قال الشيخ عبد المجيد الريمي أحد مشائخ السلفية .. ان الإصلاح لديهم مكينة اعلامية ضخمة كانت تملئ الصحف والشوارع والباصات والدوائر الحكومية حين كانوا متحالفين مع الرئيس .. والرئيس اخطأ في فك ذلك الارتباط .. وفيما يلى نص بيانه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد
فالذي ينظر في واقع الأمة اليمنية يرى واقعا مؤلما ومخيفا قادته إليه السلطة والمعارضة معا إنه واقع ترقب الاقتتال وأن يقفز كل فريق على الآخر لينقض عليه وتدخل اليمن في حروب أهلية لا يعلم مداها إلا الله كل ذلك من أجل الصراع السياسي والحرص على تبادل السلطة وطمعا في الدنيا الفانية .
وكان لكل شعاراته التي يدغدغ بها مشاعر الجماهير اليمنية المسكينة ، السلطة تتدثر بشعارات الحفاظ على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته والمعارضة تتدثر بشعار محاربة الفساد وتحرير الشعوب من الظلم والاستبداد والاستئثار والتوريث.
وإذا رجعنا قليلا إلى الوراء عدة سنوات نجد أن اليمن كانت في حالة استقرار سياسي عجيب حتى نسب لبعض العلماء قوله إن اليمن لم تشهد فيما قبل استقرارا في الحكم طيلة تاريخها الإسلامي مثل الاستقرار الذي حصل في رئاسة الرئيس الحالي . أقول ولعل ذلك بسبب التحالف الذي كان قائما بين الحزب الحاكم بقيادة الرئيس وبين حركة الإخوان المسلمين وكانوا جندا مجندة بشكل لا يوصف في تحسين نظامه والثناء عليه في صحيفتهم الرسمية المعروفة ( الصحوة ) وذلك الثناء من حين تولى قيادة اليمن في أواخر السبعينات إلى العام الذي جرى فيه انتخابات متعددة الترشيحات للرئاسة حيث اختار الإخوان مع حلفائهم في اللقاء المشترك مرشحهم للرئاسة فيصل بن شملان الذي تولى مناصب عليا قبل الوحدة في عهد حكم الاشتراكي.
ومن هنا بدأ الحديث عن الفساد والمفسدين وخاصة بعد تصريح المؤتمر بأنه يسعى إلى تحقيق الأغلبية المريحة فشعر الإخوان بأن حليفهم الاستراتيجي بدأ يتخلى عنهم شيئا فشيئا وفعلا وجدوا أنفسهم يخرجون من السلطة بطريقة ديمقراطية بعد أن ذاقوا عذاب المشاركة فكان لا بد من حليف جديد فوقع اختيارهم على الاشتراكي والناصري وحزب الحق وبقية الخلطة العجيبة.
ولقد كان الولاء للرئيس وحزبه واضحا في انتخابات الرئاسة في عام 1999م حيث كان الإخوان سباقين إلى اختيار علي عبد الله صالح قبل أن يختاره المؤتمر وخرج كبار قادة الإخوان في المهرجانات الانتخابية وأثنوا على الرئيس المرشح ثناء فاق التصورات حتى قال اليدومي في بعض المهرجانات الانتخابية ولعله في مهرجان تعز.
إننا في التجمع اليمني للإصلاح , المؤتمر الشعبي العام ، والمجلس الوطني للمعارضة قد وقع اختيارنا على الأخ علي عبد الله صالح ليكون مرشحنا في الانتخابات الرئاسية مدركين أننا بهذا الاختيار قد وصلنا لمستقبل متألق , حاثين الخطى ـ تحت قيادته ـ للدخول إلى القرن الواحد والعشرين وكلنا أمل في حياة عزيزة كريمة.
