الإعلان عن تشكيل الحكومة واحتشاد انصار صالح وحليفه الحوثي في التحرير وقرار مجلس الأمن بمعاقبة صالح وعبد الخالق الحوثي وقرار اللجنة الدائمة بعزل هادي من منصبه في المؤتمر الشعبي العام وقيام الإصلاح بالتبرؤ من تصريح الدكتور الزنداني وتقديم العذر للسفير الأمريكي كل ما سابق أحداث توالت في يوم وليلة أضف إلى ذلك وهو حدثٌ أصبح متوقعاً هو مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين في المناسح ورداع .
أما التشكيلة الوزارية فعلينا ألا نُفرط في التشاؤم منها وكذلك ألا نفرط في تعليق الآمال بها إلا أن التشاؤم هو الأسبق للأمل وذلك للواقع الذي أفرزته الوقائع فدولةٌ مرتهنة وفي قبضة (صِبية) يصولون ويجولون في مؤسساتها المدنية والعسكرية يأمرون وينهون ويتحكمون على الوزير والغفير ومن الحماقة أن يظن أي وزير جديد أنه سُيمارس مهامه ويُعطى كامل الصلاحيات لتحقيق برنامجه طالما والوضع الحالي لمؤسسات الدولة المرتهنة والمحتلة قائما وهذا يجعل الحكومة القادمة مُلبيةً وسامعةً ومطيعة لكل قرارات الحركة المسلحة والمتحدية لقوى الداخل والخارج إن صح عداؤها للخارج .
لم يكن احتشاد أنصار صالح وحليفه الحوثي لثني مجلس ( الرِمم ) عن قرار معاقبة الرجلين بقدر ماكان إظهارا وإشهارا لذلك التحالف والذي ظاهره رفض الهيمنة الخارجية وباطنه استكمال ما تبقى من أهدافهما في معاقبة الخصوم واستكمال سيطرتهما على ماتبقى من أطلال الدولة ومؤسساتها وتحديدا في بقية المحافظات بعد سقوط المركز ولو صحّ غاية الحشد في التحرير لتوجه أنصار صالح والحوثي إلى السفارة الأمريكية وفندق الشيراتون لطرد السفير والمارنز الأمريكي ودخول المحتشدين إلى السفارة والتقاط صور للذكرى في غرفة نوم السفير وفي ديوانه تماما كما فعلوها في غرف نوم قحطان وحميد ومحسن غير أن الأمور معلومةٌ ومتفاهمٌ عليها بين الشياطين الصِغار والشيطان الأكبر وما إدراج اسم عبد الخالق الحوثي في العقوبات إلا كمن استعمل التيمم في الوضوء مع وجود الماء فهل يعقل أن عبد الخالق يعمل بمعزلٍ عن عبد الملك ويعصي أوامر أخيه وهل الأول هو القائد الفعلي والأخير ديكور.
عزل هادي من منصبه ليس بالأمر الهام وإنما هو ثأرٌ داخلي بين رجالات المؤتمر ( الأخوة المتشاكسون) فالمؤتمر يعيش حالة من التنازع والذي حتما سيقود إلى الفشل وهادي يدرك أنه ما عاد يعمل بدستور الدولة فكيف له أن يخضع لدستور الحزب وإنما يستمد بقاؤه في الحكم من بقايا آثار المبادرة الخليجية إن سلمنا جدلا ببقائها غير ان الواقع يُنبيك أنه يستمد قوته من الخارج عبر وكلاء في الداخل.
الإصلاح مازال يرى في الليونة والمرونة والتي ستقود إلى عَصرهِ حلاً ناجعا للمحافظة على كيانه وذلك أنه إلى الان مازال يحافظ على علاقته بالخارج ويُرممها ولو بالتبرؤ من تصريح بعض قياداته وتسفيههم وأنها لا تمثل الحزب ، لقد أدركت بعض قيادات الإصلاح حجم الإنبطاح والقائم على فقه الضرورات – عند فقهاء السياسة الإصلاحيين- والذين يبدونه للخارج للمحافظة على عدم اندثارهم فتفجّر صبر تلك القيادات لتُبدي معا رضتها وأسفها لهذه السياسة الإنهزامية وتقوم بالنقد المباشر للخارج – أمريكا – وغُرابها ( بنعمر) وهذا مافعله الدكتور الأكاديمي والسياسي المحنك منصور الزنداني الأمر الذي أثار حفيظة القيادة العلوية للإصلاح والتي سعت إلى الإعتذار للشيطان الأكبر
العملية التي اقدم عليها أنصار القاعدة ضد أنصار الحوثي داخل مؤسستين خَدميتين ( مركز صحي ومدرسة ) يؤكد على أن الجماعتين لا تراعي حرمة لا للبشر فضلا عن الحجر وعن تجنيب الخدمات العامة صراعهما و أن الأمور مازالت في بدايتها وان الحرب بين الفريقين ستصل إلى أبعد مدى وأن الدعم الخارجي سيبلغ أقصاه لأحدهما أو لكلاهما غير أن المتضرر هو المغلوب على أمره .. بقية أبناء الشعب .