أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

العلم نور

- ياسمين العثمان

العلم نور

 

مع بداية موسم امتحانات نهاية العام الدراسي بدأت سياط الحر تجلد جسد الطالب و أبو الطالب على حد سواء لتثخن جراح الأول وتجهز على  الثاني .فالطالب الذي يقطع السنة في بذر المعلومات في كل ثنايا جسده لا عقله فحسب بل ويتولى ما زرع بالكلاءة ويتحين بملء الصبر و فارغة  موسم الحصاد- والمفترض وجوده علميا- والذي يجني فيه ما جد لأجله ليتذوق ثمرة عنائه وكده ولكن هذا الموسم وهذا الحصاد يأبى أن يأتي إلا في الظلام ليخرج المحصول وقد التهمت نصفه آفة الظلام والنصف الآخر تكربن بفعل الروائح المنبثقة من الشمع وجاز القناديل.

 

وبينا يبقى الأب قليل الحيلة ينتظر حصاد خيبات ابنه يحصد هو بدوره انهيارات جيبه، فها هو الأب الرب للأسرة والقدوة الحسنه يتحول إلى (طابه) تنس في ملعب الحياة مع حكم اسمه الظروف ويتقاذفه لاعبان احدهما موجة عباب ارتفاع الأسعار الجديدة القديمة  والآخر المسؤوليات المتعارف عليها .ولا يكفي هذه(الطابه) اقصد الأب ما تنجبه زوجته له من أبناء حتى تسارع خليلته الكهرباء  لتصعقه بمولودة جديدة ومشوهة اسمها (شمعة) .

 

ولكن مسلسل الولادة المد بلجة هذا  ليس له حلقة أخيرة ،ففي إحدى حلقاته التراجيدية تنقطع الكهربا بغتة عن الحي فتهرع الجارة التي تقطن المنزل المحاذي لمنزل خالي لإحضار شمعة أو ما ينوب عنها  حين تفاجأ بصوت زوجها المشتاق والمسافر منذ ثلاث أشهر يملئ كل ذرة في البيت فتهرع المسكينة إلى القنديل لتملئه جازا ويداها ترتجفان وجلا ووجدا لرؤية الزوج الذي ظنت أن محياه سوف يبدد دهمة الليل ولكنها لم تلاحظ أن الوجل لم يجد نفعا فقد بلل وجدها ثيابها بالجاز  دون أن تشعر وما أن أشعلت حتى اشتعلت فمات الوجد وورثه الوجل .

 

وفي حلقة أخرى ولكن بمذاق هندي حارق للراقصة المعتزلة المحجبة و المحتجبة عن عالمنا (كهرباء) حدث المعتاد فقد أجفلت الجميلة العانس وصكت عن ضوئها عن إحدى  أحياء الحالمة تعز وعندما قررت  صاحبة العفاف أن تتواضع لله عل الله يرفعها وبالفعل كان ما كان ورفعها الله ليس هي بل أجهزة المنازل في ذاك الحي والتي لفظت أنفاسها الأخيرة  وأسلمت الروح لبارئها  اثر عودة اختنا الناشز و التي ما تحملت كل تلك الأجهزة ذات الربع عمر نشوة اللقاء فما كان منها إلا أن انقسمت أي الأجهزة إلى موقوذه ومتردية ونطيحه.

 

 ولا ننكر دور الكهرباء  في إكمال الهرم التعليمي التليد لأهم لعبتين أو رياضتين  خلدا هما   التاريخ الأولى ( المطاردة) حيث يبقى التلميذ المفوض أمره لله ثم للكهرباء  يطارد منهجه ونفسه في حالة من السعار قبل انقضاء الوقت المحدد لتواجد نور العلم في عقله ونور الكهربا في المصباح وما أن ينطفئ الثاني ويتثأب الأول حتى تترنح الشمعة ويتهدج ضوئها لتبدأ اللعبة الثانية(حجرة بقرة) فيحذف ما يقدر على حذفه وما لا يقدر ويحفظ ما يسمح به بصيص ضوء الشمعة وبصيص عين الأمل  الأعور   و ينبجس عن هذه المعاناة – والمعاناة هي مصدر الابتكار- علم جديد يسمى علم الشموع والذي يأتي بنتيجة شبه مضمونة ألا وهي علم الدموع،

 فإذا كان علمنا نور ونورنا كهرباء وكهربائنا خطر فلماذا نتعلم؟

 

 

ياسمين العثمان

 

تعليقات الزوار
1)
أم ياسر -   بتاريخ: 28-04-2011    
مقال رائع وجميل مع انه محزن جدا لانه بالفعل يصور معانت الشعب مع الكهربا والتي هي مفروض من اساسيات الحياه ويجب توفيرها دون مشاكل
تمنياتي بالتوفيق لكاتبه المقال واتمنى ان تكتب المزيد عن مشاكلنافي الحياه لانه اسلوبها حقيقي ويشعر به كل من يقرا مقالها

Total time: 0.0469