إننا أيها الإخوة باختيارنا للأخ الرئيس مرشحا يمثل طموحاتنا ويقود مسيرتنا في قادم أعوامنا إنما نعبر عن بعض ما ينبغي أن نقدمه للأخ علي عبد الله صالح من الوفاء تجاه العطاء الكبير الذي قدمه للوطن طوال أكثر من عقدين من الزمان على كل الأصعدة ، والذي عززه بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، وترسيخ التوجهات الديمقراطية الشوروية التي تأتي الانتخابات الرئاسية القادمة تأكيدا وتعزيزا اهـ
إضافة إلى شعاراتهم الانتخابية في الترويج لترشيحه مثل شعارات
نعم للأمن والأمان والازدهار
نعم للدولة اليمنية الحديثة
نعم للإنجازات العملاقة والمستقبل الزاهر
نعم لصانع الوحدة والديمقراطية وباني نهضة اليمن الحديث
نعم .. لعلي عبد الله صالح
ومن أراد التوسع في هذا فليراجع صحف تلك الفترة الانتخابية وفي تصوري أن الرئيس علي عبد الله صالح قد أخطأ خطأ تاريخيا حين فك ذلك الارتباط والتحالف فقد كان معه مكينة إعلامية ضخمة تملئ الصحف والشوارع والباصات و الدوائر الحكومية تضخ بالترويج والمدح مقابل مصالح معينة يسمونها مصالح الدعوة حتى تنازلوا عن أكبر مكسب لهم في تاريخهم ألا وهو المعاهد العلمية التي زاد عددها عن ألف كما يقال وذلك من أجل التفاعل والإيجابية مع الوضع الجديد الذي وجدوا أنفسهم فيه شركاء للحزب الحاكم في السلطة بعد غنائم حرب عام 94 فوافقوا على إلغاء المعاهد لأنها كانت من وسائل الوصول إلى السلطة وهاهم قد وصلوها وربما قال بعض المعارضين لبقائها إنها أنشئت من أجل المد الشيوعي وقد انتهى وزاد الطين بلة الرئيس علي عبد الله صالح حين قال عن تحالفه السابق معهم بأنهم كانوا فيه كرتا أصبح محروقا ومن حينها فُعِّلت الحرب الإعلامية بين الإخوان والحزب الحاكم وقائده واستمرت حتى اليوم.
والآن هل وصل المجتمع اليمني إلى الوضع الذي حذر منه السلفيون في أوائل التسعينات حين وقفوا ضد الديمقراطية ورحب بها الإخوان نعم لقد رأى السلفيون بعمق بصيرتهم أن الديمقراطية نفقا مظلما وأن المخرج منها صعب جدا في حين زعم الإخوان أن الشعب اليمني ناضل من أجل أن يصل إلى هذا النوع من النظام وأن هذه الأحزاب التي تبني اليوم المتارس لتخوض ثورة جديدة وحربا مدمرة وتسعى على قدم وساق للتسلح هي بمنزلة المذاهب الأربعة ولقد جنى المسلمون ثمارا يانعة من وجود المذاهب الأربعة أما هذه الأحزاب فلينتظر الشعب اليمني منها نارا حمراء.
فهل آن الأوان أن نحدد من أين جاء الخلل الجواب ولاشك هو من الديمقراطية لأنها سمحت بالأحزاب التي تكتل الناس بقصد الوصول إلى السلطة وتعتمد على ذكر السلبيات من الجانبين وهذا غير معروف في ديننا فعلينا أن نتخلى عنها .
وهل آن الأوان أن نعلم أنه والحالة هذه فليس مشروع هذه الأمة في المعارضة ولا هو في السلطة لأن كلا من السلطة والمعارضة ينطلق من الديمقراطية العلمانية ولعل السلطة في العالم العربي حين تمارس الفساد وتلقى الدعم الخارجي إنما مقصود أعداء الإسلام من السكوت عن فسادها أن تصل بأمتنا إلى أن تطلب الحل الغربي عن اقتناع بعد أن حاول بعضها أن يأخذ به كضرورة من أجل الوصول إلى السلطة على
أمل تطبيق شريعة الإسلام .
وهل آن الأوان أن نبتعد عن معالجة الخطأ بالخطأ ونعلم أن مشكلتنا ليست في التوريث ولا في دوام حكم الحاكم إن مشكلتنا هي غياب العدل وغياب تحكيم الشريعة والدليل على ما قلت أن الأكثرية من الأمة إذا اختارت على سبيل الافتراض دوام حكم الحاكم أو توريث بعض بنيه أليس سيكون حكما مقبولا لأنه حصل على موافقة الأمة إذا لماذا تغفلون عن الأساس وتشتغلون بالحواشي والفروع ركزوا على ضرورة المطالبة بتطبيق الشرع.
مرة أخرى يخطئ بعضنا في رؤيته لحل بعض المشاكل ففي مظالم الجنوب يخطئ الحراكيون حين يطالبون بالانفصال ولا يطالبون بتطبيق الشرع الذي به يحصل رفع مظالمهم فيرفض اليمنيون في الجنوب والشمال هذا الأسلوب المتهور المضر بالجميع.
ويخطئ المعتصمون والمتظاهرون جميعا جنوبا وشمالا حين يطالبون برحيل الحاكم منادين بالتغيير إلى مصير مجهول ولا يطالبون بتطبيق الشريعة ولو أن التوفيق والفهم حالف الإخوان وطالبوا بتطبيق الشرع وحشدوا لهذا الطلب هذه الإمكانيات التي يحشدونها للمطالبة برحيل النظام ربما يكون النظام قد وافق على تطبيق الشرع فيحصل الخير وتعصم الدماء وتغلق ابواب الحروب والنزاعات الأهلية.
