يثير تصعيد جماعة الحوثي المسلحة في العاصمة صنعاء، وسيطرتهم التامة على بعض أحياء العاصمة في ظل غياب كامل لقوات الجيش والأمن، لتحل محل الدولة، تساؤلات عن الدوافع الحقيقية للجماعة في ظل هشاشة الدولة والمخاوف من الانزلاق نحو حرب أهلية تعصف بالبلاد "المعصوفة" أصلاً.
وبعد تدشين الجماعة لحراكها التصعيدي المطالب باستقالة الحكومة والعدول عن رفع أسعار المشتقات النفطية، تحركت بمجاميعها المسلحة، تجاه عدد من المؤسسات الحكومية، وفتحت جبهات قتال ضد قوات الجيش في منطقة حزيز، جنوب العاصمة وفي حي الجراف شمالا.
واستغلت الجماعة مواجهات السبت المنصرم، والتي دارت بين أفراد نقطة عسكرية ومسلحين تابعين لها رفضوا تسليم أسلحتهم بالقرب من التلفزيون الرسمي بحي الجراف، استغلت تلك المواجهات لتحكم سيطرتها على الحي، وعملت على نشر مسلحيها في كل أركان وأزقة "الجراف".
سكان محليون أكدوا لـ"مأرب برس": أن حي الجراف – الذي يعتبر أهم معاقل الجماعة في العاصمة صنعاء – أصبح خارج سيطرة الدولة، وأن التوتر يسود الحي، خصوصا بعد مواجهات السبت، مشيرين الى أن جماعة الحوثي حاصرت الحي بنقاط عسكرية تابعة لها، يعملون على تفتيش المارة ويمنعون دخول سيارت الجيش والأمن.
وشكا السكان مضايقات جماعة الحوثي لهم، حيث أصبحت حياتهم اليومية تحت رحمت مسلحي الجماعة اللذين ينتشرون بكثافة، مناشدين وزير الداخلية ووزير الدفاع ورئيس الجمهورية بتحمل مسؤلياتهم تجاه كل شبر من أراضي الوطن، وأن يعيدوا الأمن للحي كونه واحد من أحياء عاصمة "الجمهورية اليمنية".
وأشار السكان أن جماعة الحي نصبت "متارسها" في كل أرجاء الحي، وأن الوضع مهدد بالانفجار في أي لحظة، موضحين بأن "متارس" الحوثيين على مداخل الحي لا تبعد عن متارس الجيش أكثر من 100 متر الا أن كل طرف يترقب تحركات الآخر لتفجير الوضع، في سيناريو يشابه ما حدث في 2011 من حرب دمرت حي الحصبة وتسببت في نزوح كل سكان الحي.
وما يؤكد غياب سلطة الدولة عن الحي قال أحد سائقي السيارات المارة لـ"مأرب برس": أن سيارته اصطدمت بسيارة أحد سكان الحي المناصرين للحوثيين، فمنعوه من إحضار المرور، وقالوا له "السيد" هو من سيحل الأمر، وسيجبرك على دفع الغرامة أنت.
ويزداد التوتر في حي الجراف كل ما تعثر مفاوضات الجماعة مع الحكومة اليمنية، تلك المفاوضات التي تعرقلها مطالب الحوثيين التي تخرج كل ما توصلوا الى اتفاق بخصوص المطالب السابقة، رغم استجابة هادي لمطالبهم بخفض أسعار المشتقات النفطية، وإقالة حكومة الوفاق الوطني.
مراقبون أكدوا أن جماعة الحوثي تستغل بل وتستفيد من تعثر المفاوضات وإطالة أمدها من أجل توسيع نفوذها وإحكام سيطرتها على المزيد من أحياء العاصمة التي يدين أغلب سكانها بالولاء للجماعة، الأمر الذي أكده عضو المجلس السياسي علي البخيتي في تصريح سابق بأن توقيع أي اتفاق لن يمنعهم من تصعيد حركاتهم الاحتجاجية.