المؤكد ان انصار الله والاصلاح فهموا المؤامرة التي كانت تستهدفهما من خلال محاولات اقليمية ودولية للزج بهما للاقتتال فيما بينهما للتخلص منهما واضعافهما بإعتبارهما قوتان فاعلتان في اليمن  .

الفهم لطبيعة المؤامرة وابعادها نتج عنه تفاهمات ثنائية بينهما وسحب بساط المؤامرة  من خلال حضور العقل لدى الطرفين ،  الاصلاح وانصار الله يوجد بينهما قاسم مشترك وهو العداء الخليجي للطرفين ،  وهذا العداء يدفع بدول الخليج وخاصة السعودية للتخلص منهما ،  وكان الاصلاح ذكيا وحكيما حين حافظ على موقعه وعدم الانجرار لمعركة خاسرة  .

انصار الله ابهروا الناس بتحركاتهم السريعة وشفافيتهم ودقة مواعيدهم التي تنجز في اغلبها على عكس باقي التيارات التي تعتمد على الغموض وغياب الدقة في اعمالها (سياسيا) وهذا انعكس بالفائدة على انصار الله لاستفادتهم من اخطاء وثغرات الاخرين  .

الذوبان السريع لمفاصل الدولة عزز قدرة الجماعة بالسيطرة ووفر عليها الوقت ،  وكان لموقف الاصلاح الحكيم دور في هذا الانجاز ،  اتمنى ان يكون دافعا للبناء وانجاز برنامج عملي للتغيير الذي تعثر لعقود سابقة طغت عليها الشعارات وغابت الانجازات والمنجزات  .

انصار الله يجب ان تستفيد من التجارب السابقة كلها سواء للاحزاب او للسلطات  الرسمية  التي مارست شعارات العمل نظريا وتسببت بإغراق اليمن في وحل الفساد وكان هو المنجز الوحيد للعهود السابقة  .

يجب الاستفادة من اخطاء ثورة الشباب في 2011 والعوامل التي لحقت بها وعرقلتها وافشلتها وحولتها الى كعكة للتقاسم ،  بسبب الابقاء على بعض عناصر الماضي  .

التجارب علمتنا ان اي ثورة تبقي على جزء من السلطة او رأسها فهذا الابقاء هو اداة لانتاج الفشل والعرقلة ،  وانصار الله يجب ان تدرك هذا جيدا وتدرك ان ترفيع نائب الرئيس السابق رئيسا للعهد الذي ثار عليه الشعب ولد طموحا لدى الرئيس المؤقت بضرورة البقاء لثلث فترة سلفه ولاجل هذه الرغبة عمل على اعادة انتاج منظومة الفساد السياسي والاداري وعزز المحسوبية والقرابة والمناطقية من اجل التحكم رالاستئثار بالسلطة للبقاء عقد من الزمن على الاقل في السلطة مستعينا بأدوات الخطأ التي كان يستخدمها سلفه  .

حب السيطرة والتمسك بالسلطة هي اسباب رئيسية للفساد وطغيانه داخل سلطات ومؤسسات الدولة  عن طريق استخدام الوظيفة العامة ( قرارات التعيين)  والمال لفرض الولاء  للحاكم ،  هذا الاسلوب الذي اتجه له عبدربه منصور بعد ثلاثة اشهر من توليه رئاسة اليمن الانتقالي ،  حيث عمل على جلب المقربين حوله والمتزلفين واسس مكنة ضخمة للاعلام المنفلت وبلاحدود ووزع الاف قرارات التعيين منها ماهو معلن وغالبيتها غير معلنة وحاز منصب "الوكيل " على النسبة الكبيرة من قرارات التعيين وغالبيتها عبارة عن مكافأة مقابل ضمان الولاء  .

هادي اغرق مؤسسات الدولة وسلطاتها المحلية بجيش من اصحاب القرارات المطبوخة سريعا ،  كما اغرق المؤسسات الهامة بتعيينات اهم شروطها هو القرابة والمنطقة والولاء ،  وهذا كله تسبب ب " رخوة " الدولة وتسبب بإعادة انتاج منظومة فاسدة تمارس الفساد على المكشوف وبدون خجل  .

اي سلطة تقوم بتفصيل ادارة الدولة علي مقاسات شخصها الاول فإنها موعودة بالفشل القريب ،  واي سلطة تمارس ادارة شئون الدولة وفقا لنصوص القوانين واللوائح فإنها ستنال رضى الناس وتأييدهم وسيكونوا هم خط الدفاع الاول عنها دون ان تلجأ لشراء الولاءات بالمال والوظيفة العامة  .

الايجابي في انصار الله ان كل قياداتها شابة وهذا يؤلهم على الانتاج ،  كما ان هذه القيادات جاءت من وسط العامة ومن وسط المحرومين  وهذا دافع للانجاز  .

حقوق التعايش وحرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان بمفهومها الواسع والشامل بجب ان تتطور وتصان من اي تجاوز ويجب الوقوف جديا عند اي تجاوز فردي او رسمي وان كانت التجاوزات في اغلبها تصرفات فردية بجب ان تتوقف  ،  ويجب الانتباه لكل من يحاول استغلال موقعه او استغلال ضمير الانتصار  .

رضا الناس وقبولهم عامل مهم وهو عنصر هام لتحصين المجتمع وسلطات الدولة ومنتسبيها من الاختراقات الخارجية ،  وبمناسبة ذكر الخارج ،  يجب على انصار الله ان تدرك اهمية هذا الجانب واثره على الداخل ،  الاعتماد على الخارج بعيدا عن حدود  المصالح الوطنية مفسدة اهلكت السابقون السابقون ،  وهذا مايجب ان تحذر منه الجماعة.

على انصار الله ان يدركوا حجم الضخ الاعلامي ودوره بصناعة حواحز معينة اسهمت بإضعاف درجة القبول لدى شريحة واسعة من المجتمع وعليهم ازالة هذه الحواجز من خلال الخطاب الاعلامي وسلوكيات التصرفات السليمة ، وهذا ينطبق على اطراف الصراع .

شكرا لكل من ساهم بالتعامل بحكمة من الطرفين ومساهمتهم هذه جنبت الطرفين والشعب كارثة  كانت معده للتخلص منهما وكارثة مايرتب على الصراع من خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات .

سنؤيد كل خطوة ايجابية وسنقدم لكم النصح وسننتقد ونعارض كل تصرف خاطئ ،   تجنبوا الاخطاء قدر الامكان وتجنبوا الانتقام والمبالغة بالنيل من عقاب الخصم،  حولوا خصومكم الى انصار ،  وحولوا انصاركم الى ادوات للانتاج  ،  افتحوا صفحات جديدة ،  اجعلوا سيادة القانون فوق كل شيء ..