وعليه فإن الوضع القائم وضع فتنة يأخذ أحكام الفتن التي يجب الوقوف عندها طويلا للبحث عن مخرج منها في كتاب الله وسنة رسوله.
ولا شك أن من جملة ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده ، أحكام الفتن والتي جعلها الله سبحانه وتعالى تمحيصا للمؤمنين ومحقا للمنافقين والكافرين قال تعالى ( وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين )) وجعلها مختبرا لعباده المعلنين للإيمان ليتبين الصادق منهم من الكاذب والجاد منهم من الهازل المتخذ دينه لهوا ولعبا فإن جاءه هذا الدين بالخير اطمأن به وإن حصل عليه بسبب دينه فتنة وبلاء انقلب على عقبيه وخسر دنياه وآخرته ، قال تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين *)
والفتن مأخوذة لغة من قولهم فتنت الحديد إذا أدخلته النار فأزلت خبثه ويتبين به جيد الذهب من رديئه فيظهر بالامتحان من يتجرد لتحكيم الشريعة ويخرج من الهوى والعصبية للرأي أو للحزب أو للقبيلة أو لأي كائن من كان .
فلهذا يجب على المسلم ان يتبصر في الفتن وأن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله فإن كتاب الله فيه العصمة من كل الفتن قال تعالى (( ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم ))وقال سبحانه وتعالى (( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )) أي لن يكون ضالا في الدنيا ولن يكون شقيا في الآخرة أي أنه تكتب له السلامة في الدنيا والهداية وتكتب له السعادة والنجاة في الآخرة وهذا أقصى ما يتمناه المؤمن وهو أن يموت على الإسلام ولذا قال يوسف عليه الصلاة والسلام (( توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) سأل الله تعالى مع ما أتاه الله من الملك سأله حسن الختام وأن يموت على الإسلام ، وقال تعالى (( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
وهذه الفتن يغربل الله سبحانه وتعالى الناس فيها غربلة عظيمة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال : يُوشِكُ أَنْ يأتي زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا ». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقَالُوا وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ .
فالفتن تغربل الناس حتى يتميز الصحيح من المريض حتى يتميز المحق من المبطل لأن الغربلة في لغتنا العربية معناها النخل غربله نخله قال في الصحاح غربل غَرْبَلَه أي الدَّقيقَ ونحوَه غَرْبَلَةً : نَخَلَه ، وقيل : غَرْبَلَه قَطَعَه غَرْبَلَ القومَ : قَتَلَهم وَطَحَنهُم ، ومنه الحديثُ : كيف بكم إذا كنتُم في زمانٍ يُغَرْبَلُ الناسُ فيه غَرْبَلَةً أي : يُقتَلون ويُطحَنون ، وقيل : يُذهَبُ بخِيارِهم وتبقى أراذِلُهم ، كما يفعلُ من يُغَرْبِلُ الطعامَ بالغِرْبال . والمُغَرْبَلُ ، بفتحِ الباءِ : الدُّونُ الخَسيسِ من الرِّجال ، كأنّه خَرَجَ من الغِرْبال.
