أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

محمد الوادعي:ولازال يعبر عن قلقه .. مجلس الأمن !!

- بقلم: محمد الوادعي

علقنا أملنا به فوصلنا إلى أسوء الأحوال
سنحسن الظن ونقول أنه كان يريد لليمن خيرا
ولكن الواقع يقول عكس ذلك
كعادته يندد ويدين ويستنكر ويدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس .
ليس جديدا علينا ذلك ، فبمجرد أن تكون هناك كارثة إنسانية فلا داعي لمتابعة ماذا سيقرر، فقط اسأل طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره ، قل له ماذا تتوقع أن يقرر مجلس الأمن في جلسته التي ستعقد ؟
لن يتردد وستجيب عليك بكل ثقة بأنه سَيَعقدُ جلسة مغلقة طارئة يدعو فيها جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف الاقتتال .
هُجِرتِ العائلات من منازلهم ، فاكتفوا بالاستنكار .
قُتل الآلف من المدنيين والعسكررين من قبل جماعة إرهابية فعبروا عن قلقهم بما تقوم به تلك الجماعة .
سقطت ألوية ومعسكرات بأيدي تلك الجماعة نفسها فاكتفوا بالتنديد .
سقطت محافظات ومدن وقرى وعزل ، فاكتفوا بالقلق .
سقطت العاصمة بأيدي تلك الجماعة أيضا ودخلوا الوَزارات ، فاستنكروا بشدة  وأدانوا بشدة .
تم نهب ، تم اغتيال ، تم تفجير ، تم اعتقال ، تم تدمير ، تم اختطاف رئيس مؤتمر الحوار فأعربوا عن قلقهم البالغ" إزاء الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة
 .
تم دخول القصر الرئاسي وتم التقاط صوراً لمسلحي تلك الجماعة وهم مخزنين على كراسي رئيس الجمهورية ، فلم يصمت المبعوث الأممي وعبر عن قلقة أيضا ودعا مجلس الأمن إلى ضرورة عقد جلسة طارئة ومغلقة .
حينها استبشرت وسألت ذلك الطفل ماذا تتوقع أن يقرر مجلس الأمن في جلسته التي ستعقد بشأن هذه الأحداث ؟
نظر إلى بسخرية ثم قال : لماذا تكرر عليَ ذلك السؤال الغبي ، اغرب عن وجهي أيها الجاهل ، قلتُ لك ألف مرة سينددون ويقلقون ويستنكرون ويدعون جميع الأطراف إلى ضبط النفس وبعد ذلك سيتناقشون حول موضوع ( كيف ومن أين يأتي الإرهاب ) ؟!!.


 

Total time: 0.0431