أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

لمن يسأل عن الشأن اليمني.. ما الذي حدث باليمن؟ وكيف؟ (الإجابة)

- خاص - إبراهيم الحزمي

تسائل العديد من المواطنين اليمنيين والمهتمين في الشأن اليمني في الداخل والخارج عن سر ما حدث باليمن، وكيف سقطت العاصمة صنعاء بهذه السرعة في قبضة الحوثيين؟ وسنحاول في هذا التحليل اختصار الأحداث والإجابة بطريقة مبسطة لمعرفة حقيقة ما حدث، من خلال التحليل التالي:

بحقيقة الأمر ان ما حدث هو مؤامرة خارجية كبيرة، تقودها كل من دولة الإمارات المتحدة والشقيقة السعودية، وإن صاحوا وشجبوا ونددوا، وبضمانة وإشراف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكنه لم يمنع من استغلال الدعم الإيراني ايضا في ما حدث، بحكم الارتباط المذهبي فيها.

جاء بن عمر إلى اليمن في آخر زيارة له وأحضر معه قادة عسكريين سابقيين، كانوا بالخارج، وتم نقل معظم البعثات الاجنبية إلى دولة عمان الشقيقة، في خطوة تظهر ثقتهم في حسم المعركة بسرعة، وهو ما حدث بالفعل.

سقوط صنعاء كان متوقعاً لدى الكثير من المحللين والمتابعين للشأن اليمني، وربطه تماماُ بما حدث في محافظة عمران، وطريقة سقوطها، كما ان الأوامر العسكرية للجيش، كانت تشدد إلى عدم المواجهة، والانسحاب مباشرة فور الاشتباك مع الحوثيين.

إن ما حدث هو ايضاً إنقلاب على المبادرة الخليجية، او بالأصح التخلص من المبادرة التي ظلت تكتف اليمنيين لفترة زادت عن فترتها المحددة، والتخلص من أعبائها.

ولم يكن ليقدم الحوثيون على إسقاط صنعاء والمغامرة لولا التعاون والتنسيق المسبق بين الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثيين.
 
حيث كشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام وعضو اللجنة الدائمة علي الحميقاني في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك " أن ما حدث في صنعاء هو عملية إنقلاب قادها أحمد علي عبدالله صالح ويحيى وعمار محمد عبدالله صالح مع بعض من وحدات الأمن والجيش والقوات الخاصة.
 
كما أشار الحميقاني إلى أن ذلك الإنقلاب جاء رداً على ثورة فبراير 2011م والتي أخرجت المذكورين من الحكم ، وأن ذلك الإنقلاب جاء بمباركة دولية ..
 
وعلى ذات الصعيد كشف عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية في مقالِ له بعنوان " صالح والحوثيون والاستيلاء على صنعاء "  حيث كشف في مقاله عن جماعة صالح التي نشرت الفوضى مستفيدة من سذاجة المبادرة الخليجية التي تركت لصالح الباب مفتوحا ليخرج بكل أمواله ورجاله، وهو الثعلب المعروف، حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود بالحيلة وكان يخزن أموال الدولة في الخارج. 
 
وتابع الراشد بقوله : ومن أخطاء المبادرة الخليجية أنها قبلت بتكليف رجل من رجال صالح، عبد ربه منصور هادي، رجل بلا شخصية، ولا مهارات، ولا ثقافة سياسية تؤهله لإدارة بلد معقد النزاعات – حسب قوله .
 
بالنسبة لأتباع صالح، لم يكونوا لنخرطوا بالعمل مع الحوثيين إلا بتوجيهات عليا منه، وبحسب ما ذكره الدكتور والمفكر الكويتي النفيسي، فإن علي عبدالله صالح لا زال هو الرقم الصعب في اليمن والذي يستحال تجاهله.
 
بالأخير .. هروب الإصلاح من المواجهة كانت خطة ذكية ولو أنها جاءت متأخرة، لأن مواجهتهم كانت ستكون بمثابة انتحار خاصة في ظل تآمر الحوثي مع هادي وصالح، واستغلال الغضب الدولي من الأخوان.
 
خلاصة الأمر ان ما حدث في اليمن هو ثورة مضادة، قام بها صالح مستخدماً أحد ثعابينه التي روضها تماما(الحوثييون) ، مع أخذه بالحيطة والحذر، ووضع حدود لما يقومون به، وبدهاء كبير ومكر من اليد (الأمينة) التي سلمها الحكم عام 2012م وبدعم خليجي ورعاية أممية.
 
يرجى الإطلاع على الموضوع التالي والذي تمت كتابته قبل سقوط صنعاء:  ما الذي يحدث في اليمن من قبل الحوثي، وكيف يحدث؟

 

Total time: 0.047