المتأمل لما دار ويدور في اليمن يكتشف جليا بأن الله يرعى هذا البلد ويحفظه رغم المخاطر المحدقة بأهله من كل الجهات وكأنه (قنبلة نووية موقوتة)..
ما أن يبدأ طرف في إذكاء فتيلها إلا جاء آخر ليطفأها ويخمد جذوتها..
ومن ألطاف الله أيضا لهذا البلد أنه يعجل العقوبة لأي طرف يظلم أو يفسد أو يكذب أو يفتري وذلك من أجل يأخذ ذلكم الطرف العظة والعبرة من خطأه ويتجرع من نفس الكأس الذي جرع به غيره..
والمتتبع لدورة اﻷحداث بعقل العاقل لا بتعصب المتعصب يدرك ذلك تماما..
فقد كان المؤتمر الشعبي العام يحكم البلد وحصلت منه بعض الهفوات والزلات المتمثل في فساد البعض من أعضائه وظلمهم ..
عندها أتى لطف الله –لا عقوبته كما يزعم البعض- أتى ليمحو ويزيل عنهم بعض ذنوبهم في الدنيا ..
فإذا بحزب الاصلاح شريكه باﻷمس وحليفه يتنكر لكل ذلك ويقود ثورة تخدمه هو فقط وتخدم مصالحه التي بدأت تتضرر ..ولاتخدم الشعب وليس للشعب بها أية صلة أو منفعة..
واستغل تلك الأخطاء شعارا لثورته بل زادها وحاول أن يصور للشعب بأنه ليس للنظام السابق أية حسنة وأن حكمه كان وبالا على الشعب ،وبالمقابل هم مستعدون أن يعيشوا هذا الشعب في جنة ويوصلونه إلى مصاف الدول المتقدمة..
وبالفعل تحقق لهم ما أرادوه واستولوا على الشعب من خلال تلك الحيلة ،فهم كانوا يدركون جيدا بأنهم بأية حال من الاحوال لن يصلوا الى الحكم عن طريق الانتخابات..
واستمروا في حكم الشعب أربع سنوات عجاف جعلت الشعب يندمون على الماضي..
عندها قيض الله لهم الحوثيون شركاءهم في الساحات قاموا عليهم بثورة متخذين نفس وسائلهم على من سبقوهم ومسقطين لهم بنفس أسلوبهم على غيرهم -رغم أنه لم يتوقع أحد كيف صار ذلك لضآلة حجم الحوثيين ..لكنها أقدار الله في خلقه ومشيئته في عباده..
وهنا ندرك جميعا بأن كل من ظلم فقد نال حقه في جنوب الوطن وشماله ،فقد حارب المؤتمر والاصلاح الاشتراكيين والناصريين والحوثيين وهاهم اليوم الحوثيون وهادي يقتصون للجميع..
وهنا أقول للجميع دعوا الماضي فليرحل بكل مآسيه وأحقاده وقتامته وافتحوا صفحة جديدة يكون عنوانها (حب اليمن عيشنا ومستقبل ابائنا)لا يقصي أحدنا اﻵخر ولا يستعديه ..
ولتكن الانتخابات هي الفيصل لمن سيحكم ،،والشعب ليس قاصرا حتى تتحدثوا باسمه..
وبدلا من التزوير والتلفيق باسم الشعب والقيام بثورات تعبر عنكم ولا تعبر عنه..
حاولوا أن تكسبوا ود الشعب كل حزب بعمله الذي يخدم ذلكم الشعب بعيدا عن تلكم المهاترات واﻷراجيف والادعاءات التي لاتزيدكم عند الشعب إلا بغضا وانتقاصا وازدراء..
كما أود أن أنبهكم بأن شعبكم شعب عريق له شهادته دينية وأصالته التاريخية فلا تشوهونه بهمجيتكم وحقدكم وفي تحقيق مآرب الخليج وإيران وتركيا من خلالكم في الإحتراب والتفرقة..
فتصبحون أتباعا بعد أن كنتم قادة.
وتصيرون أذنابا بعد أن كنتم سادة