أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

خطاب حوثي تصحيحي مرتُقب ‎

- عبدالخالق عطشان

انتظرتُ  خطابك  بفارغ  الصبر على  غير  عادتي اعلنتُ  حالة  الطوارئ  في  المنزل  فلا تسمع إلا همسا أعدتُ  مقامي وبجانبي  شربة  ماءٍ باردة  وبضع  أفنانٍ رشيقةٍ ناعمةٍ  من (القات )  اعلنتُ  حضر  التجول طيلة خطابكِ عيناي تُتابع  شفتيك  وتلاحق تحركات  يديك ورأسك وتمايل  الجزء  العلوي  من جسدك وأذناي تتبعُ  أجراس كلماتكِ  الموسيقية  ومخارج حروفك مستمتعةً بحرف ( القاف ) دون تفخيم  أو  قلقلة  ..تتنقلُ  في  أزقة  الكلمات  كتنقل  أنصارك  في أزقة  العاصمة  وتحشد  الجُمل الاستعراضية  كتلك  الحشود التي خرجت تبارك انتصارك ، انتظرتُ  وانتظرتُ  نَفِذت  قِنينةُ  الماء  البارد وسرتُ  أحتسي هواءها  لم  أدع  مجالا  للغصون  المتمايسة  في كيسي البلاستيكي  أن  تذبُل فقد  تناولتها  بشراهةٍ  غير  عادية أحسستُ  بحالة  تمردٍ  بجواري  من  المقربين بينما  أنا  مُشرئبٌ  لخطابك سيدي بَيد  أني  وجهة  صرخةً ونذيراً فقمعتُ بهما ذلك التمرد  العائلي  والذي  أراد  أصحابه  منحهم  مزيدا  من  الحريات  وعدم  اجبارهم  على  سماع  خطابك  والذي  لم  يُلبي  مطالبهم  التي  صاغوها  من  الواقع  وأولها  دعوتكم  سيدي  لسحب  مليشياتك  من  أزقتنا  وحاراتنا وعاصمتنا  ورفع  نقاطهم  والتي  يقف عليها  المراهقين  والكهول والجهلة والأميين   يسألون  عن  الهويات والملكيات  وتفتيش  المارة والبحث  عن  الأسلحة الشخصية  فيما  الاسلحة  الحكومية المدرعة والصاروخية هي  المسموح بمباركة  مرورها  وهجرتها للبحث عن جغرافيا  جديدة  تظم لمملكتكم  الجديدة..
انتظرت  ورعيتي سيدي أن تُطلق  دعوة  تسامحٍ حقيقية  آنيةٍ عاجلةٍ  غير آجلة  فتُعلنها  مُدوية : ( يا أنصار  الله  إنما ابتعثنا  الله  مُيسرين  لا  معسرين  ومُبشرين  لا  منفرين  ومُعمرين  لا مفجرين  .. إن  مسيرتنا  القرآنية  مسيرةُ  حبٍ  وسلام على منهج آل  البيت  عليهم  السلام..، سطّروا  يا أنصار  الله  للعالم أروع  قيم  التسامح  والعفو  واعكسوا  كل  التوقعات  وزيلوا كل  الشبه وادحضوا  كل  التهم  التي  يروجه  الأعداء  عنا  وعن مسيرتنا  ...أرُوهم  أن  سفينتنا  تحمل  الأقلام  لا  الألغام تحمل  الورود  لا  البارود.. عودوا  أيها  الأنصار إلى  أدراجكم  ، إن  كل  بيتٍ اقتحمتموه  عليكم  مغادرته وكل  بيت فجرتموه فذلك نزوةٌ  فردية  لا نُقرها ونعتذر  لأصحابها ونعِدهم  بالتعويض العادل .. إن  بيوت قادة من مارسوا الظلم ورحلوا عنها  وتركوها فإننا نُعلن  تسليمها للجان رسمية  تتحفظ  عليها  لحين مثولهم  أمام القانون ويقول فيهم وفيها حكمه  وسنكون  نحن  أصحاب  الدعوى ضدهم... )
سيدي  لقد  انتظرنا  خطابكم لنسمع اعلانكم  بالعفو  عن  كل  الأسرى  والذين طالتهم قوتكم وإلى  الان  لم  يعرف  ذووهم  عن  مصيرهم  وتطلقوا مبادرة  انسانية  بالصفح  عنهم  وارجاعهم إلى  اهلهم معززين مكرمين ..
إن هذه المطالب هي التي  ستحفر  في صدور  الأمة انسانيتكم  وصدق  مسيرتكم ويسجلها  لكم  التاريخ ويُكفّر  بها خطاياكم وما عداها  فهي  أمور سياسية لا تهم  الأمة  بشيء  إلا  ما نتج  عنها من أمن وأمان وسكينة ورخاء  تعود بالنفع للمواطن والخير  للوطن.
سيدي .. هناك أسرة ثكلى فأم  مصابة بمرض في  القلب وأبٌ  يعاني من السُكر وإخوةٌ استبد بهم الألم وأخواتٌ نال منهن الحُزن وزوجةٌ حُبلى بجنينها البِكر يناشدونكم الكشف عن مصير إبنهم والذي فُقد  في مواجهة  شملان  والتبة  واسمه : (  فؤاد محمد الهاملي  ) يريدون خبرهُ فإن كان ميتا تَرَحموا عليه  وإن كان حياً  فقولوا  له  ولأمثاله  قولة جدكم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه  وسلم  ( اذهبوا  فأنتم الطلقاء ) فصنائع  المعروف تقي  مصارع السوء..

Total time: 0.0465