توقع متابعون للسيناريوهات المتوقعة للتحركات العربية التي ترسمها المملكة العربية السعودية مع كبرى دول المنطقة والعالم .
حيث تؤكد التوقعات بان اليمن والزحف الإيراني وداعش هي العناوين الأبرز لتلك التحركات ويدور على الاقل لمواجهة ذلك من خلال الاكتفاء بتنسيقات سياسية وعسكرية مع تركيا ومصر تحسبًا لخطر حقيقي يهدد الحدود السعودية من جهة العراق (داعش) أو اليمن (الحوثيين)، والاكتفاء بإصلاحات داخلية اقتصادية في المقال الأول لتوحيد المجتمع السعودي في مواجهة الخطر الخارجي.
وتوقع متابعون أن تنجح السعودية في رعاية مصالحة أو تهدئة أو وقف الحرب الكلامية، بين مصر وكل من قطر وتركيا، تمهيدًا لعقد لقاءات مشتركة لهذا التحالف السني وتنسيق المواقف ضد الخطر الأكبر الموحد على الجميع، وبالمقابل تضغط على السيسي لوقف التصعيد ضد الإخوان وإطلاق مبادرات بإطلاق سراح قادة من الجماعة، ووقف الإعدامات، وتخفيف الحملة الإعلامية التحريضية على قتلهم، وطرح محدد لمسألة الدية للشهداء الثورة.
واعتبر المتابعون أن تكتفي السعودية بهذه اللقاءات من أجل بلورة سياسة خارجية جديدة لم تظهر معالمها بعد خارجيًا، برغم ظهور معالم سياسة الملك سلمان داخليًا، ويتم إرجاء هذه المبادرات حول تحالف عربي تركي لحين بلورة ملفات مثل المصالحات والتهدئة وتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة وإنجاح قوة القاهرة العربية في توحيد الصف العربي أولا قبل تحالفه مع تركيا.
وذكر تقرير نشرته «التقرير»أن تتحرك السعودية على مستويين مختلفين: (الأول) تحالف سعودي تركي، من أجل التصدي لإيران وداعش، قد تنضم له دول خليجية. وتحالف آخر (عربي فقط)، يضم دول الخليج ومصر والأردن في قوة عسكرية مشتركة للتصدي لقوات الحوثيين في اليمن وقوات داعش التي تهدد حدود المملكة، بسبب صعوبة إجراء مصالحات مصرية تركية أو بين السيسي والإخوان.
ويرى متابعون أن تتحرك السعودية بنفس القوة التي تحركت بها لتغيير سياسات الملك السابق الداخلية، في الخارج، وأن تسعى لفرض مصالحات في مصر عبر الضغوط الاقتصادية، وأخرى بين مصر وقطر وتركيا. ليس حبًا في الإخوان، ولكن من أجل تحقيق مصالح المملكة التي تحتاج للتحالف -شعبيًا لا حكوميًا فقط- مع تيارات الإسلام الوسطي في مصر واليمن وسوريا لمواجهة داعش والقاعدة والحوثيين، وهذه التيارات أغلبها إخوانية، ما يضطر المملكة للتعامل معها. وقد تكون زيارات قادة محسوبين على الإخوان مؤخرًا للمملكة، مثل الغنوشي والقرة داغي، مؤشرات على تغير في التعامل السعودي مع الجماعة من منطق تبادل المصالح بصورة أكبر.