وهذه الفتن أعاذنا الله منها نحتاج فيها إلى ثلاثة أشياء أحدها الإخلاص لله في التعامل مع الفتن والثاني العلم والبصيرة من أجل أن ترى الفتن واضحة جلية والثالث : وهو الأهم أنه يجب الافتقار إلى الله أن يمنحك توفيقه ويحوطك برعايته فكم رأينا من ذكي فعل في هذه الفتنة فعل المغفلين وكم رأينا من عاقل تصرف فيها تصرف المجانين فعلى سبيل المثال في هذه الفتنة التي نعيشها اليوم في اليمن ألا وهي فتنة الصراع والتناطح على السلطة ، يجب أن يتذكر فيها ويستحضر عدة أمور في توصيف الواقع حتى يكون الحكم دقيقا اجتمع فيه نور العلم مع فقه الواقع الذي تعيشه الأمة:
أولا : إن المتناطحين في ساحات التغيير أمام الجامعة في صنعاء وفي ميدان التحرير إنما يتناطحون على المصالح والمواقع لأنهم من حيث النظام السياسي ومنطلقاته الفكرية ومن حيث العقد الاجتماعي المتفق عليه بينهم وهو عقد جاك روسو وليس عقد محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهو عقد باطل شرعا هذا العقد اتفقوا عليه وهم الآن يتناطحون في المطالبة بتطبيقه وهو ما يسمى بتبادل السلطة سلميا هذا الوضع هو وضع مصالح لا غير ولا تفسير له إلا ذلك ومن فسره بغير ذلك فهو مغرور مخدوع ملبس عليه نرجو الله لمن خدع بفتاوى الضالين المضلين أن يعفو عنه ويثيبه بحسب نيته ونسأله أن يخدع من يخدعه وأن يعجل إحاقة المكر السيئ بأهله فما للمسلم و لهذه المعركة وفي سبيل من يعرض حياته للخطر والتي يفترض أن تكون لله وفي سبيل الله
ثانيا : لقد رفع المعتصمون في ساحة التغيير شعار المطالبة برحيل النظام المعروف ب( إرحل ) كتبوه في الصدور والظهور والوجوه والرؤوس وعلى واجهات الشوارع بل وفي وجه الخبز الذي يأكلونه والكعك الذي تصلحه نساء الإصلاح المغرر بهن اليوم مثلما غرر بهن في حرب الشرعية الدستورية في عام 94 م
كما أنهم رفعوا هذا الشعار تأسيا بالثورات العلمانية التي حصلت في تونس ومصر تلك الثورات التي تؤججها وسائل الإعلام تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يعاد إخراجه اليوم بدماء شباب حركة الإخوان المسلمين في اليمن وغيرها وبخطب علمائها وفتاوى قياداتها وبأغاني أم كلثوم وغيرها في مصر وأغاني أيوب طارش في اليمن وزادوا في اليمن رفعوا صور جيفار فتشابهت لحاهم وقلوبهم وبنغمات النشيد الإسلامي وبألوان طيف الشعارات المختلفة للماركسية الاشتراكية والناصرية الدكتاتورية والبعثية المتعصبة والرافضية المخرفة والإخوانية المهرجة إضافة إلى ثالثة الأثافي بعض الهمسات الخافتة لبعض الشخصيات والرموز السلفية كل ذلك دفعة واحدة وفي مساحة من الأرض قصيرة هي باب الجامعة وما حوله فهل يليق بمؤمن ملء الإيمان قلبه وعرف منهج الأنبياء وأتباعهم من أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله أن يطمئن إلى هؤلاء ويربط مصيره بمصيرهم ويخلط حقه بباطلهم وتوحيده وحاكميته بتشريعاتهم وشوراه بديمقراطياتهم ويكثر سوادهم وهل هذا هو مشروعه الذي يدعو الناس إلى ربهم من خلاله ؟؟ هذا لا يليق أبدا.
ثالثا : ما يسمى باللقاء المشترك والذي يضم الاشتراكي والناصري والبعث والروافض والإخوان كل هؤلاء يختلفون مع السلفيين منهجيا وعـقائديا فكيف يسعى سلفي أو يشارك في تمكينهم ومناصرتهم إذا يكون قد شد الحبل على عنقه وخنق نفسه متعمدا بلا تأويل صحيح مدروس وذلك لأنهم يسعون للقضاء عليه ومحو أثره من الوجود وإذا كانوا ديمقراطيين حقيقيين على منهاج منظريهم في الغرب فلن تكون هناك للسلفيين إلا مساحة لا تكاد تذكر وعلى السلفي أن يتذكر قول الله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ويتذكر الوعيد الذي جاء في السنة في عقوبة المنتحرين هذا في ظل الإسلام فكيف في سبيل مبادئ الغرب وقيمه وتمكينها في بلاد المسلمين تحت شعار نصرة الإسلام ومحاربة الاستبداد والفساد ؟! والله المستعان.
رابعا : مع إنكارنا على المؤتمر الشعبي فساده وعلمنة الكثير من نظمه وقوانينه فإن الحق يقال أننا نعيش معاشر السلفيين بكافة فصائلهم في أمن وأمان على دعوتنا ومساجدنا ومراكزنا وهذا معروف يشكر عليه المؤتمر وليس نحن وحدنا فقط بل وكذلك الإخوان والحوثيون وغيرهم مع أن الإخوان يتناسون هذه الحقيقة وينكرون على بعض قيادة المؤتمر رعايتهم للحوثيين ودعمهم لهم ونسوا أنهم أيضا ترعرعوا وشبوا وتقووا في هياكل المؤتمر ومؤسساته حتى شبوا عن الطوق وتنكروا لكل ذلك الدعم وخرجوا إلى الشارع يطبقون المثل العربي
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
و حتى علماؤهم الحزبيون أيضا نسوا كل تلك الهبات والنياشين والمواقف ضد مطالب أمريكا وهي مواقف لا ينكرها كريم ويا ليتهم كانوا متبنبن لشرع الله إذا لقلنا الحق أحق أن يتبع ولا طاعة لمن عصى الله أما وإنها ديمقراطية ينادي بها أصحاب اللحى وأصحاب الشنبات والشوارب فما الفرق لأن المطلوب في الحكم ليس هو من يحكم فقط وإنما بم يحكم أيضا وعليه فليس لائقا بسلفي يهمه أمر دعوته أن يرفض الوضع القائم ليستبدل به أسوء منه وإنما إن كان عنده أحسن أو سيخفف من الشر أكثر وإلا فعليه أن لا يغير المنكر بمنكر أكبر منه .
