أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

من هو الحليف الأول للحوثيين؟

- وضاح حسين المودَّع

منذ أسابيع صارت مليشيا الحوثيين واقعاً في اليمن فهي تسيطر على كل مفاصل الدولة في عاصمتها صنعاء، وتسيطر على القرار السياسي من خلال ممارستها للعمل السياسي عبر القوة والعنف والمليشياوية وفرضها في مناصب الدولة من تريد وعزلها من تريد، تتسارع أحداث اليمن على يد المليشيات الحوثية وكل ساعة ينتظر اليمنيين ماهو الجديد في نشاط الحوثيين وأين توسعوا وأي مدينة وصلوا وأي منزل فجروا أو اقتحموا أو استولوا.

مانريد الاقتراب منه قليلاً هو التفكير فيمن يمثل الحليف المحلي الرئيسي للحوثيين وهل الحديث المتردد حد التواتر عن أن رئيس النظام السابق صالح ونجله هم الداعم الرئيسي للحوثيين وهل يمتلك المتحدثون عن هذه الأخبار أدلة قاطعة؟

بدايةً لابد من التذكير أن صالح ونظامه كسلطة وعلى مدى سنوات كانوا العدو الأول للحوثيين وتم في عهده شن ست حروب قتل في أولاها مؤسس الجماعة حسين الحوثي، وأستمر صالح في ملاحقة الحوثيين ومطاردتهم وحبسهم ومحاكمتهم وفي الحرب الأخيرة شارك الحرس الجمهوري والذي كان قائده هو نجل صالح ولاتخفي جماعة الحوثيين أن ماتقوم به حالياً هو امتداد لماتم في 2011 وسمي ثورة شعبية وأن مايسمونه حالياً بثورة سبتمبر 2014 هي النجاح الحقيقي لثورة 2011 وأنها تريد اسقاط النظام السابق والذي تقول أنه كان برأسين صالح ومحسن ، وبمجرد اسقاطها لمحسن أعلنت نجاحها في ثورتها الجديدة لكنها لم تتحدث عن صالح إلا بمراوغات لامجال هنا لتكرارها .ثم بعد ذلك ينبغي أن نتحدث عن حزب صالح أي المؤتمر الشعبي والذي ولكل من يتأمل دون عواطف في طبيعته السياسية ليس حزباً أيدلوجياً يحمل أفراده هم الحزب وأهدافه ومبادئه كما هو مثلاً حزب الإصلاح أو جماعة الحوثي، يمكن لكل مقترب من المؤتمر أن يلاحظ أنه حزب الدولة وأن المنتمين له انتموا غالباً بحثاً عن المناصب والأعمال بل يمكن القول أن أغلب المؤتمريين لم يهتموا بقراءة الدليل النظري للحزب أي الميثاق الوطني، وباختصار أغلب المؤتمريين وبحسب عبارة رئيس الحزب دخلوا لأجل المال وكانوا عبئاً على المؤتمر وكلام صالح قاله حين انشق عن الحزب بعض أعضائه في 2011م.

بعد ذلك يمكن القول إنه لم يتم تقديم أدلة قاطعة تثبت وجود تحالف فعلي بين رئيس المؤتمر والحوثيين، كتسجيلات صوتية أو اثباتات للقاءات بين رئيس المؤتمر وقيادات كبرى حوثية، وكل ماكان يتم تقديمه ليس أكثر من حديث عن أعضاء في المؤتمر يعملون تحت إبط جماعة الحوثي أوالحديث عن أفراد وضباط في الحرس الجمهوري السابق يقاتلون مع الحوثيين في معاركهم.

يمكن الرد على هذه الجزئية بالعودة لطبيعة حزب المؤتمر ومن انتمى له وأنهم كانوا من أتباع المناصب والمال وحين جف نبع المؤتمر ولم يعد متفرداً بالسلطة أنتقل هؤلاء إلى صف أصحاب المال الجدد وهم حالياً الحوثيين.إن الحديث المتكرر عن قتال أفراد في المؤتمر الشعبي مع الحوثيين واعتبار ذلك دليلاً على تورط صالح في دعمهم ليس صائباً فالمسئولية الجنائية شخصية وتحول أشخاص مؤتمريين إلى صف الحوثيين يشابه تحول أشخاص إصلاحيين أو اشتراكيين وقتالهم مع الحوثيين بل وصيرورتهم قيادات معهم.

لا أبريء صالح من تهمة قد تكون صحيحة لكنني أتحدث عن نظام حاكم يريد تبرئة نفسه من دعم الحوثيين بوضوح عبر تسليمه للمدن والمعسكرات للحوثيين وظهور علني لوزير الدفاع جوار قيادات الحوثيين وتساهل منذ سنتين ثم تعامل طبيعي مع الجماعة وكأنها حزب سياسي شرعي، كل ذلك يتم تجاهله وهو تورط علني لاينكره أحد وأدلته علنية، والاكتفاء بالوهم المسمى دعم صالح والذي وبالمفهوم السياسي شيء عادي في الفكر السياسي فهو إن صح تقاطع مصالح بين المؤتمر والحوثيين وخصم مشترك لهما يريدان إضعافه.إن حليف الحوثيين الحقيقي هو النظام الحالي ممثلاً برئيسه عبدربه منصور ونائبه وزير دفاعه وغير ذلك مجرد تعامي عن أدلة كالشمس والاهتمام بترهات.

Total time: 0.0438