اظهرت تفاصيل اللحظات الاخيرة من مسار المفاوضات بين الدولة اليمنية وجماعة الحوثي المتمردة ، ان الحوثي قد تجاوز المطالب الثلاثة التي لم يعد هناك اي خلاف عليها ، وسعي الى استغلال حشوده التي خرجت لاجلها ، لتحقيق اهداف وغايات ومصالح ترتبط به ولا تهم اولئك الذين خرجوا معه ، وهو ما يعني ان بقاء الاعتصامات قد خرج عن المسار الذي اوحى به لمعتصميه..
وفيما تؤكد المصادر لـ "حشد نت" ان فريق المفاوضات المفوض من قبل الحوثي بدا مرتبكا و مضطربا و متوقفا عند نقاط او شروط امليت عليه ولا يملك الخوض في نقاشات حولها او يتقبل فكرة تعديلها او تصحيحها ، فأن ما دفع الناطق الرسمي لجماعة الحوثي الى الحديث عن عودة المفاوضات الى نقطة الصفر لا يرتبط اطلاقا بالنقاط العلنية التي تم الاتفاق عليها في وقت مبكر ، وهي اعادة النظر في الاصلاحات السعرية وملف تشكيل الحكومة ، وتنفيذ مخرجات الحوار ، بل ان الفشل يأتي لما طرح تحت الطاولة من شروط لعل اهمها اعادة النظر في الاقاليم ، و احداث مجلس الوزراء التي ذهب ضحيتها 7 قتلى وعدد من الجرحى .
وبعد ان افشلت القيادة السياسية ذريعة حوثية بأن قدمت تنازلا بشأن اليه رفع الاعتصامات والمظاهر المسلحة بتقسيمها الى مرحلتين مزمنتين ، بحث الحوثي عن ذريعة جديدة ، في قضية احداث مجلس الوزراء اتخذت الشروط الحوثية منحى تعجيزي يهدف الى الافشال للاتفاق لا غير ، فقضية مثل تلك تحتاج الى تشكيل لجنة تحقيق ، وهذا هو القرار المفترض اتخاذه ومن ثم ترك القضية لتأخذ منحاها في هذا السياق .. كما ان القضية مطروحة امام النائب العام و البت فيها ياخذ مسارا مختلفا لا يجب ربط الاتفاق بنتائجه او الانتظار الى حين الانتهاء منه طالما وقد بدأ العمل فيه ، الحوثيون يتخذون من هذا النقطة لتطويل الازمة ، فتارة يتحدثون عن الانتظار حتى الانتهاء من ذلك ، وتارة يطالبون الدولة عبر فريق مفاوضيها الاتيان بالجناة على قاعدة التعجيز ليس الا .
ورغم ان الاسناد القانوني كان حاضرا في تفاصيل الجلسات ، وقدم رؤيته المنبثقة من القوانين المنظمة ومن المتعارف عليه في قضايا مماثلة ، مستشهدا بما حدث في مواقف عدة منذ اندلاع الازمة اليمنية عام 2011م ، غير ان الفريق المفاوض لا يملك القرار ، ولا يملك حق المناقشة واتخاذ الموقف ، وربما العودة الى السيد هي التي ستوضح مسار الجلسة القادمة ان حدثت ومدى تقبله او قبوله ، او قل مدى اصراره على صنع الازمة وبقاءها.
الاممي بنعمر والذي كان حاضرا ابدى تذمره اكثر من مرة للصلف الحوثي ، معاتبا الفريق بانه لا يملك المرونة الكافية ومستشهدا بمواقف كانت حاضره فيها قيادات حوثية كبيرة في مؤتمر الحوار كانت تملك الحل والعقد ، هذا الاستياء من بنعمر قد يعكس نتائجه على مغادرة سريعه الى مجلس الامن لاطلاعه على كل التفاصيل ومن ثم التعجيل بقرار قادم يضع النقاط على الحروف..
وفيما يتوقع المعتصمون على جنبات صنعاء ، او الكثير منهم ان ينتصر الحوثي لمطالبهم ، فأن كل ما خرجوا لاجله قد تم حله ، وبقاءهم اصبح مطية لاجندة اخرى .. بكل تاكيد يجهلها الكثير منهم ..!