أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

"الجرف الصامد"وصمة عار في جبين إسرائيل!

- عمر الشارحي

عملية "الجرف الصامد" التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة في الثامن من يوليو الماضي عندما اجتاحت أراضي القطاع قلبت الموازين وغيرت الأطر السياسية والعسكرية بشكل كبير،أو بالأحرى نستطيع القول أنها أعادت تاريخ المعجزات من جديد علي أيدي رجال المقاومة الفلسطينية،اثنان وخمسون يوماً من الحرب والتنكيل والتدمير والقتل،وبرغم ما تملكه إسرائيل من السلاح الاستثنائي والقوة المخابراتية المتمثلة بجهاز"الموساد" الإسرائيلي،بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع وأجهزت الرادار والمراقبة،إلا أنها تخرج في نهاية المطاف منكسة الجبين تجر أذيال الخزي والهزيمة على أيدي رجال المقاومة في كتائب القسام.

أكثر من 21045 سقطوا شهداء جراء القصف الإسرائيلي غالبتهم من الأطفال والنساء،إضافة إلى11100جريح،وتدمير ما يقرب من 10700 منزل ومدرسة ومسجد في أراضي القطاع،في المقابل سقط 69جندي إسرائيلي على أيدي المقاومة،وثلاثة مستوطنين استهدفوا بالصواريخ-وهو رقمٌ قياسي في المواجهات بين رجال المقاومة والمحتلين- ،ناهيك عن 15مليون شيكل"العملة الإسرائيلية" ذهبت للإمداد اللوجستي،و16 مليون شيكل تكاليف الحرب على القطاع،وهاهي إسرائيل اليوم تبحث عن السبيل الذي تعيد فيه حالة الاستقرار في الميزانية العسكرية.

المقارنة بين الجيش الإسرائيلي الذي أجتاح غزة بأكثرمن7400 من جنود الاحتياط إضافة إلى القيادة الجنوبية الإسرائيلية برمتها، المقارنة بينه وبين المقاومة الفلسطينية يعطي دليلاً واضحاً على النصر المؤزر الذي حققته كتائب القسام ضد إسرائيل،فالقسام لا تملك الطائرات ولا الدبابات ولا هذا العدد من المقاتلين ولا غيرها من هذه الترسانة القتالية المتطورة؛ لكنها في المقابل تملك قوة عقائدية وإيمانية فاقت القوة العسكرية الإسرائيلية، بل واعتلت عليها .إن ما رفضته إسرائيل من بنود اتفاق ومبادرات لوقف إطلاق النار أثناء الحرب أجبرت في الأخير على القبول به لأنها تعرف حجم الخسائر التي ستلحق بها لو استمرت في الحرب،سواء في الجانب العسكري أو الجانب الدبلوماسي الذي ترهل كثيراً بفعل الجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة وكاد يفقد إسرائيل الكثير من حلفائها.

الوحدة الوطنية بين الفرقاء الفلسطينيين"فتح،حماس" أتت أكلها بهذا الانتصار التاريخي،وخابت أمنيات إسرائيل في القضاء على الوحدة الفلسطينية وشق الصف،فالمعنى الخفي في الحرب على قطاع غزة لم يكن كما تزعم إسرائيل إما تدمير الأنفاق أو رداً على حركة حماس التي اتهمت في خطف المستوطنين الثلاثة،هذه لعبة سياسية مكشوفة ،فإسرائيل دخلت القطاع بمقصد تشتيت الشمل الفلسطيني وفك القيد إلوفاقي بين الفصائل الفلسطينية، وإخماد شعبية حماس ببث التهم والأكاذيب الواهية،لكنها باءت بالفشل وعادة منكسة الجبين،وازدادت شعبية حماس أكثر من ذي قبل.

على إسرائيل أن تعي أن مؤشرات النصر الفلسطيني في كل أراضي فلسطين المحتلة قد بدأت تظهر بوضوح، وتنسى مفهوم"أنا فوق الكل"أو ما يسمى بالامبراطوريات ،فحتماً لكل امبراطورية تاريخ محدد ثم تنتهي من الوجود وتصبح من حكايات التاريخ الغابر ،وعليها بمراجعة التاريخ لتفهم ذالك،فهنيئاً لكم يا أشبال القسام ذالك النصر المؤزر والرحمة على الشهداء والشفاء للجرحى والمصابين.

((وكَم مِّن فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرة ًبإذن الله)) صدق الله العظيم

Total time: 0.0543