كررت هيئة الأمم المتحدة التي تتعقب الاختفاء القسري دعواتها إلى اليمن لإظهار المواطن الأمريكي الذي اختفى قسرا من مكان اعتقاله في أحد سجون الدولة منذ نحو تسعة أشهر.
شريف موبلي، وهو أب لطفلين من ولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة، شوهد للمرة الاخيرة من قبل محامين من منظمة ريبريف الخيرية القانونية في 27 فبراير/شباط عام 2014، بينما كان ينتظر المحاكمة في سجن صنعاء المركزي. عندما عادوا بعد ثلاثة أسابيع، قيل لهم أن السيد موبلي قد تم نقله إلى مكان سري اخر. وبعد ذلك فشلت كل المحاولات التي تقوم بها عائلة السيد موبلي ومحاميه لتتبع أثره منذ ذلك الحين.
وأثيرت أسئلة أخرى في يوليو/تموز عن الدور الأمريكي المحتمل في اختفائه، عندما اعترف دبلوماسيون أمريكيون في اليمن إلى ريبريف أنهم كانوا على اتصال مع السيد موبلي، لكنهم رفضوا الكشف عن مكان احتجازه. وفي شهر أغسطس/آب، استمعت المحكمة اليمنية الى تصريحات ان السيد موبلي قد تم نقله لمحاكمته أمام المحكمة الجنائية المتخصصة، وهي هيئة سرية تمولها الولايات المتحدة التي تعرضت لانتقادات من قبل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش لفشلها في تلبية المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
و في وقت سابق من هذا الشهر، قدم الفريق العامل في الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري ملفا من الحقائق بشأن هذه القضية إلى الحكومة اليمنية والولايات المتحدة بشأن اختفاء السيد موبلي، وذلك في أعقاب إطلاق الفريق تحقيقاً في شهر مايو/أيارحول اختفائه، وأيضاً في أعقاب طلب الفريق من الحكومة اليمنية بأن يتم ضمان بأن السيد موبلي لن يتعرض للاعتقال التعسفي، أو يخضع لإجراءات قانونية غير عادلة.
بدأت محنة السيد موبلي في يناير/كانون الثاني عام 2010 عندما تم اختطافه من قبل مسلحين مجهولين من خارج منزله في صنعاء، وأصيب بعيار ناري في ساقه وتم عزله عن العالم الخارجي لعدة أشهر. وكشفت السجلات تم طرحها بموجب قانون حرية المعلومات الأمريكي أن ضابطين أمريكيين اثنين قاما باستجواب السيد موبلي في مكان اعتقاله السري. وفي منتصف عام 2010، تم توجيه اتهامات له تتعلق بمقتل ضابط شرطة يمني في سياق محاولة الهروب المزعوم من المستشفى حيث كان يعالج السيد موبلي بعد تعرضه للضرب في الحجز.
اختفى السيد موبلي عشية جلسة المحكمة التي كان من المقرر ان يقدم محاميه اليمني أدلة على دور السلطات الأمريكية في اختفائه الأصلي الامر الذي كان من المرجح ان يؤدي الى مراجعة مشروعية اعتقال السيد موبلي الأصلي، وإطلاق النار والاعتقال السري، والتي انتهكت عدة أحكام القوانين اليمنية والدستور.
وقالت مديرة الاستراتيجيات في منظمة ريبريف كوري كرايدر وهي محامية السيد موبلي: "من الصعب التصديق بأن تسعة أشهر مضت منذ اختفاء السيد موبلي ونحن لم نتقدم أكثر لإجبار الحكومة اليمنية بالافصاح عن المكان الذي يخفون به موكلنا. عائلة شريف موبلي ومحاموه يحتاجون الى وصول الفوري له لتحديد كيف كانت تتم معاملته، ولماذا تم اخفاؤه عشية جلسة حاسمة في قضيته. نحن لا نستطيع الا أن نأمل أن هذا التدخل المستمر للأمم المتحدة يحفز الولايات المتحدة واليمنيين لتكشف عن دورهما في هذه القضية الغامضة"