تشتعل صفحات المواقع الإجتماعية بشكل يومي بآلاف المنشورات الغاضبة والمستنكرة لسياسة هادي التي أوصلت البلاد إلى الهاوية وأوصلته إلى مرحلة سُحبت فيها سلطة القرار وإدارة الدولة من تحت يده وأصبحت بيد المليشيات الحوثية .
ومع ازدياد توسع المليشيات وتفردها بممارسة مهام الدولة وإدارة شؤون البلاد الذي يقابله صمت الرئيس هادي يزداد الغضب الشعبي على الأخير الذي بات لا يملك من منصبه كرئيس جمهورية إلا الصفة فقط .
حيث علّق بعض الناشطين أن "هادي" ,الرئيس المنتهية ولايته, اقتصر عمله في الآونة الأخيرة على تبادل التهاني مع الدول الصديقة والشقيقة وإرسال التعازي حسب ما ينشره الإعلام الرسمي بشكل شبه يومي , بالإضافة إلى النوم حتى ساعات النهار الأخيرة , تاركاً البلاد تعبث بها المليشيات .
ويثير صمت "هادي" وعدم خروجه للرأي للعام لتوضيح ما يجري في صنعاء وبقية المحافظات من تغييب تام لسلطات الدولة ورئاسة الجمهورية , يثير تساؤلات عديدة , والتي يرى بعض ناشطي شبكات التواصل الإجتماعية بأن صمت هادي جاء نتيجة أمر مفروض عليه , فضلاً عن كونه خاضعاً للإقامة الجبرية بحسب ما نشرته مواقع إخبارية محلية وعالمية .
حيث أوضحت أنه منذ الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، باتت العاصمة اليمنية صنعاء، فعلياً، تحت الإقامة الجبرية لمسلحي جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي، وأصبح المسؤولون الرسميون، بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي، يخضعون لمزاج الجماعة المسلحة، باعتبارها سلطة "الأمر الواقع"، بحسب مراقبين.
ومنذ ذلك التاريخ لم يغادر الرئيس هادي مقر إقامته في شارع الستين الغربي بصنعاء، المحاط من كل الجهات بمسلحين بلباس مدني، تُطلق عليهم جماعة الحوثي مسمّى "اللجان الشعبية"، الوريث لأجهزة الأمن والشرطة منذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتفيد معلومات من مصادر خاصة أن الحوثيين منعوا الرئيس عبدربه منصور هادي من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتاد على زيارتها سنوياً بغرض العلاج.
الرئيس هادي لم يكتفِ الحوثيون بتجريده القرار السياسي فقط بل تعدى بهم الأمر إلى إلغاء قرارات جمهورية كان قد أصدرها هادي تضمنت تعيينات لمحافظين وقادة عسكريين وعدة مسؤولين في أغلب المحافظات التي يسيطرون عليها .
حيث عينت جماعة الحوثي في أواخر الشهر الماضي محافظا جديدا لمحافظة عمران كبديل للمحافظ "شملان" المعين من قبل هادي , ضاربة بقرار هادي الرئاسي عرض الحائط , الأمر الذي قابلته الرئاسة بالصمت وعدم التعليق .
وفي ممارسة جديدة للمهام المخولة للرئيس –فقط- أطاحت جماعة الحوثي، اليوم الأحد، بـ”صخر الوجيه” محافظ الحديدة ،غربي اليمن، من منصبه، بحسب مسؤول محلي، ليصبح ثاني محافظ تقيله الجماعة من منصبه خلال أسابيع.
كما قال مسؤول محلي إن جماعة الحوثي كلفت اليوم “حسن الهيج”، بالقيام بأعمال محافظ المحافظة، بدلاً من صخر الوجيه الذي تم تعيينه بقرار جمهوري.
على نفس الصعيد تسائل أحد الناشطين هل صدق كلام الدبلوماسي الغربي الذي تحدث عن هادي بعد سقوط صنعاء بالقول " إن هادي لديه الاستعداد النفسي أن يكون فارس مناع رقم 2 بمنصب رئيس جمهورية " ؟
وفي الأخير وبالرغم من توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس هادي وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة , فيما يواصل هادي سباته داخل أروقة منزله تاركاً الحبل على الغارب !
