أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عقيد: عبدالغني الوجيه"فرصتنا الجديدة"

- عقيد: عبدالغني الوجيه

لن نستطيع أبداً حل مشكلة من المشكلات مالم نعترف أولاً بوجودها و نبحث في أسبابها ثم بعد ذلك يأتي دور المختصين في وضع الحلول وتنفيذ الناجع منها وتقييم النتائج .

 

ورغم أن مشكلتنا الأمنية في اليمن قديمة حديثة عنوانها ضعف الأداء الأمني الناتح عن انعدام الاستراتيجيات المستوعبة لتطور الجريمة والتي تضع الحلول المناسبة لها إلا أن فرصاً عديدة بعض قادة وزارة الداخلية بقصد أو بدون قصد أضاعوها الواحدة تلو الأخرى بما فيها الفرص التي جائت بدعم خارجي .

 

هيكلة وزارة الداخلية كانت آخر تلك الفرص المهدرة لأن قيادة الوزارة حينها لم تفتح المجال أمام كافة المهتمين لإبداء أرائهم ومقترحاتهم التي كان يمكن لفريق الهيكلة الاستفادة منها فجاء الهيكل ناقصاً بعض الجوانب الهامة وضاعت معه فرصة أخرى لتطوير منظومتنا الأمنية وكان من اخفاقاته أن أضعف التدريب والـتأهيل الذي هو أساس نجاح كل مرفق فكيف بمرفق الشرطة الذي تتغــير فيه أنماط الجريمة و أساليبها بين الحين والآخر, ورغم أن هذا المرفق كان مهــملاً من قبل بنقص الاعتـــمادات المالية و سحــب كثير من صــلاحياته الى مكتب الوزير فإن حاله بعد الهــيكلة ازداد سوءاً بإنزاله من مرتبة قطاع يرأسه وكيل مختص إلى إدارة عــامة قليلة الامكانات المادية غير مكتملة الصلاحيات .

 

لو صدقت النوايا فإن الهيكلة الجديدة كانت فرصة عظيمة لنقلة نوعية في العمل الأمني والشرطي في الجمهورية اليمنية بتصحيح الأخطاء القائمة والبدء بوضع لبنات الاستراتيجية الأمنية الحديثة ( الشرطة المجتمعية ) التي ورغم الدعوة اليها (قبل الهيكلة) في أكثر من مؤتمر ختامي لقادة الشرطة في اليمن إلا أن قوائم الهيكل الجديد لم تتضمن الإدارة المختصة بها, ولو صدقت النوايا في تغيير حقيقي إلى الأفضل لما جعل الهيكل مجرد أسماء جديدة تم اسقاطها على الوحدات والادارات التي ظلت بذات حالتها و ذات القيادات التي كانت فيها قبل صدور الهيكل الجديد , بل لقد نال الهيكل الجديد من الشخصنة ما جعله قابلاً للجرح والتعديل فتم تعديله بعيد إقراره وقبل أن تجف أحبار الموقعين عليه وبطريقة أشد غرابة عن النهج قبله حيث استحدث فيه منصب مساعد لوزير الداخلية لشئون إدارة واحدة و وحيدة في الوزارة تحمل ذات المسمى !!!

 

من الحسنات التي جاء بها الهيكل الجديد استحداث منصب المفتش العام وما يتبعه من ادارات , و وفقت الوزارة باختيار الشخص المناسب له ونتمنى أن يكون أساساً يمكن من تصحيح ما حوله من اعوجاج فالوقت يدركنا.

 

أدرك أن قول الحقيقة يؤلم كثيراً لكننا لن نيأس أبداً ما دام فينا عرق ينبض و واجبنا يقتضي بذل ما نستطيعه من الجهود كلما وجدنا للبذل باباً , وأرى أمامنا فرصتين لتحقيق الأمن والاستقرار الذي نصبوا إليه ويجب أن لا نفوتهما ,

 

الأولى : وجود الأخ اللواء / جلال بن علي الرويشان في منصب وزير الداخلية , وهو الرجل الذي شهد له نجاحه في عمله السابق وفي وقت قياسي جداً , وحتى يكلل عمله بالنجاح يجب أن يلتف حوله كل منتسبي هيئة الشرطة للعمل معه بروح الفريق الواحد.

 

والثانية : إدراك المجتمع لقيمة وأهمية أجهزة الأمن والشرطة بعد فقدانه للأمن والاستقرار خلال السنوات الماضية بسبب الاختلالات الأمنية القائمة التي جعلته مستعداً أكثر من أي وقت مضى للتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية وعلينا ان نستغل ذلك الاستعداد لكسب ود المجتمع عبر تقديم خدمة أمنية عالية الاحتراف يشعر معها المجتمع أن الشرطة أصبحت جهاز خدمي وجد من أجله وعلى استعداد لتوفير الأمن والاستقرار له .

 

همسة أمنية :

 

تجمهر المواطنين في مكان وقوع الحادث أو الجريمة يعيق عمل الشرطة و يتسبب في ضياع الأدلة كما أنه عامل خطر على المتجمهرين .

 

اتركوا المجال لأجهزة الاختصاص لتقوم بواجبها.

 

دام اليمن و دمتم بإذن الله سالمين .

عقيد / عبدالغني الوجيه ❊

قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.

 

alwajih@yahoo.com

Total time: 0.0487