اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، نزار مدني، إيران إلى "النأي بنفسها عن التدخل بشؤون جاراتها الداخلية".
جاء هذا في كلمة له، السبت، خلال إحدى جلسات منتدى "حوار المنامة"، الذي بدأ فعالياته بالعاصمة البحرينية المنامة، الجمعة، ويستمر ثلاثة أيام، حسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وقال مدني إنه "على دول الجوار النأي بنفسها عن التدخل بشؤون جاراتها الداخلية وعليها الانضمام إلى دول الخليج في محاربة التطرف والطائفية والتصدي للسياسات الإقصائية الفئوية التي ينجم عنها الخراب والدمار".
ووصف إيران بأنها "دولة مهمة وعريقة" معتبرا أن عليها "لعب دور محوري"، وقال في هذا الصدد: "سنكون في مقدمة المرحبين بهذا الدور الإيراني في سبيل رخائها ونمائها، ونرحب بأن تكون شريكا كاملا يضطلع بمسؤولياته تجاه أمن الخليج".
وأضاف مستدركا: "لكن لتؤتي ثمارها يجب أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، والبناء على إقامة علاقات جوار سليمة ومستدامة قائمة على أساس عدم التدخل بالشؤون الداخلية، من خلال حسن النية والمصداقية والشفافية".
واعتبر مدني أن "الإرهاب لا يفرق بين دولة وأخرى، مما يستدعي جهوداً مشتركة من جميع الدول للتصدي له"، مؤكدا "وجود حاجة دائمة للتعاون الدولي على ضوء أن الخليج يحظى بأهمية إستراتيجيه فائقة ويتعذر فصل أمن الخليج عن العالم".
وعلى صعيد العلاقات الخليجية الخليجية، أكد الوزير السعودي أن دول مجلس التعاون الخليجي أثبتت أنها "أصلب من أي وقت مضى بفضل وضوح الرؤيا حتى في أحلك الأوقات"، مشددا على أن "الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية كانت وما تزال وستبقى أولى الأولويات التي لا يمكن التفريط بها، ولا يمكن تحقيق ازدهار أو تنمية إلا بها"، وفق الوكالة البحرينية.
ووصف تصميم دول مجلس التعاون بمثابة "الصخرة التي تتحطم أمامها أطماع الطامعين وآمال الحاقدين"، لافتا إلى أن "الإطار المستقبلي لأمن الخليج يستند على بساطة الرؤية الكلاسيكية ولا حاجة إلى اختراع العجلة من جديد، بل استمرار البناء على الخبرات التراكمية والثبات على ما ترسخ والتكيف مع التغيرات، والارتكاز على 3 أبعاد محلية وإقليمية وعالمية".
وأكد مدني أن "سجل دول الخليج حافل بمبادئ الإخوة الإسلامية وحسن الجوار، ولم تقم قط بأي عدوان لحل النزاعات، وامتنعت عن التدخل بالشؤون الداخلية".
من جانبه، قال رئيس جهاز الأمن القومي في اليمن اللواء علي الأحمدي، إن الحكومة اليمنية "ما تزال تتخذ العديد من الإجراءات ضد الإرهاب بتنفيذ ضربات موجعة للقاعدة، وتعزيز التنسيق في تبادل المعلومات".
ولفت الأحمدي إلى أن "التوسع الظاهر الذي تقوم به العناصر الإرهابية أصبح أمرا يستوجب الوقوف أمامه بجدية لمحاربة الإرهاب".
واعتبر أن تنظيم "داعش" درس بالغ للجميع، فلم يكن أحد ليتوقع توسعه بهذه الصورة، ويجب أن تكون التقديرات أكثر دقة.
وجدد الأحمدي الدعوة إلى توسيع رقعة تبادل المعلومات بين دول المنطقة، وتوحيد جهود مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، والحد من أي تبعات مستقبلية.
وانطلقت مساء الجمعة في العاصمة البحرينية المنامة، فعاليات المنتدى العاشر لـ "حوار المنامة" الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن بالتعاون مع وزارة الخارجية وتستضيفه مملكة البحرين.
ويشارك في المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، عدد من وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي الأمن في عدد من دول العالم، من بينهم جون بيرد وزير خارجية كندا، وجان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي، وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، وفيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، ومايكل فالون وزير الدفاع البريطاني.
يذكر أن "حوار المنامة" يعقد سنويا في مملكة البحرين، إذ يجتمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية.
ومن بين الأهداف الأخرى للمنتدى دراسة وسائل العمل الوطني والإقليمي والدولي ومراجعة نوايا القوى الرئيسية والتباحث حول كيفية دعم التنمية على الرغم من الصعوبات المالية العالمية.
وتعد الدورة العاشرة من منتدى حوار المنامة على قدر كبير من الأهمية بالنظر إلى ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية حالياً من تطورات سياسية وأمنية، ولا سيما مع تصاعد التهديد الذي يمثله تنظيم "الدول الإسلامية".
ويأتي "حوار المنامة" بعد نحو ثلاثة شهور من شن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
ويتمحور جدول أعمال مؤتمر حوار المنامة في هذه الدورة حول الحرب على الجماعات الإرهابية، إضافة إلى تداعيات الوضع السوري، والمفاوضات النووية الإيرانية وما بعدها، ودور القوى الخارجية في الخليج.