علقنا أملنا به فوصلنا إلى أسوء الأحوال .
سنحسن الظن ونقول أنه كان يريد لليمن خيرا.
ولكن الواقع يقول عكس ذلك .
كعادته يندد ويدين ويستنكر ويدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس .
ليس جديدا علينا ذلك ، فبمجرد أن تكون هناك كارثة إنسانية فلا داعي لمتابعة ماذا سيقرر، فقط اسأل طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره ، قل له ماذا تتوقع أن يقرر مجلس الأمن في جلسته التي ستعقد ؟
لن يتردد وستجيب عليك بكل ثقة بأنه سَيَعقدُ جلسة مغلقة طارئة يدعو فيها جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف الاقتتال .
هُجِرتِ العائلات من منازلهم ، فاكتفوا بالاستنكار .
قُتل الآلف من المدنيين والعسكررين من قبل جماعة إرهابية فعبروا عن قلقهم بما تقوم به تلك الجماعة .
سقطت ألوية ومعسكرات بأيدي تلك الجماعة نفسها فاكتفوا بالتنديد .
سقطت محافظات ومدن وقرى وعزل ، فاكتفوا بالقلق .
سقطت العاصمة بأيدي تلك الجماعة أيضا ودخلوا الوَزارات ، فاستنكروا بشدة وأدانوا بشدة .
تم نهب ، تم اغتيال ، تم تفجير ، تم اعتقال ، تم تدمير ، تم اختطاف رئيس مؤتمر الحوار فأعربوا عن قلقهم البالغ" إزاء الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة .
تم دخول القصر الرئاسي وتم التقاط صوراً لمسلحي تلك الجماعة وهم مخزنين على كراسي رئيس الجمهورية ، فلم يصمت المبعوث الأممي وعبر عن قلقة أيضا ودعا مجلس الأمن إلى ضرورة عقد جلسة طارئة ومغلقة .
حينها استبشرت وسألت ذلك الطفل ماذا تتوقع أن يقرر مجلس الأمن في جلسته التي ستعقد بشأن هذه الأحداث ؟
نظر إلى بسخرية ثم قال : لماذا تكرر عليَ ذلك السؤال الغبي ، اغرب عن وجهي أيها الجاهل ، قلتُ لك ألف مرة سينددون ويقلقون ويستنكرون ويدعون جميع الأطراف إلى ضبط النفس وبعد ذلك سيتناقشون حول موضوع ( كيف ومن أين يأتي الإرهاب ) ؟!!.
محمد الوادعي:ولازال يعبر عن قلقه .. مجلس الأمن !!
اخبار الساعة - بقلم: محمد الوادعي