أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

الشاعرة اليمنية رغدة جمال: كتابة الشّعر ليست مصدراً للرزق

الشاعرة: رغدة جمال
- أجرته بلقيس عبد الرضا

قالت الكاتبة والشاعرة اليمنية، رغدة جمال، في حوار مع" العربي الجديد" إن الأديب اليمني يضطر إلى عمل  إضافي لمواجهة أعباء الحياة، في ظل ارتفاع الأسعار وقرار رفع دعم الوقود، مشيرة إلى أن الخروج من الأزمات الاقتصادية تحتاج إلى قرار سياسي حازم.

-هل تتابعين الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في اليمن؟

بالتأكيد أتابع الشأن الاقتصادي والاجتماعي في وطني، ليس كشاعرة أو كصحافية وإنما كمواطنة في الأساس، اتأثر من ارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن الوقود وكل القضايا الاقتصادية المتعلقة بحياة اليمنيين.

-كيف تفسرين تدهور الأوضاع خلال السنوات الماضية؟

للأسف الوضع في اليمن متدهور منذ سنوات طويلة، وقيام ثورة الشباب السلمية في عام 2011 نتاج طبيعي لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في اليمن.
وما يحدث من تدهور في الوقت الحالي ما هو الا نتاج طبيعي لقيام ثورة في اليمن وتقلد حكومة غير مسؤولة لمقاليد الحكم بعد 2011.

-ما هو مردود الأوضاع السياسية والأمنية على الكتّاب؟

بالتأكيد هناك تأثير سلبي ملحوظ على البيئة الثقافية في اليمن. فمنذ عام 2008 وأنا أعمل محررة ثقافية لعدة صحف يمنية وكنت أقوم بتغطية الأحداث والفعاليات الثقافية ثلاث مرات في الأسبوع على أقل تقدير.. اليوم توقفت المؤسسات الثقافية عن القيام بمثل هذه الفعاليات الثقافية وانحصرت البيئة الثقافية في مؤسسة واحدة في صنعاء ما زالت تحاول جاهدة الاستمرار ببرنامجها الثقافي والفني.

-هل تأثر دخلك بالأوضاع السياسية والمعيشية؟ وهل أزمة الغلاء طالت جميع الشرائح في اليمن؟

عموماً يضطر الأديب اليمني الى العمل في مجال مختلف عن مجاله ليضمن الاستقرار المالي، فالكاتب والشاعر لن يكون لديهما مصدر دخل دائم ابداً، لذا نعمل جميعاً في وظائف اخرى جاعلين من موهبتنا مجرد هواية لا علاقة لها بمصدر الدخل..
شخصيا لم يتأثر دخلي الشهري من عملي بالوضع السياسي، فدخلي ظل كما هو، لكن ما تأثر هو مقارنة هذا الدخل بالوضع المعيشي مع ارتفاع الأسعار (الجرعة) وهو ما حدث لكل شرائح المجتمع في اليمن وأنا واحدة منهم.

-هل يمكن للشاعر أو الكاتب الانصراف في أعماله إلى الشؤون الاقتصادية، أن تبقى الشؤون الثقافية الأبرز في اهتماماته؟

في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن، صار من الصعب جدا أن تجد شاعراً أو كاتباً لم ينجرف رغماً عنه للاهتمام بالشأن السياسي والاقتصادي والتخلي في الوقت الراهن عن شغفه تجاه الشؤون الثقافية.
وحتى المواطن العادي صار ينظر الى المشاركة في الفعاليات الثقافية او القراءات الأدبية كنوع من الرفاهية التي لا وقت لها في زمن الحرب.

-كيف تقيمين واقع الكتابة والشعر في اليمن؟

كمستوى لجودة الإصدارات الادبية هي جيدة جداً وذات مستوى راق نفتخر به نحن اليمنيين، لكن المشكلة تكمن في قلة الاصدارات وذلك نتيجة لعدم وجود دور نشر في اليمن، ومؤسسات أدبية تُعنى بالإبداع، اليوم قد يتحمل الاديب اليمني تكلفة إصداراته على نفقته الخاصة، وهو ما يجعل عملية نشر اي إصدار أدبي صعبة للغالية كون الوضع الاقتصادي للأديب اليمني متدنياً جداً.

-من المسؤول عن الأزمات المتلاحقة في اليمن، بعيداً عن السياسة؟ وكيف تقرئين المستقبل؟

لا أستطيع الابتعاد عن السياسة في إجابة هذا السؤال، فالأزمات المتلاحقة في اليمن سببها الوضع السياسي المتدهور في المقام الاول، كشاعرة وكاتبة عليّ ان اقرأ المستقبل بطريقة متفائلة، فاذا لم تتفاءل الطبقة المثقفة في اليمن وتسعَ إلى زرع الأمل بين المواطنين فمن سيقوم بهذا الدور.

-ما رأيك بموضوع البطالة، الفقر، وكيف يمكن الخروج من هذه الازمات؟

بالتأكيد نسَب البطالة والفقر مرتفعة في اليمن، ولنخرج من هذه الأزمات نحتاج إلى قرار سياسي حازم لمحاربة البطالة مثل القضاء على الازدواجية في العمل الحكومي، بالإضافة إلى إلزام البنوك الخاصة بالمساهمة في إنشاء المشاريع الصغيرة للشباب ومثلها من الخطوات التي قد تساعد في تخفيف هذه الإشكالية.

المصدر : العربي الجديد

Total time: 0.0609