قام ساخر سياسي أمريكي بتجربة اجتماعية في إحدى الجامعات المرموقة بولاية كاليفورنيا، لوح فيها بعلم داعش دون أي أن يواجه أي رد فعل سلبي، ولكن عندما رفع علم اسرائيل تلقى ردودا ساخطة.
وقصد المخرج والساخر السياسي "عامي هورويتز" في تجربته جامعة كاليفورنيا في بيركلي، التي تعد واحدة من أكثر الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية، لتقييم ردود أفعال الطلاب على اثنين من الرموز المختلفة جدا، ولكن أيضا شديدة التأثير في عالمنا المعاصر.
واتجه المخرج إلى حرم الجامعة وهو يلوح بالعلم الأسود شعار تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يحظى بسمعة سيئة داخل الولايات المتحدة. وكان يهتف أثناء تلويحه: "أنتم تسيئون فهم داعش، نحن نريد دولتنا فقط، لماذا تستمر امريكا في قصفنا؟ أمريكا والإمبريالية الغربية هي المسؤولة، وليس داعش"، كما ظهر في الفيديو الصادر عن "فوكس نيوز" يوم الأربعاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومع ذلك، فالطلاب الذين يقول عنهم هورويتز في مدونته "بشكل واضح لديهم الكثير من الفكر"، لم يتفاعلوا معه على الإطلاق، ولم تصدر عنهم أية استجابة إزاء ما قاله حول "داعش" داخل حرم الجامعة.
وقال هورويتز في مقابلة له مع قناة RT : "بضعة آلاف من الطلاب عبروا أمامي، ولم يقولوا أي شيء سلبي، بل في الواقع، كانت هناك بعض ردود الفعل الإيجابية، لم يصدر عن هؤلاء الطلاب أي رد فعل سلبي، لقد كان الأمر صادما تماما".
لم تكن هناك أية إدانة قاسية لهذا التنظيم، ولم يذكر أحد ذبح داعش لثلاثة مواطنين أمريكان، بل ما حدث هو أن أحدهم اقترب من المخرج وقال له "أتمنى لك حظا سعيدا".
وعندما رفع هورويتز من حدة هتافاته في محاولة لجذب المزيد من الاهتمام قائلا: "يد أمريكا ملطخة بدم الشرق الأوسط ، الإمبريالية الأمريكية هي المسؤولة عن الموت في جميع أنحاء العالم "، اقترب منه أحد الطلبة قائلا له: "لا يمكنك التدخين داخل حرم الجامعة!!".
بعدها انتقل هورويتز إلى الجزء الثاني من تجربته، حيث عاد للحرم الجامعي مرة أخرى حاملا علم اسرائيل، في محاولة لإظهار مدى "تسامح" الطلبة داخل الجامعة.
إلا أن الاستقبال هذه المرة كان أقل حرارة من جانب الطلبة، الذين كانوا ينظرون إليه وعلى وجوههم ملامح كراهية واضحة.
وقال أحدهم: "اللعنة على اسرائيل"، وقال آخر: "أنتم تقتلون الأطفال".
وقالت سيدة: "جميع الاسرائيليين قتلة".
وأضاف أحد المارة : "هذا العلم الذي تلوح به يمثل الإبادة الجماعية النفسية لهذا الكوكب".
وقال هورويتز في مقابلته لقناة RT إن أحد الطلاب قال له إن إسرائيل هي "أسوأ بلد في أوروبا"، أي أنه لا يعرف في الواقع أن إسرائيل تقع في الشرق الأوسط.
وأضاف هورويتز في مدونته على موقع فوكس نيوز: " هذا جعلني أتساءل للأسف عن النظام التعليمي لدينا في الولايات المتحدة ، إذا كانت هذه هي نتيجة قصارى جهودنا، فإنه يجب علينا جميعا أن نكون خائفين، وخائفين جدا ".