اعلنت المعارضة اليمنية يوم الجمعة ان تم تعديل خطة خليجية لتنحية الرئيس علي عبد الله صالح للسماح له بعدم التوقيع عليها كرئيس وهو شرط عرقل الاتفاق الاسبوع الماضي.
ورفض صالح التوقيع على الاتفاقية الاسبوع الماضي قائلا انه ينبغي ان يوقع عليها كزعيم حزبي وليس رئيسا للبلاد. وكان صالح قد اشار في البداية الى انه سيوقع على الاتفاقية التي وضعها مجلس التعاون الخليجي.
وكانت السعودية والولايات المتحدة تنظر الى صالح حتى الاونة الاخيرة على انه حصن ضد القاعدة وعدم الاستقرار في المنطقة.
وتتطلب الخطة ان يستقيل صالح خلال 30 يوما من التوقيع.
واعتبر منتقدون هذه الخطوة بانها علامة واضحة على ان صالح لا ينوي التنحي بسرعة.
وقال زعماء المعارضة المتشككون يوم الجمعة انه يبدو ان مجلس التعاون الخليجي قبل مطالب الحزب الحاكم.
وقال زعيم للمعارضة طلب عدم نشر اسمه لرويترز "تلقينا هذا المساء خطة اتفاقية جديدة وفوجئنا بانها عدلت وفقا لطلب الرئيس صالح.
"غيروا عنوان الاتفاقية من اتفاق بين المعارضة والحكومة الى اتفاق بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وكتلة احزاب اللقاء المشترك."
وتحرص دول الخليج العربية ومن بينها السعودية على عودة السلام الى اليمن الذي يناضل من اجل معالجة تمرد داخلي كما انه يأوي الفرع النشط لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويشعر كثيرون بقلق من امكان ان يشهد اليمن مزيدا من العنف حيث ان نصف سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة يحملون سلاحا.
واجتذبت الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لصالح حشودا ضخمة في العاصمة صنعاء يوم الجمعة. وخرج المحتجون المناهضون لصالح بقوة في مدن في شتى انحاء اليمن.
وتحدى صالح الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة اشهر ووصف معارضيه يوم الجمعة بأنهم خارجون عن القانون وانهم من قوى الارهاب.
وقال امام جمع من انصاره ان عليهم ان يؤيدوا الشرعية الدستورية ويرفضوا الفوضى والخطط الانتقامية وقال انه يضمن لهم انه سيقف الى جوارهم ثابتا قويا كجبال أبين وشمسان على حد تعبيره.
وتعهد بان جي مون الامين العام للامم المتحدة بمواصلة الضغط من اجل اجراء تغيير في اليمن ولكنه ابدى غضبه ازاء بطء التقدم في هذا الصدد.
وقال "من المؤسف والمخيب للامال عدم قبول وتنفيذ كل هذه الاتفاقيات التي قدمها مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي ."
وابلغ زعماء المعارضة اليمنية رويترز انها سيجتمعون يوم السبت لبحث كيفية الرد على الاتفاقية المعدلة.
وقال مصدر بمجلس التعاون الخليجي لرويترز ان وزراء خارجية دول المجلس قد يحاولون الاجتماع في الرياض يوم الاحد لبحث الازمة.
ويتزايد نفاد صبر المحتجين المعارضين لصالح والغاضبين من تفشي الفساد والفقر والحريصين على محاسبة صالح والذين يخشون تخلي ساسة المعارضة عنهم.
وقال فهد منصور احد المحتجين "نحن نستخدم وسائلنا في اجباره على التنحي... سوف نبدأ اضرابا عاما ونوقف الحركة في كل المدن. لن يصمد امام ثورتنا الى الابد."
ومع تعطل المحادثات تزداد الازمة الاقتصادية وازمة الوقود في اليمن حدة. واوقف مسلحون ينتمون للقبائل شحنات الوقود القادمة من محافظة مأرب المنتجة للنفط والغاز.
وتتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بدعم القبائل. وقال مصدر في مجال الشحن ان الحكومة تخسر يوميا ثلاثة ملايين دولار بسبب توقف الصادرات من مأرب.
وتنتظر الشاحنات والسيارات في طوابير طويلة على أمل الحصول على حصة من الوقود. واصبح من المعتاد أن ينقطع التيار الكهربائي لفترات تصل الى عشر ساعات