النصر ليس بالغلبة التي أنتجها القهر والخروج عن الضمير في عملية الصراع ، وحقيقته التغلب على رغبات الذات النازعة بقدرات اﻹنسان نحو التسلط وشهوة الاستحواذ .
وما يجري اليوم بالساحة يجعلنا نقف مليا لمراجعة أنفسنا والتأمل بعمق لما حولنا ، فاﻷحداث تدفع بنا نحو منحدر لا ندرك جيدا التعامل معه ، ليس لأنا لا نجيد التصرف بالسير وإنما لأن بصيرة مضينا بعدسات الغير وأدوات التحكم به بيد الآخر .
إذن نحن بحاجة إلى التوقف قليلا ﻹعادة ترتيب خرائط المرور بأعيننا نحن ، وتخطيط سبلها بالجهات التي نريد السير نحوها ، والاحتفاظ بقدرات لطالما أتعبتنا عمليات جمع موادها وترتيب صفوفها للحظة الحسم المخطط لها برؤية الماضي وإدراك الحال والتخطيط لما يجب أن نرسمه بالمستقبل .
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالعودة لعملية التحرك التي سلكناها بالماضي والنظر إليها برؤية النقد لمعرفة مواطن التقصير ومنافذ الضعف لتلاشي النقص وسد منافذ الضعف بفولاذ قوة عصية على التفتت لضمان النجاح في السير القادم الذي يجب أن نحقق في جولاته نصرا ماحقا للباطل ومقيما للحق .
