أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الحوثيون يقتحمون مقرا لحزب صالح في محافظة إب

- عرفات مدابش

تستمر حالة الاحتكاكات المباشرة بين جماعة الحوثي المسلحة والقوى السياسية على الساحة اليمنية، فقد سجلت، أمس، أول حالة اقتحام لأحد مقرات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله في وسط البلاد، وهي المناسبة التي أكد من خلالها عناصر الحزب عدم وجود تحالف بين الطرفين كما يطرح في الساحة اليمنية.

وقالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام إن مسلحين حوثيين اقتحموا، أمس، مقر الحزب في مديرية مذيخرة بمحافظة إب في وسط اليمن، دون أنباء إن كانوا سيطروا على المقر بصورة كاملة أو استولوا على وثائق وعلى المبنى، كما حدث مع باقي مباني الأحزاب السياسية الأخرى وبالأخص حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي الذي جرى الاستيلاء على كافة مقراته في المحافظات الشمالية والغربية، ودان مصدر في حزب المؤتمر عملية الاقتحام، ودعا «الجهات الأمنية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية الممتلكات الخاصة والعامة والحزبية»، واستغرب القيادي المؤتمري، في بيان نقله عنه موقع الحزب على شبكة الإنترنت، هذا السلوك المنسوب للحوثيين أحد أهم شركاء العملية السياسية، حسب تعبيره، وطالب «قيادة الجماعة بتنبيه مناصريها إلى ضرورة ترجمة التعاطي الإيجابي مع المكونات السياسية الأخرى في مختلف مستوياتها بما يخدم العملية السياسية واسترجاع السكينة العامة».

وفي ظل ما يطرح عن وجود تحالف قوي بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه وجماعة الحوثي، في الآونة الأخيرة، اعتبر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام «حادثة الاعتداء على مقر الحزب في مذيخرة بأنه دليل قاطع على عدم وجود أي نوع من التحالف بين الطرفين»، في إشارة إلى عدم وجود ذلك التحالف، غير أن مصادر في الأحزاب السياسية اليمنية الأخرى التي تعرضت لبطش الحوثيين، خلال الأشهر الماضية، ترى أن ما حدث كان «مجرد غطاء على هذا التحالف القائم بين الطرفين».

وتستمر المشاحنات في الساحة اليمنية على خلفية استمرار مسلحي الحوثي (أنصار الله) في اقتحام المدن والبلدات والمحافظات دون مبررات، فعندما اجتاحوا محافظة عمران كان تحت مبرر وجود ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي وعندما اجتاحوا العاصمة صنعاء وفرضوا سيطرتهم عليها كان بحجة الإجراءات السعرية التي اتخذتها حكومة الوفاق الوطني السابقة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، غير أن توسع الحوثيين، في الوقت الراهن، في باقي المحافظات لا يحمل أي مبررات تذكر، كما تطرح كل الأوساط السياسية اليمنية، وأبرز المواجهات الدائرة، حاليا، بين الحوثيين والقوى الأخرى في محافظة الحديدة (إقليم تهامة) الذي يشهد تصعيدا رافضا لوجود الحوثيين وأيضا محافظتي إب والبيضاء في وسط البلاد وفي هذه الأثناء يمهدون الطريق نحو الوصول إلى المحافظات الجنوبية.

وخاض الرئيس اليمني السابق علي صالح 6 حروب مع الحوثيين خلال فترة رئاسته، ورغم أن صالح ينكر وجود أي تحالف مع جماعة الحوثي التي احتلت العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية بقوة السلاح وفرضت هيمنتها عليها بمساعدة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح، ويقول مراقبون إن تحالف صالح مع الحوثيين ليس وليدة اليوم ولكنه منذ عام 2012 عندما تحالف معهم لشن هجوم شامل على حزب التجمع اليمني للإصلاح، خاصة بيت الأحمر، الذين يتمركزون في عمران وحرف سفيان وحوث القريبة من صعدة المركز الرئيسي للجماعة وذلك بسبب دعمهم الكبير للثورة التي شهدتها البلاد في 2011 والتي أطاحت بحكم صالح بعد مبادرة تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي ورعتها المملكة العربية السعودية.

ويرى المراقبون أن صالح لم يقف محايدا بعد دخول ميليشيات الحوثي عمران، بل إنه وبحسب قيادات عسكرية، دعم الجماعة بالسلاح والمال بالإضافة إلى تحريض الموالين له في الجيش والأمن بعدم قتال الحوثيين وتسهيل مهمتهم في دخول المدن وتسليمهم المعسكرات خاصة بعد قرار اللجنة الدائمة لحزبه بضرورة إنشاء تحالفات جديدة.

وبعد دخول مسلحي الحوثي العاصمة صنعاء واستيلائهم على المؤسسات العسكرية والأمنية وامتداد ذلك إلى محافظات أخرى بمساعدة قيادات مؤتمرية في هذه المدن، قدم صالح الدعم للجماعة بشكل مباشر، حيث كان يعقد اجتماعات يومية في منزله بصنعاء لكبار الشخصيات وشيوخ العشائر وضباط كبار موالين له ويحثهم على دعم الحوثيين، معتبرا أنها الطريقة الوحيدة لشق طريقه نحو العودة إلى السلطة التي غادرها مجبرا بالتوقيع على المبادرة الخليجية ونكاية بالمملكة العربية السعودية التي تخلت عنه في الفترة الأخيرة بعد تباعد المصالح بينهما، على حد قول المراقبين.

"الشرق الأوسط"

Total time: 2.6101