أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

هل بدأت الحرب بين القاعدة والحوثيين باليمن؟

- الجزيرة - عبده عايش

توقع محللون يمنيون أن تشهد البلاد موجة جديدة من العنف والمواجهة المسلحة بين تنظيمالقاعدة وجماعة الحوثيين، مؤكدين أن الأمر لن يستقر للحوثيين في صنعاء، التي سيطروا عليها في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال محللون إن الحوثيين أعطوا المبرر للقاعدة لإعلان حرب مفتوحة عليهم بسيطرة مليشياتهم على العاصمة، في وقت تبنى فيه التنظيم هجمات استهدفت الحوثيين الأسبوع الجاري في محافظتي البيضاء ومأرب.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد توعد المسلحين الحوثيين "بنثر أشلائهم وجعل رؤوسهم تتطاير"، مؤكدا إنه سيجعل "ليلهم نهارا وصبحهم نارا"، واتهم الحوثيين باستكمال ما سماه "المشروع الرافضي الفارسي في اليمن"، بعد سيطرتهم على صنعاء.

استثارة حوثية

ورأى الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية سلمان العماري أن ثمة مبررات تستند إليها القاعدة في هجماتها على الحوثيين، وتقدم نفسها كطرف بعد خلو الساحة من ند وظهير للحوثيين.

واعتبر العماري في حديث للجزيرة نت أن "الانقلاب الهجين الذي أتاح الفرصة لتسلل مليشيا الحوثي إلى العاصمة صنعاء، ودفع بها للصعود بالمشهد اليمني، وغض المجتمع الدولي والمحلي الطرف عن أعمالها واعتداءاتها على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، خلق بيئة خصبة للقاعدة وتحركاتها".

وأكد أن من الأسباب الموضوعية لعمليات القاعدة هو استدعاء جماعة الحوثي المعطى الطائفي والمذهبي، من خلال تكثيف الخطاب السياسي والإعلامي التحريضي الذي ظلت تعزف عليه في الآونة الأخيرة.

وأشار العماري إلى أن "قناة المسيرة التابعة للحوثيين عملت على استثارة القاعدة وتحفيزها بصورة لافتة، وظلت تمخر عباب الطائفية والمذهبية والصراع الفكري في خطابها بتعبيرات ومصطلحات طائفية، كمصطلح الدواعش والتكفيريين والإرهابيين".

ولفت إلى أن الحوثيين ينأون بأنفسهم حتى اللحظة عن الحديث عن القاعدة ومواجهتها وخوض الحرب معها، في حين تلمز نحو خصومها ومخالفيها بتهمة القاعدة أو صناعتها ودعمها وتفريخها.

ورأى العماري أن وجود الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية هو الضامن الحقيقي لتجنب الحرب الطائفية والمذهبية بين القاعدة والحوثيين.

رأس حربة
من جانبه، أشار الباحث في شؤون القاعدة سعيد عبيد الجمحي إلى إصدار تنظيم القاعدة في اليمن بيانا طالب فيه أهل السنة بحمل السلاح لقتال الحوثيين الذين دخلوا صنعاء، واتهمهم بأنهم رأس حربة في المشروع الفارسي باليمن.

وتوقع الجمحي في حديث للجزيرة نت أن تكون حرب القاعدة شاملة على الحوثيين أينما وجدوا في العاصمة أو خارجها، وقال إن القاعدة تجيد حرب العصابات، وهجمات السيارات المفخخة وتفجير العبوات الناسفة، وتوقع أن تقوم باغتيال قيادات الحوثيين، وستعمل على استنزافهم في كل مكان.

وأشار إلى استهداف القاعدة المسلحين الحوثيين في معقلهم بمحافظة صعدة الأسبوع الماضي، ولم يستبعد أن تكون صنعاء ساحة مفتوحة للمواجهة، وقد تكثر الهجمات والتفجيرات ضد مواقع الحوثيين.

وقال الجمحي "إن الحوثيين لا يتمتعون بخبرات في التعامل مع تنظيم القاعدة، كما يقللون من شأن قدراته العسكرية"، مشيرا إلى أن المهمة ستكون صعبة على الحوثيين، خاصة أن القاعدة لا تملك مقرات وأماكن واضحة يمكن استهدافها، "بعكس الحوثيين الذين باتت عناوين تواجدهم معروفة وخاصة في العاصمة".

وتوقع أن تقوم جماعات وجهات أخرى بمهاجمة الحوثيين رافعين راية القاعدة، فالهدف صار مشتركا في قتالهم، حيث أصبح للحوثيين الكثير من الأعداء والخصوم خاصة بعد سيطرتهم على صنعاء.

وتابع الجمحي أن الصراع قد يتخذ بعدا طائفيا ومذهبيا، وسيستفيد تنظيم القاعدة من حالة الغضب الشعبي، وتوسع دائرة العداء ضد الحوثيين، بعد انكشاف حقيقة أهدافهم في السيطرة على الدولة، وأعرب عن الخشية من تدخل جهات في تغذية الصراع بين الحوثيين والقاعدة، "وأن تكون اليمن ساحة لتصفية حسابات على حساب الدم اليمني.

Total time: 0.0434