قالت صحيفة «كيهان» الرسمية المملوكة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الحوثيين كسروا رقماً قياسياً قد لا يتكرر في تاريخ المنطقة الخليجية مجدداً.
وأضافت: «خمسة وخمسون يوماً من عمران إلى تلة التلفزيون في صنعاء كانت كفيلة بنقل حركة “أنصار الله” من فئة معزولة خارجة من الحسابات الدولية إلى رقم صعب في إدارة شؤون الجمهورية اليمنية وعامل تأثير أصعب في حركة المد والجزر لبحري العرب والأحمر عند مضيق باب المندب الاستراتيجي. وعليه انجلى غبار الرد على قصف الفرقة الأولى مدرعات لمخيمات المعتصمين في طريق المطار إلى ثلاث نتائج سترسم ملامح شبه الجزيرة العربية برمتها».
وبحسب الصحيفة الإيرانية فإن أولى تلك النتائج فتتمثل في «وصول الحوثيين للمرة الأولى منذ نشأة حركتهم السياسية منذ 22 عاماً إلى المشاركة في صناعة القرار الحكومي اليمني، ما يعني بالحد الأدنى، ولو مؤقتاً، شراكة سعودية كاملة مع الحوثيين في إدارة العمق الاستراتيجي للمملكة».
النتيجة الثانية، بحسب الصحيفة، «خروج قطر كلياً كقوة تأثير في السياسة اليمنية، بعدما أصبح حليفاها حزب الإصلاح واللواء على محسن الأحمر فارّين ومطلوبين للعدالة».
وأما ثالث تلك النتائج فتقول الصحيفة إنها «سقوط خطة التقسيم الفيدرالي لليمن إلى غير رجعة، بل وفتح الباب جدياً أمام الجنوبيين المطالبين بالانفصال وللمرة الأولى منذ العام 1990 إلى المشاركة في رسم السياستين الاقتصادية والأمنية للجمهورية الموحدة».
وعلى الصعيد الدولي، أوضحت أن مجلس الأمن أثبت مجدداً أن قدرته في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج الفارسي باتت محصورة في صياغة البيانات، فقبل أسبوعين على اندلاع المعارك في صنعاء كان المجلس قد وجّه رسالة تهويل إلى الحوثيين من مغبّة القيام بأي عمل عسكري داخل العاصمة، وهذا ما لم يحصل بعد اندلاع المواجهات.
«الأميركيون، قبل تحرك اتصالاتهم مع الايرانيين، كانوا يدأبون في إقناع السعوديين على احتواء الحوثيين مهما كان الثمن، تباطأ السعوديون فتسارعت الأحداث في الجوف وامتدت سريعاً إلى صنعاء»، تقول الصحيفة، وتنقل عن مصدر دبلوماسي القول إن «الأميركيين لم يقطعوا اتصالاتهم أبداً مع المبعوث الدولي بن عمر للاطلاع منه على مطالب “أنصار الله” بل وتوجيهه في مراحل التفاوض الدقيقة، ثم بصيغة الحسم قالوا للسعوديين: كفى، سنخسر جميعاً. عليكم الآن بمشاركة الحوثيين وعدم المكابرة، وللمستقبل حديث آخر».
وتابعت: «حصل اتفاق السلم والشراكة، وأعلنت الرياض مباركتها، لكن وسائل إعلامها ظلّت تشن أخبار تشويه السمعة على الحوثيين وتتهمهم بالعمل وفق أجندة إيرانية “شيعية” وباستنساخ تجربة حزب الله في لبنان، في وقتٍ فعّلت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لنشطاء “أنصار الشريعة” التابع لتنظيم القاعدة في اليمن استخدام الشعارات المذهبية ضد الحوثيين والسلطة الجديدة في اليمن، متوعدة بالثأر».
هذه الأجواء، يقول عنها مصدر الصحيفة إنها لا تشجع على مغادرة اليمن باطمئنان، مضيفاً: «أحسد من يظنّ أن ما حصل هو المشهد الأخير نحو استقرار يمني طويل. فما زالت هناك أجزاء أخرى من المسلسل… تجري كتاباتها حتماً».