أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تحذير وإنذار أخير للسعودية

- متابعات

حذر السياسي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني السعودية ودول الخليج من السياسات التي يمارسها الرئيس هادي وتمكين ايران من السيطرة على اليمن والممرات المائية عن طريق تسليم جماعة الحوثي المحافظات اليمنية والغاء مهمة الجيش .

اليماني اكد في مقال له نشر في موقع شبكة بويمن الاخبارية على خطورة ما يجري في اليمن واسقاط الدولة ومؤسساتها لصالح جماعة موالية لايران لتهديد الامن القومي لليمن ودول الخليج وخاصة السعودية التي اصبحت محاصرة بالتواجد الايراني من كل الجهات

نعيد نشر نص المقال كاملا ...

نداء أخير للأشقاء في السعودية والخليج

تخطئ دول الخليج كثيرا إن تصورت أن أمنها القومي سيكون كما كان قبل أحداث اليمن الأخيرة, وسيطرة جماعة الحوثي المسلحة (حلفاء إيران) على صنعاء ثم التمدد في المحافظات الشمالية.

وكما أخطأت تلك الدول الشقيقة حين تساهلت في التعامل مع خطة بريمر لإحلال ميليشيات شيعية طائفية بدلا من الجيش العراقي النظامي , حين تصورت أن ارهاب الجماعات الشيعية لن يكون أخطر من إرهاب جيش البعث,

وتخطئ دول الخليج ان قاست الظرف السياسي في اليمن بما دار في لبنان بعد الحرب الطائفية، الشيعة في لبنان ثلث الشعب ويمكن اكثر وكذلك في العراق ، ليس فيهم قبائل تتشيع لغرض سياسي ، لذلك جبهتهم قوية ، اما اليمن لايتجاوز انصار هذا المذهب الـ15% حتى في صعدة معقلهم لايتجاوز عددهم النصف، ولاتتحدثوا عن مناطق نفوذ تاريخية فقد كان الامر سياسي ، من ساعد الحوثيين في دخول عمران ثم صنعاء هم قبائل في غالبيتها الساحقة سنية لكنها توالي صالح وقد حاربت الحوثي في الحروب الستة ، لكن الصراع الحزبي بين الرئيس السابق واللواء محسن وأولاد الشيخ عبدالله الأحمر، فتت ولاءات هذه القبائل وسهل استفادة الحوثي من هذا الخلاف في استدراج الكثير من المشائخ الذين كانت قبائلهم تقف سدا منيعا أمام أي تمدد للحوثي منذ أول حرب من الحروب الستة وبخاصة في مناطق حرف سفيان وبني صريم وخيوان.

يمكنني القول وبكل آسف أن شمال اليمن سقطت بيد إيران، بتعاون وتنسيق رسمي من قبل السلطة القائمة في اليمن وعلى رأسها (مالكي اليمن) عبده ربه منصور هادي، الذي قبل في أن يؤدي دور الكمبارس في مسرحية تسليم اليمن لإيران، وهدم النسيج الاجتماعي اليمني، والأضرار بأمن الأشقاء في الجزيرة العربية.

نعم سقط شمال اليمن حتى الآن، وبغض النظر عن أي تفسيرات، ولطبيعة وأبعاد المؤامرة التي تورط فيها هادي ووزير دفاعه بالتنسيق مع إيران وقادت الى نجاح الانقلاب الحوثي الشيعي في شمال اليمني، فإن الأمر الواضح هو ان ما حدث وسيحدث يمثل كارثة بالنسبة إلى اليمن والمنطقة كلها، وعلى وجه الخصوص الأشقاء في المملكة العربية السعودية.

بالأمس سقطت الحديدة، وذمار وإب وحجة، وقريبا تعز، وكل الشمال ثم سيأتي دور الجنوب فعين إيران على باب المندب والممرات المائية، وكل هذا على مرأى ومسمع من رئيس الدولة القائد العام للقوات المسلحة الذي بارك هو ووزير دفاعه استمرار مسلسل إسقاط المحافظات، ونهب سلاح الجيش الثقيل والخفيف والمتوسط. لقد حذرنا من هيكلة القوات المسلحة التي تباهى بها الرئيس هادي ووزير دفاعه ومعهم المبعوث الأممي جمال بن عمر وباركها المجتمع الدولي وأحزب المشترك، هذا الهيكلة التي أجهزت على ما تبقى من هيبته وعقيدته القتالية.

