أمام الرئيس هادي مهمة وقف الاستفزازات الطائشة والمتهورة لجماعة الحوثي الذي اثبتت كل تحركاتها انها بعيدة كل البعد عن الوقوف مع المطالب الشعبية وانها استغل البسطاء لدغدغة عواطفهم لتحقيق اهداف اخرى سياسية خدمة لمصالح مشاريع اجنبية .
الحشود المسلحة داخل واطراف العاصمة اصبحت مكشوفة النوايا والاهداف ، وان الدعم الرسمي الايراني لهذه الحشود تحت مسمى ثورة هو تغطية على الاهداف الحقيقية التي اصبحت واضحة لدولة ايران.
ارتداء الرئيس هادي للبزة العسكرية يعكس مدى ادراكه الوطني بخطورة هذه التصرفات الطائشة التي تستهدف الامن والاستقرار والوطن والسلطة ، وارتداء الرئيس لبدلته العسكرية دلالة على قرار اتخذه لقيادة وقف طيش جماعة الحوثي قبل ان يتحول وجودها المسلح الى كارثة كبيرة .
الاشارات القادمة من طهران تدل على مخطط ايراني سياسي وعسكري يستهدف اليمن ، ولو كان غير ذلك ما معنى دخول مؤسسة الحرس الثوري الايراني على خط الاحداث في اليمن! ، وماذا تعني تهديدات ايران بالانتقال الى السعودية بعد نجاح الثورة الاسلامية في اليمن؟! .
ايران لايوجد لها بصمة تنموية او اقتصادية في اليمن من عدة عقود ماضية ، وكل بصماتها انتقامية وجاسوسية ، ايران تسعى لاعادة احلامها التاريخية في اليمن وهذا مستحيل ومرفوض ولن يقبل به اي يمني.
اذا كانت ايران تريد تحويل اليمن الى قاعدة عسكرية من اجل الانطلاق للقضاء على العائلة الحاكمة في السعودية فعليها ان تعرف ان الرياض اقرب الى اراضيها من اليمن ، وان اايمنيين لن يقبلوا ان تكون ارضهم قاعدة للاضرار بجيرانها مهما كانت الدوافع والاسباب ، ولن يقبل اليمنيين ان يكونوا مصدر قلق لجيرانهم وان كان هؤلاء الجيران يتلذذون بمعاناة اليمنيين.
جماعة الحوثي وحشودها المسلحة غير سلمية وليس لها علاقة بإنهاء معاناة الناس ، ومن يريد رفع المعاناة عن الناس او التخفيف منها عليه ان يحافظ على الخدمات الموجودة وان لايتعرض لها بالحرق والتفجير، ومن يسعى للوقوف مع الشعب يجب ان لايبدأ بقتل الناس وانتهاك آدميتهم .
الاصطفاف الشعبي الكبير يفرض على القيادة السياسية واجب حماية البلد والشعب من السياسات الطائشة لجماعة الحوثي خاصة بعد نفاذ المساعي السياسية التي تعاملت معها الجماعة بغطرسة كبيرة وغرور غير مسبوق الى الحد الذي وصل بها اصدار التهديدات المتكررة وكأنها صاحبة القول الفصل .
مرونة التعامل التي تبناها الرئيس هادي فهمت خطأً عند الجماعة واصبحت هي من تبادر بالفعل وهي من تحدد زمنه وهذا ادى الى تطور الطيش لديها .
يجب على الرئيس هادي وضع حد للاعمال الخارجة على القانون واخضاعها ولو بالقوة وان كانت هذه الجماعة لاتعرف سوى لغة القوة فلتكون هي اللغة التي يجب التعامل بها مع الجماعة التي تعتبر المساعي السلمية الى ضعف وتهاون .
وعلى الرئيس هادي ان يدرك جيدا ان الطامحين من حوله المهووسين بالوصول الى رئاسة الحكومة اصبحوا مددا لجماعة الحوثي ولهم يد بتصرفاتها الطائشة من اجل توفير مبرر لاقناع الرئيس بتغيير رئيس الحكومة، هناك متسلقون حول الرئيس ينفخون نار جماعة الحوثي دون ان يستوعبوا مخاطر مايقومون به على الامن وعلى العملية السياسية برمتها .
تهديدات جماعة الحوثي بالسيطرة على مطار صنعاء واغلاق منافذ العاصمة نهائيا يجب ان تكون في مقدمة الاهتمامات لحمايتها ، ومثلما قام الرئيس هادي بوضع حد للعناصر للتي تقدم لوجستية لجماعة الحوثي داخل المؤسسة العسكرية والامنية هناك قيادات تنال ثقة الرئيس شخصيا وتقوم بتوظيف هذه الثقة لصالح طموحاتها من خلال دفع جماعة الحوثي بممارسة ضغوط ميدانية على الرئيس وفرض واقع جديد عليه بقوة السلاح .
لايمكن للرئيس قيادة عمليات فرض الامن الا اذا وضع حدا للطائشين والمراهقين حوله فهم من يعملون على مضاعفة التوتر ، والرئيس بالطبع يعرف الطامحين والمتسلقين حوله ويعرف الدوائر التي تسعى لفرضهم عليه ..
هؤلاء المتسلقين بتصرفاتهم يتسببون بإعطاء صورة سلبية عن الرئيس لدى الطرف الاخر المسلح الذي يقرأ الصورة ويجزم بضعف الرئيس نتيجة ايهام الطائشين المتسلقين حول الرئيس بأنه يقبل مايطرحونه عليه وان ثقته بهم لا حدود لها
جماعات الارهاب تتسابق على صنعاء لتحويلها الى ساحة معركة فيما بينها كما هو الحال في العراق وسوريا ، وهذا مايجعل الرئيس هادي الاستباق وقطع دابر المؤامرة على المتسابقين