أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أحمد غراب: اليمن محلك قف!

- أحمد غراب

الحروب ، الحراف ، الظلام ، النزوح ، الفقر، الانهيار الاقتصادي ، داحس والغبراء ..ماذا ترك العام الماضي للعام الجديد ليفاجئنا به ؟!

وماذا يمكن أن يحمل لنا العام الجديد في جعبته إذا كنا مقاطعين لجميع أنواع النمو بإستثناء النمو السكاني ونمو الكروش والعنف والأوبئة؟!

حتى الفيروسات تنمو وتطور نفسها ونحن نستقبل العام تلو العام رافعين شعارنا الأبدي «محلك قف»!

تشكيلة رعب وكوكتيل دمار ( فتن لا تهدأ ولاتنام ومتمردين أشكال وألوان ، ونافذين لايعرفون حلالا من حرام ، ومؤامرات خارجية وكيد عذال، ودعاة لتمزيق اليمن كل ممزق.

خلال العامين الأخيرين اكتشفنا أننا أكثر شعب تعددت أسباب موته وأن بنيتنا الأساسية أشبه ببيت العنكبوت وحكوماتنا المتوالية ظاهرات صوتية متلاشية وأحزابنا خشب مسندة والجهل والتعصب سيدا الموقف ، والفوضى المسلحة أساس كل دمار ، وحب الوطن صفر على اليمين وصفر على الشمال.

تاريخ اليمن في مجمله يتكون من شوطين في الشوط الأول: كانت (اليمن السعيد) وفي الشوط الثاني( الذي نعيشه) اليمن العصيد.

المشكلة أننا نخوض خمس مباريات في وقت واحد ويستحيل أن تجد شعباً منحوساً في العالم يخوض هذا الكم الهائل من الصراعات.

في دول العالم تجد المشاكل موسمية وفي أخرى تجدها مثل كأس العالم مرة كل أربع سنين أما في بلادنا فقد صارت دورية وصار لدينا جدول حصص يومية وأسبوعية كلها مأساوية.

أو ليس من حق هذا المواطن أن يصحو من نومه فيجد بوكية ورد ينتظره بدلا من غريم يتتبعه ببازوكة أو رقيب يترصده بقنبلة.

أو ليس من حقه أن يسمع أخباراً تفرح مافيهاش رائحة باروت وقوارح ومصرع و... إلخ

أو ليس من حقنا ان نأخذ ربع ساعة استراحة بين كل شوط وشوط ؟!
هناك عدة نظريات للدبور الذي يلاحقنا
الأولى: نظرية ( أنا سبب نفسي بنفسي):

أحنا السبب ما أصابنا من شر فمن أنفسنا ،الحسنة تخص والسيئة تعم ، يعني فينا حاجة غلط ولازم نصلحها من داخل نفوسنا بحيث تصبح النية بيضاء كاللبن ،عندها فقط سيتغير وضعنا لأن نفوسنا تغيرت وأصبحنا بوجه واحد نتكلم بلسان واحد ما نظهره مثلما نخفيه تماما..
الثانية: نظرية (دعوة وصابتنا):

دعوة مظلوم قد تصيب بلداً بأكمله فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وليس غريبا أن تجد في مجتمعنا عائلات بأكملها يصيبها الجنون بسبب ظلم الأب.
الثالثة: نظرية (الجهل) :

طالما ظل الجهل سائدا سنظل ندور حول أنفسنا في دائرة مفرغة فالجهل يوجب التعب الكثير مع قلة الفائدة وشفاء الجهل هو السؤال والتوعية الحقيقية الشاملة ومعركتنا مع الجهل أصعب معركة تواجهنا وإذا انتصرنا فيها عندها فقط نستطيع أن نعيد صفة السعادة إلى اليمن ليعود مرة أخرى اليمن السعيد.

ما هو شعورك عندما تكتشف لاحقا أن كل المصائب اللي شفتها سابقا لم تكن سوى تفذيحة وأن ساعة البحشامة والساعة السليمانية لم تأت بعد؟!

اللهم ارجع لنا اليمن السعيد فقد شبعنا من اليمن العصيد .. قولوا آمين.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم ارحم ابي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين

"الثورة"

Total time: 0.0382