سأنقل لكم هنا جزء من إحصائيات تمكنا من الحصول عليها حتى الآن عن المعدات العسكرية التي استولى الحوثيون علىيها حيث تم الاستيلاء على عشرات الدبابات والمدافع الثقيلة والمضادات الجوية، من معسكرات الجيش اليمني، فقد نهب الحوثيون من اللواء 310 في عمران، 70 دبابة من نوع T55 وT62 روسية الصنع، و30 مدرعات من نوع "بي إم بي" و 30 مدرعة، و15 مركبات مصفحة تحمل مضادات طيران، و5 عربات كاتيوشا، و5 مدافع شيلكا، و 6 مدافع من نوع الهاوتزر و7 عربات تحمل رشاشات ثقيلة، وما يقارب من 50 عربة، وأكثر من 8 مخازن كبيرة تحت الأرض مليئة بذخيرة الدبابات وذخيرة السلاح الثقيل، و9 مخازن أسلحة متوسطة وخفيفة.

ومن مقر الفرقة الأولى مدرع بصنعاء فقد نهب الحوثيين حسب مصادر عسكرية مؤكدة، 12 مدرعات شيلكا مع 300 ألف طلقة، و8 دبابات، و13مدرعات من نوع "بي إم بي"، و20 مدافع مضادات جوية، و12 مركبات مصفحة تحمل مضادات طيران، ومدافعان عيار 24 ونصف، و20 عربات مدرعة تحمل رشاشات متوسطة، 50 طقما مركبة (طقم) تحمل رشاشات، و18 عربات حاملة للجند، و10عربات حاملة للذخيرة، و6 مخازن أسلحة ثقيلة، و 7مخازن كبيرة.

كما نهبت مليشيات الحوثي وبإشرف من هادي ووزير الدفاع من مبنى التلفزيون 15 دبابة، و7 مدرعات، و5 مدرعات من نوع "بي إم بي"، و1 مخازن ذخيرة.

كما تم نهب كل الدبابات والمدرعات وكل الأسلحة من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة، حيث بغلت المنهوبات من الدبابات في مقر القيادة العامة أكثر من 40 دبابة، وعشرات المدرعات والأطقم، والرشاشات، والمعدلات.

كما تم نهب مخازن المنطقة العسكرية الخامسة بالكامل، في باجل الحديدة، وكذلك معسكر الكمب والمجد، ومعسكرات ووحدات عسكرية أخرى، لم تتضح حجم المنهوبات منها حتى الآن.

وكل هذا المعدات العسكرية المنهوبة يتم تهريبها إلى محافظة صعدة القريبة من المملكة العربية السعودية.

وقد تمكن الحوثيون من محاصرة الآمن القومي والإفراج عن الخبراء العسكريون التابعون لحزب الله، وكذلك الحرس الثوري الإيراني وكلك طاقم سفينة الأسلحة جيهان1.

لقد تحدثنا مرارا وتكرارا وفي وقت مبكر، ولم تستمع لنا الأذان، وكنا نكرر التلميحات للجميع في الخليج وللأشقاء في المملكة العربية السعودية، ونقول أنقذوا اليمن وأمنها واستقرارها لانها بلدكم الآخر وبوابة الخليج العربي بعد العراق.

بالأمس وقبل سقوط صنعاء نبهنا من السيناريوهات التي رسمتها إيران وحلفائها في اليمن لإسقاط اليمن والسيطرة على سلاح وعتاد الجيش اليمني، وسحبه إلى صعدة الواقعة في الحدود اليمنية السعودية، وفعلا سقطت صنعاء ورأينا السيد حسن نصرالله يهلل ويكبر ليله سقوط صنعاء ويلقي الخطابات على مسامع الشعب اليمني ويشيد بدور الرئيس هادي وقياداته التي وقعت اتفاق السلم والشراكة مع أيادي ايران في اليمن الحوثي ومليشياته، وهو اتفاق وقع للتغطية على انقلاب الحوثيين بالتنسيق مع هادي كما قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني.

وليس لهذا الاتفاق أي معنى على الاطلاق، ومهما جرى الحديث عنه لن يخفي حقيقة أن الحكم أصبح عمليا بيد الحوثيين.وإيران أصبحت، من خلال الحوثيين وبشكل مباشر، صاحبة الكلمة الاولى عمليا في تقرير شئون اليمن.

بعد سقوط صنعاء مباشرة قال مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، على رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني على خامنئي إن "ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية"، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي تم التحاقها بالثورة الإيرانية.

وأضاف زاكاني خلال حديثه أمام أعضاء البرلمان الإيراني، أن إيران تمر في هذه الأيام بمرحلة "الجهاد الأكبر"، منوهاً إلى أن المعادلة السياسية في المنطقة تغيرت لصالح إيران، مشيرا إلى أن إيران اليوم في ذروة قوتها وستفرض إرادتها ومصلحتها الإستراتيجية على الجميع في المنطقة".

وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتجه الآن إلى تشكيل قطبين أساسيين، الأول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من العرب، والثاني بقيادة إيران والدول التي انخرطت في مشروع الثورة الإيرانية".

واعتبر زاكاني أن الثورة اليمنية امتداد طبيعي للثورة الإيرانية، وأن 14 محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريبا من أصل 20 محافظة، وأنها سوف تمتد وتصل إلى داخل السعودية، قائلا: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي"، على حد قوله.

حديث زاكاني يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الهدف ليس اليمن فقط، الهدف هم الأشقاء في المملكة العربية السعودية، التي يجب أن تتحرك قبل ان تستكمل إيران السيطرة على اليمن، لإن ذلك يعني أن تصبح اليمن قاعدة إنطلاق ايرانية جديدة لتصدير الطائفية والارهاب ودعاوى التقسيم الى كل دول الجزيرة العربية، سيصبح قاعدة للتآمر على دول الخليج العربية. كل هذا لا يزال يتوقف على مواقف دول الخليج العربية والأشقاء في المملكة العربية السعودية وما سيقررونه إزاء التطورات في اليمن وما تفعله إيران.

هل تتحرك المملكة للحيلولة دون السيطرة على باب المندب؟

لقد بات من الواضح ان إيران تجهد عبر جماعة الحوثي والسطلة القائمة في اليمن ممثلة بعبده ربه منصور هادي للسيطرة على باب المندب الذي اعتبره مختصون "عنق زجاجة البحر الأحمر.. والممر الأساسي للتجارة العالمية والنفط"، وذلك عبر السيطرة على تعز والحديدة.

لأن هدف إيران خنق طرق نقل البترول فهي تسيطر على مضيق هرمز وتسعى إلى السيطرة على باب المندب من خلال الحوثيين لتجبر الأشقاء في الخليج علي اللعب قبول الامر الواقع، فهذا الطريق ينقل أكثر من ثلث البترول العالمي.

ويقع المضيق في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتحده اليمن من الجهة الشرقية (الأسيوية)، وكل من جيبوتي وإثيوبيا واريتريا من الجهة الغربية (الأفريقية)، ويربط بين المحيط الهندي وخليج عدن من ناحية والبحر الأحمر وقناة السويس من ناحية أخرى.

وتواجد المضيق بين خليج عدن والبحر الأحمر وقناة السويس، في شكل يشبه عنق الزجاجة، يجعله الممر المائي الأساسي بين الخليج العربي وخليج عمان (أقصى شمال المحيط الهندي) من ناحية، والبحر المتوسط، حيث دول أوروبا، كما أنه بوابة نفط دول الخليج إلى الغرب.

كما أن المضيق وقناة السويس من ورائه يختصران طريق التجارة بين الغرب والشرق، ويمر بهما الجانب الأكبر من التجارة بين أوروبا وأسيا (قادمة من المحيط الهندي وتقصد البحر المتوسط شمالا)، حسب ما ذكرته مجلة فورين بولسي الأمريكية في تقرير أعدته قبل أيام.

ويمر بمضيق باب المندب نحو 21 ألف سفينة سنويا، حسب ما ذكرته مؤخرا صحيفة الثورة اليمنية (حكومية) نقلا عن وزارة التجارة في صنعاء، وتقدر كمية النفط العابرة في المضيق بـ3.3 مليون برميل يوميا.

ووفق معطيات الجغرافيا، تتمتع اليمن بأفضلية استراتيجية للسيطرة على المضيق لامتلاكها جزيرة بريم (في مدخل المضيق وتتبع محافظة تعز جنوب غربي البلاد).

إذ قالت مجلة نيوزويك الأمريكية في تقرير نشرته، أمس، "إذا ما اتجه الحوثيون إلى مناطق جنوب غربي اليمن، سيمنحون حلفائهم الإيرانيين السيطرة على مضيق باب المندب، الرابط بين خليج عدن والبحر الأحمر، ويمر منه الجانب الأكبر من التجارة بين أوروبا وأسيا، و30% من نفط العالم بشكل يومي".

فيما قالت مجلة فورين بولسي، إن "نجاح الحوثيين في السيطرة على باب المندب ستمكنهم من السيطرة على ممر الملاحة من الخليج العربي لقناة السويس".

هادي الذي عقد صفقة مع إيران نفسه، قال في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية في وقت سابق "من يمتلك مفاتيح باب المندب وهرمز (يفصل بين الخليج العربي وخليج عمان) لا يحتاج قنبلة نووية". هذا الرئيس نفسه يسعى إلى تسليم المضيق لإيران.

المصدر : شبكة بويمن

Total time: 0.0683