الصورة من الأرشيف

بسم الله الرحمن الرحيم
                           
بيان صادر عن وجهاء وأعيان محافظة إب المتواجدين بالعاصمة صنعاء

" قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم0( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفاء حفرة من النار  فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)" (صدق الله العظيم)

إستشعاراً من وجهاء وأعيان أبناء محافظة إب المتواجدين بالعاصمة صنعاء بالتطورات والإختلالات الأمنية المتداعية في الوطن بشكل عام وفي المحافظة على الخصوص ، وانطلاقاً من مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والإنسانية، وحرصهم على إستتباب الأمن والاستقرار وتجنيب المحافظة الصراعات المسلحة والحروب، وتعزيزاً لأواصر الاخوة والتعاون والتسامح بين أبناء المحافظة على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية والإجتماعية والمذهبية ، فقد توالت لقاءات أبناء المحافظة بالعاصمة صنعاء واجتماعاتهم واتصالاتهم لأكثر من عشرة أيام لتشخيص الواقع السياسي والأمني والإجتماعي وتحديد المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن المحافظة واستقرارها ،  لذلك سعي الجميع إلى تجنيب المحافظة مما يهدد أمنها واستقرارها ومدنيتها.

لذلك عقدت الشخصيات البرلمانية والسياسية والإجتماعية والأكاديمية عدة إجتماعات بحضور ممثلين عن المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وحركة أنصار الله وغيرهم من المكونات السياسية بهدف التقريب بين وجهات النظر ورأب الصدع وإيجاد الحلول المناسبة والكفيلة بتجنيب المحافظة مغبة الصراع والحروب نظراً لما عانته بعض مديريات المحافظة من حروب وصراعات في الفترات السابقة، ولما تتمتع به المحافظة من تعددية مذهبية واجتماعية ووحدة وطنية.  

وظل الهم الأول ولايزال من الإجتماعات المتوالية التي حضرها وشارك في المداولات والمناقشات عدد كبير من الشخصيات الإجتماعية الفاعلة والحريصة على إستتباب الأمن والإستقرار في أنحاء المحافظة ، وكان المجتمعون قد توصلوا إلى حلول تحقق الأهداف التي من أجلها توالت إجتماعاتهم المعبرة عن غيرتهم وحبهم وتفانيهم للمحافظة ،وأهمية أن يسودها السكينة والهدؤ، غير أن بعض منها  إصطدمت ببعض المعوقات والمواقف التي حالت دون تحقيق توافق بين بعض المكونات حول النقاط الخلافية ، الأمر الذي حتم علي المجتمعين في نهاية لقاءاتهم إصدار هذا البيان لتوضيح الجهود والمواقف  التي بذلت .

 وتنبيهاً للسلطة ومختلف الأطراف ، فان المجتمعون يأملون تحلي أبناء المحافظة بالسلوك الحضاري حرصا على مدنيتها وسلميتها حتى يسود الأمن والاستقرار مختلف مديرياتها وقراها ، ومن هذا المنطلق فقد أكد المجتمعون على الآتي :

1- يؤيد ويؤكد المجتمعون  ماتم الإتفاق عليه في المحافظة برعاية الأخ / محافظ المحافظة بين المكونات السياسية والإجتماعية و السلطة المحلية ، كما يطالب المجتمعون الدولة بان تقوم بواجباتها الملقاة على عاتقها في ربوع المحافظة في محاربة الإرهاب والقوى الخارجة عن القانون بكل أشكالها بما يخدم الأمن والاستقرار والسكينة العامة .

2- أكد المجتمعون على احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة والخاصة، كما يؤكد على أهمية اعتماد الحوار البناء  وسيلة لحل القضايا الخلافية لما يخدم  المحافظة واليمن أرضاً وشعباً.

3- يطالب المجتمعون بضرورة تغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها وصولاً إلى بناء الدولة اليمنية المنشودة ، من ناحية أخرى يؤكد المجتمعون إلى أهمية قيام الدولة بواجباتها الدستورية والقانونية  في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والمواطنين في ربوع اليمن  .ويؤكدون إلى أهمية تحقيق التعايش السلمي بين أبناء المحافظة ومحاربة أي فكر متطرف كان سياسياً أو دينياً فيها وفي عموم الوطن ، وإلى ضرورة مساندة الدولة في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ، كما يدعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي تدعو إلى إثارة العصبيات المذهبية و الطائفية والحزبية الضيقة التي قد تؤدي إلى زعزعة أمن المحافظة وإثارة الكراهية والعنف بين أبنائها، مما يؤدي إلى مزيد من التشرذم والفرقة والاختلاف بين أبناء المجتمع الواحد.

4- التأكيد على وقف كافة أشكال العنف والإقتتال في عموم المحافظة وعلى أن تسند مهمة الحفاظ على الأمن والإستقرار إلى القوى الأمنية والعسكرية والتي بإمكانها الإستعانة بأي قوة شعبية لمساندتها في تنفيذ مهامها بموافقة السلطات المحلية بإعتبار المحافظة وعاصمتها واحة للحرية والحضارة والمدنية وعاصمة سياحية لليمن.

5- يدعو المجتمون جميع الأطراف بالعمل على تنفيذ إتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع عليه يوم 21 سبتمبر 2014م وملحقه الأمني، كما يؤكد المجتمعون حرصهم الشديد على بناء الدولة اليمنية العادلة أساسها المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وذلك وفق الأدبيات الواردة في  مخرجات الحوار الوطني الشامل , ويؤكدون رفضهم التدخلات الخارجية القائمة على فرض خيارات لا تخدم مصالح الشعب.
6- ضرورة محاربة كافة مظاهر الفساد المالي والإداري في المحافظة وتجفيف منابعه من كل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية عبر الأطر القانونية والشرعية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على أرض الواقع ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
7- الدعوة لمؤتمر جامع لأبناء المحافظة من كل الفئات الاجتماعية والتوجهات السياسية ، يعقد في عاصمة المحافظة لتدارس الأوضاع ومناقشة التطورات والتداعيات في ظل الإنفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة ، وعدم قيام السلطات المركزية بواجباتها القانونية والدستورية وعدم جديتها ، ونقترح أن ينبثق عن هذا المؤتمر ( مجلس أمناء او لجنة متابعة بصورة دائمة) لمتابعة قضايا المحافظة وإعتبار المبادئ الواردة في هذا البيان مبادرة مجتمعية لأبنائها وما يراه المؤتمرون ضروريا لإضافته ما يؤدي الى تعزيز الأمن والإستقرار والتعايش السلمي فيها.
8- تشكيل لجنة فنية لمتابعة تنفيذ ما ورد في هذا البيان ومواصلة الجهود مع الجهات المختصة.
  والله ولي الهداية والتوفيق  ،، ،
صنعاء يوم السبت الموافق 8 نوفمبر2014م
صورة للأخ محافظ المحافظة
صورة للأخ رئيس المجلس المحلي