دانت سنحان وبلاد الروس وبني بهلول ، المكيدة التي كاد يروح ضحيتها اللواء علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع الأسبوع الفائت أمام بوابة معسكر الفرقة.
وفي بيان صادر عن أبناء هذه المديريات الثلاث اليوم السبت، فإن محاولة الاغتيال للواء محسن قد دبرت بعناية وخطط لها مسبقا "لكي يجعلوا من أبناء وشيوخ تلك المناطق كبش فداء للرئيس وأبنائه".
وكشف البيان تفاصيل جديدة لحادثة الاغتيال وكيف سار الموكب من جامع الرئيس إلى جولة مذبح ورافقتهم سيارة "الهمر السوداء" وأين وقفت كحماية للسيارتين التي وقفت أعلى الجسر وأطلقت الرصاص في حين وقفت الهمر أسفل الجسر كحماية. إضافة إلى سيارات إسعاف من مستشفى 48 التابع للحرس الجمهوري، التي رافقت الموكب وأسعفت بعض الجرحى.
وذكر البيان انه وبعد إطلاق الرصاص من أعلى الجسر هربت السيارة الهمر باتجاه عصر على نحو معاكس إلى أمام مستشفى أزال حيث كسرت حاجز الحديد لتعبر إلى الجهة الأخرى من الشارع.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام
تابعنا نحن أبناء قبائل سنحان وبني بهلول وبلاد الروس التطورات المؤسفة على الساحة الوطنية وخصوصا ما يتعلق منها بحادثة محاولة اغتيال اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، ونحن إذ نعبر عن استنكارنا وإدانتنا الشديدة لهذه الجريمة السافرة التي كادت أن تودي بحياة رمز وطني كبير، فإننا نجد أنفسنا ملزمين أمام الله ثم الوطن والرأي العام بتوضيح ملابسات هذه المحاولة الآثمة، من منطلق الحرص على إحقاق الحق وإظهار الحقيقة جلية بلا غموض.
إنه وفي صبيحة يوم الاثنين الماضي الموافق 4/4/ 2011م استدعى الرئيس علي عبد الله صالح مشائخ وأعيان وعدد كبير من أفراد قبيلة سنحان وبلاد الروس وبني بهلول، ثم التقى بهم في جامع الصالح، وكان عددهم حوالي خمسة ألف شخص، وفي الاجتماع ألقى الرئيس كلمة تحريضية موجزة، حفز الحاضرين فيها للتوجه إلى مقر الفرقة الأولى مدرع وقال ما نصه" توجهوا إلى الفرقة للوساطة وإذا لم يقبل الفندم علي محسن الوساطة اقتحموا الفرقة واعتصموا داخلها" وهو ما أثار استياء عدد كبير من الحاضرين الذين رفضوا التوجه إلى مقر الفرقة وغادروا صنعاء باتجاه منازلهم، باعتبار أن هذه الخطوة فيها مآرب خفية، وهي أبعد ما تكون عن الوساطة التي تعارف عليها الناس.
وبعدها توجه ما يقارب ثلاثة آلاف شخص صوب مقر الفرقة الأولى مدرع، وطلبوا مقابلة اللواء علي محسن، فوجه بإدخال 40 شخص منهم إلى قاعة الاجتماعات، لكن البعض منهم رفض، وأصروا على خروجه إليهم، فأمر بإدخالهم إلى جامعة صنعاء للترتيب للاجتماع، وأثناء توجه اللواء علي محسن بصحبة الشيخ اللواء أحمد إسماعيل أبو حورية إلى البوابة، فاجأت الجميع سيارات كانت فوق جسر مذبح أمام البوابة مباشرة بإطلاق نار كثيف صوب اللواء علي محسن ومن كانوا في البوابة من المشائخ والأفراد والجنود، في محاولة كما يبدو لاغتياله وإثارة الفوضى والفتنة.
وما يؤكد أن هذا الأمر مخطط له سلفاً أن شهود عيان ممن كانوا ضمن وفد الوساطة شاهدوا سيارة نوع " همر" تتبع الحرس الجمهوري كانت حماية خلفية للسيارات التي فوق الجسر المكلفة بمهمة الاغتيال القذرة وباشرت إطلاق الرصاص الحي من خلف سيارات الواسطة ثم قامت بكسر الحديد الفاصل بين شارعي الستين أمام مستشفى آزال ولاذت بالفرار، بالإضافة إلى وجود سيارات إسعاف للمستشفى 48 العسكري التابع للحرس الجمهوري والتي كانت في مؤخرة الموكب وكذا تحليق طائرات حربية على علو منخفض فوق الفرقة وفي وضعية قتالية، وهذا يدل دلالة واضحة على أن القضية مخطط لها مسبقاً وأنهم كانوا يريدون أن يجعلوا من أبناء هذه القبائل كبش فداء للرئيس وأبنائه.
