أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

ضد من تستخدم السعودية سلاح النفط ؟!

- أنس محمد



تهمين حاليا على  الساحة الاقتصادية أحاديث الهبوط الحاد في أسعار النفط والذي وصل إلى نسبة 25%، حيث انخفضت الأسعار من 115 دولاراً إلى حوالي 84 دولاراً للبرميل. ويعتقد أن الانخفاض ربما يستمر إلى 60 دولار.

وتلعب السعودية دورا مهما في التحكم بأسعار السوق من خلال زيادة انتاجها اليومي، وفي هذا الإطار سجل مؤشر سوق الأسهم السعودية مكاسب ليصعد ويعود إلى فوق مستويات 10 ألاف نقطة، إذ ارتفع بـ54.10 نقطة بنسبة 2.57 % ليغلق عند مستوى 10136.46، وبتداولات تجاوزت 9.2 مليار ريال.

وبالرغم من أن  انخفاض السعر بسبب وفرة العرض يعني انخفاض المكسب أيضا، ولكنه يعني زيادة العائدات المالية وهو ما صرح به عدد من المحللين حول أن السعودية رفعت انتاجها لأنها  تريد زيادة عائداتها المالية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما حاجة السعودية للعائدات المالية وهي تجني سنويا عائدات هائلة مع الأسعار المرتفعة والتي تكون في معدل 100 دولار للبرميل.

وتفتح الأجابة على سؤال الحاجة إلى الارتباطات السياسية لزيادة الانتاج وأثر ذلك على التطورات السياسية و خريطة التوازنات في المنطقة، حيث تعتبر هذه الخطوة بمثابة سلاح تواجه به السعودية خصومها مثل إيران وكذلك روسيا.

ومن خلال نظرة سريعة على توازنات النظام الدولي وطبيعة التحالفات نجد أن سكوت الإدارة الأمريكية وعلاقاتها المتينة مع الرياض يفيد بأن هناك تفاهما معينا وهذا التفاهم قد جاء في توقيت يبدو أنه يخدم مصلحة الطرفين.

إذ أن واشنطن تريد توجيه رسالة إلى موسكو التي انتهجت سياسة تحدي لأمريكا من خلال احتلالها للقرم، كما أن السعودية تريد أن توجه رسالة لإيران التي يسيطر حلفاؤها على حدود المملكة خاصة مع التطورات الاخيرة التي قام بها الحوثييون في اليمن.

هذا وتشير تقارير أن الحرس الثوري الإيراني له حصة معينة  من عائدات النفط يقوم من خلالها بتغطية عملياته ونفقاته، وهو ما تحاول الرياض إعاقته، وفق التقارير، لكن هذا من الضعف بمكان بحيث لا يتوافق مع خطط وسياسات دولة مثل إيران إلا أن هذا له أثر على الميزانية بشكل عام.

وفي هذا السياق قالت مصادر إيرانية أن هذه محاولات لتقويض اقتصادها أو إلحاق الضرر به على أقل تقدير. وقال «محمد باقر نوبخت» المتحدث باسم الحكومة أمام رجال دين شيعة في مدينة (قم) أمس الاثنين: «بعض من تدعى دولا إسلامية في المنطقة تخدم مصالح أمريكا والقوى المتغطرسة (الأخرى) في محاولة الضغط على الجمهورية الإسلامية».

وأضاف: «تسبب (الغرب) في انخفاض انتاجنا من النفط من أربعة ملايين برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا .. وهذا الانخفاض الذي طرأ في الآونة الأخيرة على أسعار النفط هو أحدث حيلهم».

غير أن أجواء التقارب التي سادت بين الطرفين مؤخرا منعت الرئيس الايراني من الاشارة مباشرة إلى السعودية مع المحاولة لايجاد حلول دبلوماسية تمنع من التدهور وهي سياسة تنتهجها حاليا القيادة الإيرانية في هذا الملف.

هذا وقد استخدمت الرياض النفط كسلاح من قبل عام 1973 لتواجه به الهيمنة الدولية والأمريكية خاصة تجاه المنطقة إلا أنها اليوم تستخدمه بتوافق تام مع هذه الهيمنة، علما بأن توافق المصالح ليس دائما بحال من الأحوال ويعد  التقارب الأمريكي الإيراني مؤخرا إشارة مهمة في هذا السياق.

أما الحديث في ظل هذه الأجواء الملبدة بالأزمات عن خطط سعودية لمنع استغناء أمريكا بنفطها الصخري المكتشف حديثا، فهو بعيد عن الواقع تماما.

المصدر | الخليج الجديد

Total time: 0.074