خرجت من سوق أبو الذهب ..الكائن في شارع 26 سبتمبر..الكائن في تعز..الكائنة الحية والميتة في الجمهورية اليمنية ، كان يفترش الرصيف هناك ومعه كالعادة شوال مكتظ بليمون وكعادته هذا العجوز ظل ينادي على المارة بذاك الشارع وعلى الداخلين والخارجين من المركز عارضا بصوته طعم ليموناته .كثيرة هي المرات والليمونات التي ابتعتها منه ،في هذه المرة وقفت لابتاع الليمون منه وإذ به يبيعني الليمون وأكثر ..وقفت لابتاع منه فإذ بي أبيعه دمعي عندما سمعته يردد بصوت مر يوشك أن يعتصر حمضا دمعيا (ليموناتي طازجات حامضات عبرت بهن ثلاثين نقطه !!نعم فقط ثلاثين نقطة تفتيش من أبين حتى تعز مع العلم أنهن فقط ليمونات عزل..طازجات وحامضات .
2-وطن لتخزين
تعالت الأصوات ..ارحل ..الشعب يريد إسقاط النظام ..وليرحل الظلام..
وتعالت بعدها حدة الانتقام..
قلقت من الوضع فقررت الاستعداد لقادم الأيام
كأم توجهت إلى محل البهارات فلفل وكمون..زعتر وينسون و..
ثم توجهت لصيدلية.. دواء لسعال وآخر للحمى وثالث لزكام و..
وككاتبه توجهت للمكتبة أوراق وأقلام.. دبابيس ومرسام..
ثم توجهت للبقاله الكثير من الجبن والزيتون والشامبو والصابون ..
وكزوجه توجهت لمحل التجميل بودر للوجه وآخر لتعطير وظلال للعين بلون الأصيل..
وهكذا انتهيت تقريبا من المهام وإذ بي أقف في تقاطع شارع أدور حول نفسي وتدور عيناي معي حول المَحال تبحث عن آخر طلب لتخزين شبه مُحال : الكثير من الأمن والاستقرار وكِسرة وطن.