أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تحت ظِلال النهدين‎

- عبد الخالق عطشان‎

النهدان عضوان بارزان حساسان في جسد الدولة وصدر الحاكم فبمجرد أن دارت الأنامل الحوثية فيهما حتى ترخرخت واستسلمت بقية أطراف الجسد من حولهما وصولا إلا مابين فخذي الستين – منزل الرئيس – وسقوط النهدين لم يكن صعب المنال طالما أن سيناريو عمران يتكرر في كل مكان يطأهُ الحوثيون ويتولى كِبره أعوان صالح .
تهمتان رئيسيتان يسير في ركابهما الحوثيون حينما يواصلون سعيهم الحثيث لاحكام القبضة على كل منطقة ومؤسسة مدنية وعسكرية ( التكفيريون والدواعش  ، عدم تطبيق اتفاق الشراكة والسلم ) لكن أن يكون النهدين داعشيين فهذا والله افتراء وتبلي وتجني على هذين العضوين البارزين الحساسين فهما وما حولهما لا يعرف الدواعش لهما سبيلا غير أن الواقع يؤكد لنا أن الحوثيين وعبر ذريعة اتفاق الشراكة والسلم انتقلوا من محاربة الفساد إلى مشاركة الفاسدين في كل منصب ومفصل بل وسيتزعمون ذلك .
في معظم المقالات والتحليلات والمنشورات الأخيرة ترى أن أصحابها يذكرون أن هادي لم يجد من يتعاطف معه في محنته الأخيرة وذلك بسبب محاولته تمرير الدستور والهيمنة على لجانه وغير ذلك لكن الذي لم يدركوه هو أنه لم يجد أي تعاطف بل ونال كل تشفٍ ليس بسبب الدستور وإنما بسبب مواقفه السلبية والتي امتدت من اعتماده تهجير آل دماج مرورا باشرافه على اسقاط حاشد ورعايته لتسليم عمران واستشهاد القشيبي وبداية تمريغه أنف القوات المسلحة بالأرض وكسر هيبتها حين غض الطرف عن ما جرى للواء 314 بعمران وأخيرا ما حلّ بصنعاء والجمهورية من اسقاط وتسليم وعلى مرأهُ ومسمعه وبرعاية أممية عبر جمال بن عمر .. وإن كان من تعاطف فهو مع مروان بن محمد الملقب بـ (مروان الحمار ) والذي حاول جاهدا المحافظة على دولة بني أمية حتى قُتِل .
 
هناك مستشارون حول هادي ووالله أنهم أشبه بالأصنام التي وُضعت حول الكعبة فلا هي أشارت عليه بصدق ولا هي تكلمت بصدق مع العامة أن الرجل لم يأخذ برأيها فتنفي عن نفسها تهمت ما جرى من مصائب بل أنها لربما تؤكد للأمة أن الرجل ماكان يقطع أمرا إلا بمشورتها  وقد آن الأوان لأن تتلاشى عن الواقع وتستقيل من رأس أحزابها خصوصا وقد استقال المُشير المُستشير لها .
لم يعد في اليمن شيء غريب وعجيب فحين استقالة حكومة بحاح ربما كان هذا الأمر فيه شيء من الاستغراب وعدم توقُعه لكن استقالة الرئيس أمر اعتيادي خصوصا بعد رضوخه للهيمنة الحوثية وزيادة السخط الشعبي عليه بعد أن جرد نفسه من مهامه وتولاها الحوثيون ..
على الحوثيين اليوم ألا ينظروا إلى الشرق ولا إلى الغرب بل ولا إلى أي مبادرة ولا أي اتفاقية وعليهم إن كانوا صادقين مخلصين أن يقودوا الدفة ويفوتوا الفرصة ويسقطوا كل الذرائع والشُبه التي تثار ضدهم وأن يبدؤوا بإدارة البلاد مُنطلقين من هموم الشعوب متمسكين بثوابت الوطن متخذين كافة الوسائل الديمقراطية و المشروعة  والتي تفضي إلى رفع الغمة وتحقيق الأمن والإستقرار  وغير ذلك فإنما هو فساد وإفساد وعبث وفوضى ولن يطول ذلك فشعبٌ عرف دروب الثورة ومسالكها فلن تستطيع أي قوة ثنيه عن نزع حقوقه طالما توفرت له القيادات الوطنية الحرة الغير مرتهنة  والتي تستمد إرادتها وعزتها من ربها ثم من معاناة ومظلومية هذا الشعب ..

Total time: 0.0436