خامسا : ليتذكر السلفي الموفق أنه ـ لا سمح الله ـ لو خرج الأمر عن السيطرة وقامت حروب أهلية وتقسمت البلاد إلى أقسام عديدة فما هو موقفه أمام الله إذا كانت مواقفه اليوم فيها مساعدة بطريق مباشر أو غير مباشر على سوق البلاد والعباد إلى تلك الفوضى التي يفقد الإنسان فيها الأمن ويتغير الوضع إلى حال تضعف فيه الدعوة إلى الله وأسبابها أفليس موقف هؤلاء السلفيين سيكون موقفا غير مسئول ولا مقدر للأمر حق قدره وأين قاعدة جلب المصالح ودرأ المفاسد وتحصيل خير الخيرين ودفع شر الشرين وغيرها من القواعد التي نرددها صباحا ومساء.
سادسا : ثم إن المعارضة تصرح بأن النظام الذي سيخلف النظام القائم سيكون شريكا للغرب في محاربة الإرهاب والقاعدة كما صرح به محمد قحطان للجزيرة ونشرته الصحوة نت في موقعها بتاريخ 4/ 4/ 2.11 وهذا هو ما ينكره الجميع على النظام ويراه الكثير من أهل العلم خطأ عقائديا كبيرا حتى و لو كان تنظيم القاعدة مخطئا فإنه لا يجوز شرعا التعاون مع الكافر ضد مسلم ولو كان باغيا فهؤلاء يصرحون بولائهم العملي بعد أن التزموا بولائهم الفكري للغرب وهم يصرحون بأنهم سيكونون أصدق في الطاعة والتعاون من النظام الحاكم لأنه يتلاعب كما يقولون بهذه الأوراق لمصالحه الشخصية وهذا يعني أن هؤلاء سيكونون محتسبين الأجر عند الله في تعاونهم مع الغرب ولا يريدون جزاء ولا شكورا فهل يشرف مسلما دعم نظام كهذا
فعلى أحزاب المعارضة وعلى المعتصمين أن يعلموا أن إنكار المنكر لا يجوز أن يكون بمنكر أكبر منه أرأيتم لا سمح الله لو وصلت البلاد إلى حالة الحرب والنهب والسلب وسفك الدماء والفتنة الطائفية وتقسيم البلد إلى دويلات وازداد الفقر والخوف ورأيتم بلدكم هذا الطيب وقد وصل إلى حالة من التمزق والفقر والمرض والخلاف فبأي وطنية ستتغنون وبأي وجه ستظهرون بين الأمم ألا قاتل الله الهوى والمصالح الشخصية ماذا تفعل بالعقول وصدق الشهيد سيد قطب حين ذكر أن المصلحة ربما صارت صنما يعبد أو كما قال .
سابعا : لو تمكن المؤتمر من إخماد هذه الفتنة وخرج منها قويا فقد يقوم بتصفية حسابه مع من شارك في تأجيج هذه الفتنة وسماها جهادا أو أمرا بمعروف أو نهيا عن المنكر وليست الدعوة السلفية بحاجة إلى الدخول في صراع ومطاردة مع الدولة أو غيرها ويجب الحفاظ على أسلوب الدعوة الهادئ الواعي المستقل .
