أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أبو علي الحاكم وتفجير التحرير...

- آية عبد الرحمن الهادي

لم يكن عجيبا أن يقوم انتحاري بتعكير أجواء العيد المُعكرة أصلا فيكفي هادي أنه أشد خطورة من غاز ثاني اكسيد الكربون الذي يُعكر ماء الجير لأنه عكر الحياة اليمنية بشكل عام مع سبق الاصرار والترصد ليس ضعفا منه ولا غباء وإنما حُمقا ويعرف بذلك ..

من الإنصاف لكل منصف أن يُقِر بأن الدولةُ سُلمت للحوثيين و أن الحوثيون منحوا أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وبالذات في المحافظات التي سُلمت لهم اجازة اجبارية فما عاد لهم حِسٌ ولا خبر وأضحى الحوثيون هم المتحكمون والذين يحمون الحِمى فقد أوكلوا لأنفسهم أمن العاصمه عبر مليشياتهم المُسلحة والتي لبست الزي العسكري عشية عيد الأضحى لكي توحي للمواطن أن الدولة عادت لدورها ولمهامها غير أن ذلك لم يفلح ولم يصدقه أي عاقل ..

لا مجال للمغالطة التي يقوم بها بعض الساسة الحوثيون وأن يُحملوا مسؤلية ما حدث من اجرام في ميدان التحرير للوزير الترِب أو لأي قيادة أمنية رسمية فهم قد أضحوا ( في الثلاجة ) التي استوردها هادي واستودعهم فيها .. ويتحمل المسؤلية الأخ أبو علي الحاكم فهو وزير الداخلية والدفاع ورئيس جهاز الإستخبارات والكُل في الكُل فيما يتعلق بالشؤون الأمنية والعسكرية على الأرض بعد تسليم صنعاء فلقد كان الأولى به أن يقوم بالدور الأمني على أكمل وجه وهي فرصة لأن يثبت بأنه وحركته الأجدر في الحكم بالبرهان والدليل ، لكن يبدو أنهم انشغلوا مع هادي في الجانب السياسي وركنوا إلى تلك الدبابات التي ساقوها إلى معسكراتهم وحسبوا أن الأمور تحت السيطرة وغفلوا عن الجانب الأمني والذي هو المؤشر الفعلي لمدى الاستقرار في البلاد . .

(ماعاد لهادي مهابة أو هيبة بعدما حصل اليوم ) هذه الخلاصة والتي استنتجها العامة من الرجال والنساء بعد حماقته بالأمس ومسرحية تعيين بن مبارك وبعد الحادث الإجرامي والذي راح ضحيته صغار السن وكبارهم غير أن الذي يجب قولهُ ( أن من دفع الصغار لأن يحملوا آلة الموت ويجندهم للموت لا يقل إجراما عمن قتلهم )- منقول - لقد حانت اللحظة الحاسمة لأن يعترف هادي بخطئه وقصوره وفشله وحان للحوثي أيضا أن يرفع يده الحامية عن هادي وأن يُعلن تنحيه أو تنحيته وأن يُعين رئيسا للوزراء ولا داعِ لإرهاق اليمنيين بالمماحكات السياسية الكاذبة والشراكة التي ماعاد لها مبرر لقيامها فنحن أمسينا في دولة ما عاد لها دستور ولا راعٍ ولا جهاز تنفيذي يستمد صلاحيته من دستور ونظام وقانون وإنما يمشي ( بالبركة ) والتحكم الحوثي وما عاد هناك لا مبادرة خليجية ولا مخرجات حوار واليوم ستسقط اتفاقية السلم والشراكة ..، علينا كيمنيين أن نؤمن بالواقع المعاش كمواطنين بسطاء لا كسياسيين حمقى تتقاذفهم الأطماع وترميهم من ايران الى الرياض الى امريكا و... ويجتمعون في دار الرئاسة ينتظرون لحصصهم وحقائبهم الوزارية وهم يعلمون أن الله لا يصلح عمل المفسدين ..

Total time: 0.052