مازال البعض مصرا على ان الحوثي هو السبب الرئيس في ما تعيشه البلاد وتحولها بين عشية وضحاها من الدولة الهشة إلى اللادولة المستقوية بمجاميع مُسلحة تسرح وتمرح وتطوف البلاد عرضا وطولا تخضع كل ماطالت يدها عليه لسيطرتها مستخدمة في ذلك كل مقدرات الدولة البشرية والمادية ..
الحوثي لايُلام على فِعله فهو صاحب غاية وهدف وله مشروع وأطماع وطموح يُصرح بذلك ومهما كان الإختلاف معه إلا أنه يسير بخطوات واثقة ومدروسة ومحسوبة ومهما نال وسائله من تجريم وتحريم إلا أن هناك من يجب تجريم فعله وتحريمه ومساءلته ومحاكمته ومعاقبته ..
الرئيس هادي كولي للأمر وراع للأمة وحده المسؤول الأول والأبرز ولا مجال لأن يرمي بالتهمة على المؤامرة والتي دائما يرددها في خطاباته الأخيرة وإن كان ثمت مؤامرة فأين كان وكانت أجهزته الأمنية و الاستخباراتية والتعاون الاستخباراتي الخارجي المادي والبشري والذي تم تسخيره لتوطين حكمه وتثبيت دعائمه ، المؤمرة لم تكن إلا ملهاة ألهى بها العامة والخاصة بينما الحقيقة أنه بضعفه المصطنع وبعجزه المفتعل كان على هرم المؤامرة والتي بها اكتسب صفات عدة أبرزها التسهيل الكامل لتسليم الدولة لحركة مسلحة ظن هادي اولا بأنه سيضرب بها الشركاء المتشاكسين وخصومه المتحالفين والمتفرقين وثانيا حسب أن الأمور ستؤول إليه لن ينازعه أحد لكن مالبث أن تبددت تلك الأوهام حين برز الحلف القوي بين صالح والحوثي والذي سحق هيبة هادي مع دولته وجعله حبيس داره قد حُجر عليه إلا من اجتماعات مع بقايا دولة ورموز لها يظهرون كتماثيل وَضعت أمام تمثال أكبر لا يملكون لا أمرا ولا نهيا قُيدت صلاحيتهم ولوا أُمروا بترديد الصرخة لرددوها وبصوت واحد.
( التُقُدُم ) الذي وعدنا به هادي لم يكن يدركه أحد إلا هو فقد تقدم بالوطن إلى شفا جُرفٍ هار فانهار به وصار مظرب المثل وحديث الزمان كأول رئيس يقود ( إنقلابا) تُقٌدُميا أرجع بلده ستة عقود إلى الوراء وقادنا حسب تصريحاته إلى ( الإِمام ) بدلا من الأمام ، لقد ظن هادي أن الأمر مجرد تخلص من رأس أو رأسين او ثلاثة لكن رؤوسا برزت تنازعه الأمر وتستبد بالقرار دونه فاصبح مُقعدا يرى ماجنته يداه وحكمته التي عول عليها أكثر من سبعة مليون مواطن منحوه الثقة غير أنه أوثقهم وسلمهم يدا بيد إلى الطرف القوى والأبرز والذي استطاع ان يطوف مشارق الدولة ومغاربها ويستحوذ على كل مقدراتها وحُق له ذلك .
التاريخ لايستثني أحدا في صفحاته غير أن بين دفتي تاريخ اليمن بابا واسعا سيذكر التاريخ فيه أنه رئيسا أرغم نفسه على كلمة رئيس بينما كان يذوب عشقا في كلمة نائب يقتات من بقايا الرؤساء دون عناء لم يستوعب يوما أنه سيكون رئيسا وينادى بسيدي الرئيس بينما يقف في خلواته وامام مرآته ينادي على نفسه سيدي النائب ، سيسجل التاريخ أن الرئاسة في عهد هادي تحولت إلى نخاسة.