ثامنا ويخطئ فريق آخر يروج للنظام بأنه ولي أمر لا يجوز الخروج عليه وينزلون النصوص في غير موضعها ومن ثم فقد تكون تلك الفتاوى سببا لسفك الدماء المحرمة من عموم الناس المتورطين في الاعتصامات والمظاهرات وهل يرضى مسلم واعي في أن يشارك في سفك الدم الحرام وهو يعلم أنه لا يزال في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما ويستدلون بنصوص ولي الأمر وولي الأمر هو الذي أتى بهذه المصائب كلها هو الذي أتى بالنظام الديمقراطي وهو الذي اتفق مع الناس الذين أدخلهم في النظام الديمقراطي على عقد تبادل السلطة سلميا ونص عليه في الدستور وهو على كل حال منهج غربي لكن ليس الذي يستدل بقوله (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) بأولى في الاستدلال بمن يستدل على الرئيس مطالبا له بتحقيق تبادل السلطة سلميا بقول تعالى (( يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود ))ولا أجد شبيها لهذه الضلالة إلا ضلالة من يسمي الاعتصامات الواقعة الآن في الميادين العامة بأنها جهاد ورباط والموت في سبيل ذلك أنه شهادة ولهذا فان المسلم البصير في دينه الذي لم يضلل بضلالات طاعة ولي الأمر أو ضلالات ادعاء الجهاد والصبر والشهادة لن يغتر بهذا أبدا وهو ثابت ثبات الجبال يطالب بتطبيق شرع الله ويطالب بالتخلي عن الأنظمة المستوردة ويطالب بتطبيق القرآن والسنة في تحريم التشبه بأعداء الإسلام في الفكر والسياسة والاقتصاد و التعليم والإعلام وفي كل مجال يطالب بتطبيق الشريعة فمن طبق الشريعة أو دعا إلى تطبيقها فالمسلم الصادق يكون معه.
تاسعا : على المسلم الموفق أن يعلم أن سر وجود الحياة هو الابتلاء والامتحان ويسمى أيضا في الاصطلاح الشرعي بالفتنة وهي مفهوم واسع يشمل كل مكلف بل الحياة كلها فتنة (( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)) (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) وهل الإنسان في الحياة يعيش الا بين هذين الامرين خير أو شر نعم أو مصائب حسنات أو سيئات رخاء أو جوع أمن أو خوف (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) ويقول سبحانه وتعالى (( أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )) فهذا التزام رباني انه لا يمكن لاحد ان يقول لا اله الا الله وأن يقول آمنت بالله ثم يدخل الجنة بغير فتنة لابد من الفتنة فتنة في النفس فتنة في الاهل والمال والولد (( انما اموالكم واولادكم فتنه )) فتنة الشبهات التي تعكر صفو الحق وتخدع الناس بزخارفها تسوقهم الى الباطل و تضلل الناس يقول سبحانه وتعالى ((كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم (هذه فتنة الشهوات) فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا )) والخوض هو ما يسمى اليوم بالرأي والرأي الآخر وهو الذي ليس منضبطا بكتاب الله ولا بسنة رسول الله ولا روجع فيه اهل العلم العاملين الصادقين انما رأي الشارع ومتى كان اهل الاسلام يعتمدون على رأي الشارع انما يعتمد على رأي الشارع الاوربيون اليهود والنصارى اما رأي الشارع فلا وزن له في كتاب الله وفي سنة رسول الله لان القول في ذلك هو قول اهل العلم فاذا صار العلماء اتباع الشارع فليس هؤلاء بأهل علم ولا هم أهل ان يقودوا الأمة ولا أن يعلموها وهم أخوف ما خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته حيث يقول صلى الله عليه وسلم (( اخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون )
عاشرا : ويجب أن يعلم أيضا أن الفتنة لا تسمى فتنه حتى يختلط فيها الحق بالباطل فترى فريقا معه شيء من الحق ولكن معه أضعاف أضعافه من الباطل واذا التفت الى الفريق الآخر وجدت معه شيء من الحق ولكن معه أضعاف أضعافه من الباطل ومن ثم تختلط الأمور على كثير من الناس ويدخل فيها الهوى بكثرة تجعل صاحب ذلك الهوى غير مستعد أن يسمع منك آية ولا يسمع منك نصيحة ومن أمثلة ذلك ما جرى لبعض الشباب الطيب حين ذهب إلى ما يسمى ساحة التغيير ووزع منشورا يحذر فيه الشباب من الدعوة التي يرفعها المشترك وهي الدعوة الى إقامة دولة مدنية وقائلا أن المدنية لا مفهوم لها في العالم الا العلمانية فما كان من أولئك الذين يريدون أن يحرروا الناس من الظلم والاستبداد إلا أن ينهالوا عليهم بالضرب صارخين بكل ظلم وعجرفة هؤلاء بلاطجة فضربوهم ضربا مبرحا لأنهم في نفسية ليسوا مستعدين معها أن يقبلوا نصيحة بسبب جريان الهوى كما جاء في الحديث أنه لا يبقى عرق ولا مفصل إلا دخله ذلك الهوى تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه والكًلب داء معروف في الكِلاب تتجارى بهم الاهواء أي تدفعهم وتضرب بهم يمينا وشمالا كما يتجارى الكًّلب بصاحبه لا يسمعون لناصح و لا يقبل من الوحي والشرع والقرآن إلا ما كان يخدم هواه ومن ثم أين الإخلاص أين المصداقية أين التجرد
