ان لكل ثقافة أساطيرها وعاداتها ومعتقداتها وقيمها، ولكل منها اختياراتها وحلولها. وان الوزراء هم كبار خدام الدولة والشعب، ويجب ان يعرضوا مبادئ العمل الخاصة بهم مستلهمين ثقافة الشعب، هذه المبادئ فيما نرى ليست متعلقة بمجال محدد بعينه، ولكن انطلاقا من النظرية السياسية التي تشكل مخرجات الحوار الوطني الشامل اهم مكوناتها ، والتي ينبغي على كبار خدام الدولة أن يعملوا على تجذيرها ودمجها في ثقافة الشعب اليمني لتصبح جزءا هاما من قيمه.

ان اليمن وهو بصدد اعادة بناء الدولة في شكلها الاتحادي الجديد بحاجة الى ان يسير خدام الدولة فيه على هدي المخرجات ووفق نصوصها كمحدد للمبادئ، حتى لا يصبح الحكم شكلا يبحث عن ذاته. ثم ان عليهم سبر اعماق الفوضى التي تكاد تبتلع المجتمع، ومن ثم اعادته الى الحالة السوية التي ينبغي ان يكون عليها. والا فان الدولة مهددة بفقد شرعيتها نتيجة للفوضى.


ان النجاحات الكبرى للحضارة، من العلم الى الفن والادب، تبدأ من التربية والتعليم بكل اشكاله. لقد ظل إنفاق الدولة لوقت طويل منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين يركز على الدفاع الذي لم يكن دائما على المستوى المأمول، ويهمل نسبيا هذا الجانب الاهم الذي يعد الاستثمار الكبير فيه استثمارا في المستقبل، واستثمارا في مصبر الوطن، الذي لايبقى موحدا ويستمر، الا بوحدةالايمان به في عقول ابنائه وبناته، ايمان يقدم الوطن باعتباره اليقين والمصير المشترك، ايمان يكبح القوى الغريزية الوحشية بداخل كل فرد ويبني فيه الاستجابة الخلاقة لمتطلبات التحضر والتقدم.

* نائب عميد كلية اللغات جامعة عدن