قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن التطورات الأخيرة في صنعاء وسيطرة المتمردين الحوثيين عليها تمثل انتصارًا كبيرًا لإيران، غير أنها رأت أن قرار الحوثيين بربط مصيرهم بالمكائد الأقليمية لطهران يخاطر بتمزيق اليمن والدفع بالبلاد في حالة من الفوضى.
وتابعت المجلة: على مدار سنوات، اعتقد الكثيرون في اليمن أن إيران تقدم المال والسلاح والتدريب للحوثيين الذين يمثلون 30% من الشعب اليمنى البالغ تعداده 25 مليون نسمة، وقد اتهم مسئولون في صنعاء بدءا من الرئيس منصور عبد ربه هادى وحتى قادة الأحزاب، إيران بالتدخل في شئونهم، في حين أن المسئولين الإيرانيين سعداء لدرجة أنهم شجعوا مثل هذه الشكوك، ففي تصريح مؤخرا، تفاخر على رضا زاكان، النائب عن طهران في البرلمان الإيراني بأن صنعاء ستكون رابع عاصمة عربية تسقط في يد إيران.
وترى فورين بوليسي أن صنعاء تم تسليمها إلى الحوثيين بشكل عملي، في طريقة مشابهة لرد فعل العراق على تقدم تنظيم داعش في الموصل في يونيو الماضي، كما أن سيطرتهم على صنعاء تشبه إلى حد كبير سيطرة حزب الله على العاصمة اللبنانية بيروت عام 2008، عندما استخدم القوة ضد معارضيه السياسيين واحتل المدينة ثم جلس معهم فيما بعد ليوقع اتفاق تقاسم السلطة ويشكل حكومة جديدة منحت الحزب الشيعي حق الطعن على قراراتها، والآن وبعد ست سنوات، فإن سيطرة حزب الله على لبنان تمنع انتخاب رئيس جديد وتسبب حالة من الفراغ السياسي.