ومن هنا يتبين أن الحليم الذكي الموفق المؤمن يبدأ أولا فينظر من هؤلاء في ساحة التغيير ؟ وممن يتكونون و ما تاريخهم وما هي طبيعة حكمهم وما من فريق منهم ولا حزب إلا وقد حكم لقد عرف الناس حكم الاشتراكي وعرفوا حكم البعث وعرفوا حكم الناصريين وذبح العلماء وشنقهم وعرفوا حكم الرافضة وتذبيح أهل السنة وقتل ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) لو استخدمت السلطة والمعارضة هذه الطاقات وهذه الامكانات مجتمعة بل لو استخدم كل فريق على حدة هذه الإمكانات المهدرة اليوم في الشوارع لو استعملوها في المطالبة بتطبيق الشريعة وحشد الناس من أجل ذلك والبدء خطوة خطوة في تطبيق الشريعة لكان الناس في وضع آخر غير ما نحن فيه ولهذا فإنني أوصي إخواني أولا بأن نحذر حذرا شديدا من المشاركة في سفك الدماء أي دم يسفك فإنها مسؤولية امام الله عز وجل لأنه لو كانت راية السلطة واضحة لقيل هذه راية شرعية يجب نصرتها ولو كانت راية المعارضة واضحة لقلنا راية يجب أن تنصر وإذا نصر الإنسان حقا فانه والحالة هذه يكون على سبيل حق ويرجى له إن قتل أن يكون شهيدا لكن أن تكون فتنة من أجل صراع يتكشف يوما بعد يوم صراع في الأسرة الحاكمة يتكشف يوما بعد يوم وينقسم الناس ها هنا وها هناك فلماذا يسفك الناس دمائهم
ولست بقاتل رجل يصلي .,.,. على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعـلي إثمـــي .,.,. معـاذ الله من حمق وطيش
ولهذا فإن نصيحتي لكل مسلم أمام هذه الفتنة كما يلي
أولا : أذكرك يا أخي المسلم ببعض النصوص الواردة في تحريم قتل المسلم بغير حق قال تعالى (( وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطاء ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )) وقال تعالى (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق )) فما هو هذا الحق نسأل هؤلاء العلماء الذين يبهرون الناس بلحاهم ما هو الحق الخالص أو الغالب الذي عند المعارضة و ما هو الحق الخالص أو الغالب الذي عند السلطة يريدون منا أن ننصره إن المعارضة تدعوا الى إقامة دولة مدنية أي علمانية مفصول فيها الدين عن الدولة ومن ثم عن المجتمع والنظام حسبه ما فيه من الفساد والانحراف.
إذا على المؤمن أن يحذر من أن يسفك دما أو يسفك دمه في مثل هذه الفتن وقال تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق )) (( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفس بغير نفس او فساد في الارض )) واشهد الله ومن شان هذا سأسل يوم القيامة ان كل من السلطة والمعارضة في طريق فساد الا وهو الديمقراطية الحزبية التعددية او ما يسمى بالحرية انه كله تمثيل لبرنامج غربي لبرنامج سياسي غربي فلهذا (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق )) وقال تعالى (( والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله)) قال صلى الله عليه وسلم (( اجتنبوا السبع الموبقات ذكر الشرك وذكر قتل النفس )) وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما )) وقال صلى الله عليه وسلم ((لو ان اهل السموات واهل الارض اشتركوا في قتل مؤمن لكبهم الله في النار )) حديث صحيح وقال صلى الله عليه وسلم (( لزوال الدنيا اعظم عند الله من قتل مسلم)) وقال صلى الله عليه وسلم (( من قتل مؤمنا مغتبطا بقتله (اي فرحا بقتله) لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا )) الصرف : الفريضة والعدل : النافلة اي ان الله لا يقبل منه فرائض ولا يقبل منه نوافل وقال صلى الله عليه وسلم في اليوم العظيم في المشهد العظيم في الحج الاكبر ((اي يوم هذا اي شهر هذا اي بلد هذا ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا )) اي ان التحريم مضاعف كحرمة البلد وحرمة الشهر وحرمة اليوم الحرام ولهذا ايضا وقف النبي صلى الله عليه وسلم امام الكعبة المشرفة وقال عليه الصلاة والسلام ما أطيبك وما اطيب ريحك وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله اعظم حرمة منك ماله ودمه وان لا يظن به الا خيرا )) وبلغ من حرمة الدماء انه اول ما يقضى به بين العباد يوم القيامة ففي جانب العقيدة اول ما يسال عن التوحيد وفي جانب المعاملات اول ما يقضى بين الناس في الدماء وقال صلى الله عليه وسلم (( كل ذنب عسى الله ان يغفره الا قتل مسلم حرام )) وقال صلى الله عليه وسلم (( يأتي المقتول معلق راسه بإحدى يديه فيقول يا رب سل هذا لما قتلني فيقول الله له قتلته تعست ويقذف به في النار والعياذ بالله ))
ثانيا : علينا أن نتوب إلى الله ونلقي السلاح كما ألقاه قبلنا آباؤنا الأنصار حين نفث اليهود محاولتهم المسمومة من أجل إحياء حروبهم التي كانت في الجاهلية فناشدهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن يلقوا السلاح فألقوه سامعين مطيعين يعانق بعضهم بعضا وما أرانا اليوم نحن اليمنيين إلا نعيش نفثة من نفاثات اليهود والنصارى ألا وهي الديمقراطية فهل سنفعل ما أمرنا به نبينا فإن قوله لهم هو قول لنا.