ورغم أن الرصاص كان موجهاً نحو اللواء علي محسن إلا أن جنود الفرقة، وهذه شهادة نقولها لله، لم يطلقوا النار صوب الوساطة، بل أطلقوه في الهواء لتفريق الناس، وحصل إرباك وفوضى، لا سيما وأن المندسين والمسلحين كانوا يطلقون النار بعشوائية نحو البوابة ومن كانوا أمامها.
ونحن نؤكد أن محاولة اغتيال اللواء علي محسن ليست المرة الأولى، بل هي المحاولة السادسة، فالأولى كانت في حادثة ببوابة دار الرئاسة في العام 95م، والثانية في عن طريق تدبير حادث مروري لسيارته في السايلة بالعاصمة صنعاء في العام ذاته، والثالثة عن طريق حادث انقلاب سيارته في قاع القيضي بصنعاء، والبقية في حرب صعدة كما أكدت ذلك وثائق ويكيلكس والسادسة هي ما كان يريد الرئيس تنفيذها عن طريق الوساطة وإلصاق التهمة بأبناء سنحان وبلاد الروس وسنحان الأبرياء الذين لا يعرفون ما يكيده الرئيس لهم وللشعب اليمني الحر بأكمله، لكنها بفضل الله تعالى فشلت فشلاً ذريعاً، ولم ينجحوا في التخلص من اللواء علي محسن كما تخلصوا من اللواء الشهيد محمد أحمد إسماعيل والعميد مجاهد أبو شوارب، وحاولوا اغتيال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في السنغال.
وبهذا نؤكد مجددا بأن ما حدث كانت محاولة دنيئة لاغتيال اللواء علي محسن، وخطة مدروسة من الرئيس للزج برجال سنحان وبلاد الروس وبني بهلول في فتنة خطيرة، والتستر وراء الأبرياء، للتغطية على جرائمه المتمثلة في قتل الأبرياء بجمعة الكرامة وفي محافظة أبين وتعز الحديدة.
ومن هنا فإننا نحذر من أن الرئيس يسعى من وراء اهتمامه الزائف لقبائل سنحان وبلاد الروس وبني بهلول، لاستخدامهم بدافعهم الوطني النظيف لتحقيق مصالحه الشخصية، وتفريقهم وإيجاد الفتنة والوقيعة بينهم، ونحن نعرف كيف كان يعاملنا الرئيس وأبنائه وأبناء أخوته قبل هذه الأحداث، حيث كان لا يسمح لنا بمقابلته وكان الواحد منا لا يستطيع أن يقابل أحمد علي أو طارق أو عمار وغيرهم، وكان أبناء هذه المناطق يطردون من أمام منازلهم بطرق مخجلة، فمن أين جاء هذا الحب والاهتمام والتقدير من الرئيس وأبنائه لهذه القبائل، لماذا لا يأتي هذا الاهتمام إلا حين يريد أن يسخرهم لمصالحه الشخصية وجرائمه القذرة ليحملهم مسئوليتها.
كما أننا ندين بشدة تضليل وكذب الإعلام الرسمي وعلى رأسه الفضائية اليمنية بشأن هذه القضية، لا سيما بعد أن اخترعت من خيالها المريض والمخادع قصص وحكايات مزيفة حول جريمة محاولة اغتيال اللواء علي محسن، وهي قصص لا أساس لها من الصحة وبعيدة كل البعد عن الواقع وعما حدث، ولم يكن من هدف وراءها سوى الإساءة لأبناء سنحان وبلاد الروس وبني بهلول وتحوير واجتزاء تصريحاتهم بصورة مخلة، لتجعل من الجاني ضحية والعكس، وهي في هذا الأمر يصدق عليها المثل القائل" يقتل القتيل ويمشي في جنازته".
إننا لا شك سنحاكم القنوات الرسمية ونقدمها للعدالة لتنال جزاءها الرادع، لأنها أرادت أن تجعل منا ضحية لجرائم الرئيس، كما فعلت مع أفراد وعقال الحارات المجاورة لساحة التغيير، حيث ألبستهم تهمة قتل المتظاهرين وهم منها براء، والنظام كان يريد اغتيال اللواء علي محسن ويلقي بالتهمة على أبناء سنحان وبلاد الروس وبني بهلول، لكننا على حذر وعند مستوى المسئولية ولن نسمح لأحد بان يستخدمنا لأغراضه الدنيئة.
إننا في الأخير نؤكد وقونا وتضامننا مع أبناء الشعب اليمني، ونرفض رفضا قاطعاً سفك الدماء وإزهاق الأرواح، وندعو إلى السلام والتآخي بين أبناء الشعب اليمني.
صادر عن أبناء سنحان وبلاد الروس وبني بهلول
بتاريخ 9/4/2011م