اخبار الساعة - خاص
نشر الزميل نبيل سبيع تفاصيل التحكيم الذي قام به القائد الميداني في جماعة الحوثيي أبو علي الحاكم لرئيس جهاز الامن القومي اللواء على حسن الأحمدي، حيث قال:
قام أبوعلي الحاكم أمس بـ"تحكيم" اللواء علي حسن الأحمدي في قضية الاشتباكات التي اندلعت قبل يومين بين حراس بيت الأخير والحوثيين. وهذا أول "تحكيم قبلي" من نوعه يقوم به الحوثيون لقائد أمني أو عسكري على خلفية مواجهات مسلحة حدثت بينهم وبينه.
وحضر القائد الميداني لجماعة الحوثي يوم أمس عزومة غداء في منزل القيادي المؤتمري أحمد الكحلاني بصنعاء الذي استضاف أيضاً عدداً من القيادات والشخصيات الجنوبية من "قبيلة العوالق" التي ينتمي اليها الأحمدي، وفي مقدمتهم: قائد الشرطة العسكرية اللواء عوض محمد بن فريد، والقيادي المؤتمري عارف الزوكا.
المواجهات المسلحة بين الحوثيين وحراسة بيت رئيس الأمن القومي التي شهدتها صنعاء وتداولت خبرها وسائل الإعلام المحلية والدولية السبت الماضي، تم تسويتها أمس على هذا النحو:
وفقاً لمصادر حضرت عزومة الغداء، فقد خاطب عارف الزوكا أبوعلي الحاكم قائلاً: "يا لوماه.. تعتدوا على بيوت أصحابنا!". وأفادت المصادر أن أبوعلي رد على الفور: "إحنا محكِّمين"، وقدم بندقه للزوكا.
المواجهات بين الحوثيين وحراسة بيت الأحمدي في حدة سقط فيها ثلاثة قتلى: اثنان من الحوثيين وواحد من حراسة بيت الأخير (بعض وسائل الإعلام تحدثت عن ثلاثة قتلى من الحوثيين). وقد حاول أحد الحوثيين لفت انتباه القائد الميداني للجماعة بعد قيامه بالتحكيم الى أن قتلاهم أكثر من قتلى رئيس الأمن القومي، لكن أبوعلي رد عليه بأنه لو قتل حتى مائة وهو يدافع عن بيته، فتحكيمه واجب، بحسب المصادر.
واختار الطرفان قائد الشرطة العسكري عوض بن فريد وأحمد الكحلاني كـ"مُحكَّمين" للفصل في القضية، إلا أن الأول اعتذر قائلاً إن مشائخ العوالق موجودون في صنعاء وهم المعنيون بأمور "التحكيم القبلي"، وأقترح بدلاً عنه الشيخ عوض بن الوزير كمُحَكَّم من طرف العوالق الى جوار الكحلاني المحكَّم من طرف الحوثيين.
وانتهى اللقاء، الذي حضره أيضاً جلال الرويشان رئيس جهاز الأمن السياسي، بهذا الاتفاق الذي نقله عوض محمد فريد وعارف الزوكا الى منزل رئيس الأمن القومي حيث كان يتواجد عدد مشائخ العوالق وفي مقدمتهم الشيخ عوض بن الوزير الذي تم اختياره مع الكحلاني للحكم في القضية.
وتداول شيوخ قبيلة العوالق، الذين قدموا من شبوة الى صنعاء عقب اعتداء الحوثيين على منزل الأحمدي، في القضية عصر أمس. ولم تتوفر معلومات حول ما دار في منزل الأحمدي، لكن مصادر مطلعة على مجريات اللقاء أكدت أن الأحمدي وشيوخ العوالق قبلوا "التحكيم".
أياً يكن "الحكم القبلي" الذي سيصدر في قضية اعتداء الحوثيين على منزل الأحمدي، فإن هذه القضية تقدم لنا صورة واضحة لما وصلت اليه الأوضاع في اليمن، وفي قلب عاصمتها تحديداً، من غياب شبه تام لـ"الدولة" كقوة على الأرض وكقانون ومعنى.