البعض يكتفي بالحكم على الرئيس هادي من زاوية خوض الحرب ضد الحوثيين أو الإمتناع عن خوضها. لكن هذا تبسيط مفرط.
المسألة أبعد من ذلك بكثير. هناك إختلال كبير جداً مصدره الرئيس هادي، شخصيته وطبعه وتكوينه السياسي وخبرته وظروف صعوده للرئاسة.
أولا: دوره في تفكيك الجيش بدلا من إنهاء الإنقسام الثنائي الذي أصابه في أزمة 2011.
ثانيا: دوره في الإنقلاب على المبادرة الخليجية بانحيازه في البداية للإصلاح وحلفاءه الثوريين، وهو الإنحياز الذي أغراهم على التصعيد الأحمق في جبهتين: صالح والحوثي.
هادي ساندهم على جبهة صالح لكنه تركهم مكشوفين في مواجهة الحوثيين لا سيما بعد سقوط إخوان مصر. وكان انحياز هادي للإصلاح يعني إزاحة الطرف الثاني في المبادرة، صالح والمؤتمر، وهو ما أدى إلى تثبيت المؤتمر وصالح في هذا الموقف السياسي الذي يستفيد منه الحوثيين في حروبهم.
ثالثا: انصرافه عن المهام الإنتقالية وجدولها الزمني وانخراطه في ألاعيب حكم سابقة لأوانها وفي زمن غير زمنها، وبأساليب لم تصب في تقوية مركزه في الدولة ولم تقوي مركز الدولة في المجتمع. لقد أضعف أدوات السياسة من جهة ومن جهة أخرى أضعف أدوات الدولة للحرب.
يجب أن نعترف، هادي ورطة كبيرة غير محسوبة يشعر بها الجميع تقريباً، ثقب أسود جديد يبتلع الفرص والآمال شمالا وجنوبا، ويمنح الكوابيس اليمنية طاقتها القصوى.
والورطة هي حالة معقدة تجد نفسك أمامها مشلولا وبلا حيلة
* من صفحته على الفيس بوك