يبدو أن اليمن لا يعاني فقط من رئيس فاسد متلهف على العرش بل يعاني كذلك من رئيس وزراء جديد لايدرك مالذي يدور حوله وكم مدة بقاءه المفترضة في المنصب الذي تسلمه ضمن طبخه تم تحضيرها منذ شهور لتصفير عداد مدة الرئاسة المنتهية في فبراير الماضي، فيوم الأثنين صرح بحاح الذي لم يقدم برنامج عمله ولم ينل الثقة من مجلس النواب حتى اليوم، بإن حكومته العظيمة (التكنو) كما قيل قررت أن يكون 2015 عاماً للتعليم، تصريح جاء بعد يوم واحد من إعلان البنك المركزي أن عائدات اليمن من النفط في عام 2014 لم تتجاوز المليار و340مليون دولار حتى نهاية سبتمبر الفائت أي بانخفاض يزيد عن 600 مليون دولار لنفس الفترة في 2013 وبانخفاض مليار و300مليون دولار لنفس الفترة من عام 2012م
وكان المندوب السامي لشئون تمديد مدة رئاسة عبدربه أي بن عمر قد صرح قبل شهر أن اليمن سيعجز عن دفع رواتب موظفيه بعد شهرين، كل ذلك وأسعار النفط تواصل هبوطها لأدنى مستوياتها منذ 4سنوات وقد يصل خام برنت إلى 60 دولاراً خلال أيام بعد أن كنا نبيع نفطنا بسعر برنت زائد دولارين أي بمائة وسبعة دولارات ويزيد، وهذا كله يحدث وحكومة بحاح مشغولة بصرف سيارات مصفحة للوزراء الجدد وسحبها من سابقيهم فيما عبدربه الذي فاق التوقعات مشغول بصرف الحوالات عبر شركة صرافة الكريمي وليس حتى عبر البنك المركزي لأول مرة في تاريخ اليمن، ونجله مشغول بالدفع لكل موقع إخباري يوافق على بيع ذمته مبلغاً مالياً من 300 ألف ريال إلى 2مليون ريال شهرياً ولكل كاتب صحفي يبيع ذمته لأبيه السلطان الفاتح نفس المبلغ وأكثر، بل تم مثلاً في 3سنوات من حكمه في الأمانة العامة للرئاسة وحدها صرف مالم يصرف في 20سنة مجتمعة، لكي يحقق قول الشاعر وجئتَ بما لم يستطعه الأوائل!!.
ثلاثة أعوام عجاف أفلست اليمن تماماً وقام مطبخ ابن أبيه بتسريب أصابته بجلطه لأنه علم أخيراً أنه صرف فقط مليار ونصف دولار من الاحتياطي النقدي، ليس المبلغ مهماً المهم سلامة الرجل فبدونه سيذهب اليمنيون إلى الدرك الأسفل من النار!!.هكذا يُستخف بعقول اليمنيين لايحدثهم عن نفط يتناقص منذ سنين بسبب عدم تطوير الإنتاج وعدم الاستثمار في الحقول السابقة وعدم اكتشاف حقول جديدة ،بل قال رئيس الحوالات لمنتخب كرة القدم أن اليمن مليء بالخيرات بالنفط والذهب والزنك والمعادن ومن سيستخرجها بالطبع لاعبي كرة القدم فأنتم الأمن والاستقرار والتنمية!!.
إن سقوط اليمن في وحل الحروب المستمرة منذ حكم رئيس جمهورية الحوالات ليس كسقوطه المرتقب خلال شهور قليلة من 2015 الذي بشر به بحاح بانه سيكون عام التعليم، ربما (تعليم الإفلاس الاقتصادي في ثلاث سنوات بدون معلم) إن أياماً أشد سواداً قادمة لليمنيين وبالذات موظفي الدولة فالدين الداخلي وصل لقرابة 15مليار دولار أي ضعف ميزانية الدولة، والنفط يتراجع سعره عالمياً فضلاً عن استمرار التفجيرات ووقف تصديره كل الإيرادات تتناقص فيما النفقات تزداد فتم تجنيد الألاف ويستمر صرف السيارات للموالين والصرف على سفريات جلال وعلى منصة عبدربه في خورمكسر ولجانه الشعبية التي وسع نشاطها إلى عدن، أزمة الديزل عادت وأزمة البترول تستعد للعودة،
والخلاصة أن وعود كائنات موفنبيك أنه وبمجرد تنفيذ خرافة أقاليمهم الستة سينتقل اقتصاد اليمن إلى اقتصاديات العشر الكبار معناه انتقاله قريباً إلى رحمة الله تعالى وسيبعث عبدربه المعجزة الذي يتقن هذا العمل جيداً برقية عزاء في وفاة الاقتصاد اليمني ومع ذلك سيقول بن عمر أن العالم وقف مشدوهاً بالنجاحات التي حققها عبدربه لليمن واليمنيين !!!.