يمر اليمن الحبيب بمحنة كبيرة وأزمة خانقة تكاد تعصف بالبلاد وتقضي على كل شيء، أزمة في التفكير، وأزمة في السياسة، وأزمة في الاقتصاد، وفي الأمن، وحتى في الأخلاق، أزمات متلاحقة ومتعاظمة، جعلت أيادي اليمنيين على قلوبهم خوفاً من المجهول المنتظر.
أزمة اختلط فيها الحابل بالنابل والخطأ بالصواب والجد بالهزل والحق بالباطل..!
والمصيبة أن كبار القوم ووجهاء البلاد هم السبب الأكبر في وقوع هذه الأزمات والمصائب؛ الأمر الذي زاد من حيرتنا وتخبطنا، حيث المتعارف علية أن عقلاء القوم وقادة الرأي هم من يستشفع بهم ويعول عليهم في التصدي للمحن والخروج من المآزق، فكيف يكون الحال إذا كانوا هم السبب في جلبها؟!.
لذا فمن أجل اليمن على الجميع أن يستشعروا الخطر قبل أن يحصل بعيداً عن تغليب المصالح الشخصية الضيقة والتمترس خلف الأفكار المتحجرة والأطروحات العقيمة.
من أجل اليمن على القيادات الحزبية أن تجتمع على كلمة سواء وتجنب الوطن شرور التصرفات التي تفت في عضده وتهدم كيانه وتسيئ إلى سمعته، وتجعله محطاً لسخرية وتندر الأقزام اللئام.
من أجل اليمن علينا جميعاً أن نعرف بأن سمعته غالية ويجب أن لا تدنس، وأن تاريخه عريق يجب أن لا يمس، وَلَكم سمعنا بأن اليمن أصل العرب ومهد الحضارات ومنبع الإيمان والحكمة، فكيف نسمح لأنفسنا أن ينال الآخرون من شموخه وكبريائه وعلو همته ومكانته..!
فيا عقلاء اليمن أمعنو النظر في تصرفاتكم ومواقفكم، وغلبوا مصلحة بلدكم، وليس عيباً أن تتراجعوا عن بعض آرائكم وقناعاتكم من أجل اليمن.