فيجب الرجوع الى الله والتوبة والصدق في الالتجاء الى الله و أن تقوم ليلك في الثلث الاخير من الليل وتسال الله أن يجنبك من هذه الفتنة وأن يجنب المسلمين شر الفتن ومما ورد من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (( اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )) وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الفتن وهو المعصوم الذي نزل عليه الوحي ويقول صلى الله عليه وسلم (( وإذا أردت بعبادك فتنه فاقبضني إليك غير مفتون )) ويخاف من الفتن فيخرج من الليل عليه الصلاة والسلام ويقول (( لا إله إلا الله ماذا نزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )) أي يدعوا نساءه للقيام لصلاة الليل والدعاء والنجاة من الفتن وقال عليه الصلاة والسلام (( هل ترون ما أرى إنني أرى الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) نعم فتنة عمياء صماء بكماء لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المتباطئ إلى الفتن لا يريد أن يسارع إليها هو السعيد وتلك علامة سعادته يقول الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم (( ان السعيد لمن جنب الفتن )) وفي الحديث قال (( تكون فتنة المضطجع فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي )) هكذا الشرع يدعوك الى ان تباطئ خطواتك في طرق الفتن وان المضطجع خير من القاعد والقاعد خير من القائم كلما اقتربت من الفتنة كان حظك سيئا.
ولقد طبق كثير من الصحابة مبدأ اعتزال الفتنة حين لا يتضح الحق ، منهم سعد بن أبي وقاص وغيره طبقوا هذا الحديث على الخلاف الذي نشاء بين معاوية وبين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله حيث أن سعد بن ابي وقاص اعتزل تلك الفتنة وقالوا له قال الله تعالى (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) فقال لهم نحن الذين قاتلنا حتى لا تكون فتنة أما انتم فتقاتلون حتى تكون فتنة وقال لهم أيضا أعطوني سيفا يعرف المسلم من الكافر وأنا أقاتل معكم أو كما قال
كذلك أيضا على المسلم الحذر من زلة العالم فإنها فتنة لكل مفتون كما جاء في الأثر وكذلك وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة والحذر من زلات اللسان انظروا الآن ماذا تهيج هذه اللقطات الصوتية التابعة لقنوات الفساد والإفساد وقنوات الفوضى وما فيها من سباب وشتائم ويتكلم الشخص الجاهل ويتكلم السفيه يتكلمون في مستقبل الأمة ويسوون بين كلام الرافضي وكلام العالم وكلام الجاهل وكلام الفاسق وكلام التقي كله سواء المهم منبر خطابة لكل من هب ودب
وعلى الذين يريدون حل هذه المشكلة بل وحل كل المشاكل المتوقعة أن يفكروا تفكيرا سليما مثل أن يجتمع العقلاء من السلطة والمعارضة ليختاروا من الجميع مجموعة من أهل الحل والعقد ويحكموها تحكيما جادا في أن تضع شروط من يتولى الأمر مستفادة من كتاب الله وسنة رسوله ـ سواء كانت الولاية العظمى أو ما دونها بحيث أن من لم تنطبق عليه تلك الشروط فليس له حق التولي سواء كان يسعى إلى الولاية أو هو فيها الآن فإن لم توجد تلك الشروط بحثوا في الأمة من تتوفر فيه تلك الشروط وهذا الحل الشرعي سيحقق لنا جميعا منافع عظيمة من أهمها أنه لن يصل إلى السلطة من لا يستحقها وسيعود الأمن والاستقرار إلى البلد فهل نفعل ذلك أرجو وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.