعاء وترك الجميع لمواجهة الواقع أو الدخول في مواجهات عنيفة يكون ضحيتها سكان صنعاء الذي تجعل منهم خطة جماعة الحوثي كباش فداء ودروع بشرية لمواجهات دامية قد تحدث في أي لحظة.

 

وبالتزامن مع التصعيد الحوثي يتضح التراجع الرسمي وسط تجاهل جماعة الحوثي للبيان الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي وللإدانات والمواقف الإقليمية كما يتجاهلون الخطاب الناري والمرتفع للرئيس هادي والذي هدد بعملية قيصرية لإخراج الحوثيين من صنعاء الأسبوع الماضي فيما يستثمر الحوثيون الوقت ويتقدمون بسرعة ويسابقون الزمن فيما قيصرية هادي " مكانك سر" لا تتحرك إلا عبر وسائل الإعلام الرسمية التي تحولت إلى تخدير الناس عن ادراك خطورة الوضع على الأرض وتقدم الحوثيون لانشغالها باستعراض المظاهرات والمسيرات المؤيدة للرئيس على مدار الساعة وللمواقف والبيانات الصادرة من مجلس الأمن طوال أسبوع دون أي تحرك على الأرض وأمام الخطاب الناري والنبرة المرتفعة للرئيس في صنعاء يقوم الرئيس بمضاعفة لجنة الوساطة مع الحوثي والتي أعلنت قبل عشرة أيام فشل جهودها.

 

وعلى الأرض وبعد السيطرة المطلقة لمسلحي الحوثي على المنفذ الشمالي للعاصمة وطريق صنعاء ـ عمران إلى صعدة والبقع في حدود نجران إلى المملكة وعمران ـ حجة ـ حرض إلى حدود جيزان والسعودية كما سيطرة الجماعة على المدخل الشمالي الغربي وطريق صنعاء ـ شبام كوكبان المحويت بكامله وأحكمت سيطرتها على الطريق الشمالي الشرقي للعاصمة صنعاء ارحب ـ الجوف وصعدة.

 

وأحكمت سيطرتها المطلقة على طريق صنعاء ـ مناخة ـ باجل ـ الحديدة وهو المنفذ الغربي للعاصمة صنعاء ولم تكتفي هذه المليشيات بسيطرتها على مديرية بني حشيش في المنفذ الشرقي للعاصمة على طريق صنعاء ـ مأرب ـ حضرموت وقامت خلال الساعات الماضية بالتواجد على مفرق مأرب ـ الجوف وتخوض معارك في فرضة نهم لاستكمال السيطرة على الطريق من صنعاء إلى مأرب، كما لم تكتفِ الجماعة بالسيطرة على مديريتي سنحان وبلاد الروس ضمن خط صنعاء ـ تعز ـ عدن بل تجاوزت ذلك إلى العمق في محافظة ذمار وتخوض مواجهات للسيطرة على قاع جهران ومعبر ومدينة ذمار باتجاه يريم وصولا إلى تعز والضالع وذلك ضمن مواجهات محدودة وبذلك تسيطر على محيط العاصمة صنعاء في الاتجاهات الأربعة إلى مناطق يتراوح عمقها بين 150 كيلو متر إلى ما يزيد عن 250 كيلو متر من خلال تواجد مسلحيها على الطرق وأطقمها بحجة تأمين هذه الطرق والمسافرين فيها وسط غياب ملحوظ وتخاذل لقوات الجيش والأمن في ظل غياب الإرادة السياسية والقرار السياسي للقيادة العليا للدولة ولوزير دفاعها ولقادة أجهزتها الأمنية.

 

مراقبون حذروا من خطورة الوضع ودعوا للتلافي العاجل وإنقاذ الدولة وما تبقى من العاصمة من السقوط وسحب كل الذرائع من جماعة الحوثي والعمل على اصطفاف وطني وشعبي لحماية الدولة والعاصمة من خطر السقوط الذي بات يلوح في الأفق وباتت مؤشراته واقعا على الأرض في ظل قيادة لم تعي خطورة الموقف عندما تركت خط الدفاع الأول عن العاصمة في عمران فريسة لمسلحي الحوثي ومن يتحالف معهم.

 

وأضاف المراقبون أن المجتمع الدولي والإقليمي بدا في الأيام الماضية أكثر إدراكاً وحرصاً على الدولة اليمنية وعاصمتها من الرئيس ووزير دفاعه ومنظومته الأمنية التي تركت لمسلحي مليشيا الحوثي الأبواب مفتوحة على مصراعيها تارة ومواربة تارة أخرى على كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية وتركت العاصمة صنعاء مفتوحة حتى تغلغلت فيها هذه المليشيات التي تلتحف المطالب الشعبية بإسقاط الجرعة والحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار بل وجعلتها بساطا تمشي عليه للوصول إلى هدفها في قلب صنعاء والقصر الجمهوري وهذا ناجم عن السياسات الخاطئة والفاشلة، مضيفين بالقول الموجه إلى الرئيس وأركان نظامه العسكرية والأمنية والسياسية بالقول أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي أبدا وعليهم تدارك الوضع بخطة كاملة لإسقاط المخطط الحوثي قبل وقوع الفأس في الرأس بعد أن اقترب من الرأس كثيرا أو بات قاب قوسين أو أدنى منه وذلك من خلال منظومة من الحلول السياسية العاجلة والتحرك العسكري والأمني والشعبي القوي والحازم لحماية العاصمة وبما يتفادى وقوع ضحايا من السكان والمدنيين الواجب على الدولة وجيشها تأمينهم مع تفويت الفرصة على سيناريوهات الدم اليمني أيا كان باستثناء من يعتدي على الحرمات ويتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها هادي في عمران وتم تجاوزها ورسمها في محافظة صنعاء وتم تجاوزها ورسمها في محيط العاصمة وتم تجاوزها ولم يتبقَ اليوم من تلك الخطوط الحمراء سوى شرف الدولة أو ما تبقى منه.

المصدر : اخبار اليوم

Total time: 0.0459