اخبار الساعة - حيان الهاجري - إيلاف
خطف الحوثيون مساء الخميس اثنين من منتسبي صحيفة "أخبار اليوم"، هما فؤاد الزبيري وعبد الواحد النجار، أثناء محاولتهما تصوير عمليات السرقة التي قامت بها الميليشيات الحوثية لممتلكات المؤسسة والصحيفة.
الاستيلاء على أخبار اليوم
كانت هذه الميليشيات شنت مغرب الخميس عملية نهب واسعة النطاق، استمرت حتى ساعة متأخرة من المساء، لأجهزة ومقتنيات وأرشيف وممتلكات صحيفة "أخبار اليوم"، وأحضرت شاحنات بالتزامن مع وصول عدد من السيارات وعشرات الميليشيات التي انتشرت حول مبنى "الشموع" والمباني المحيطة به، وفككت المطبعة الخاصة بها، وقامت بنقل كل ما تم السطو عليه إلى داخل الشاحنات، حيث قامت أيضا بنهب كل المواد داخل المخازن من بليتات وأوراق وأحبار وغيرها.
وأكدت التقارير نقل ممتلكات "أخبار اليوم" إلى منزل يحي بدر الدين الحوثي، الشقيق الأكبر لزعيم جماعة الحوثي المسلحة، في منطقة الروضة خلف الكلية الحربية.
يتحملون المسؤولية
وحملت مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" الحوثيين والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر ووزير الداخلية المكلف من قبل جماعة الحوثي جلال الرويشان، مسؤولية اختطاف أربعة من منتسبي أخبار اليوم، ونهب ممتلكات المؤسسة.
ونظمت نقابة الصحافيين الخميس وقفة احتجاجية للأسبوع الثاني على التوالي وشارك فيها عشرات الصحافيين والحقوقيين لإدانة ما تتعرض له مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم".
وطالب المحتجون بسحب الميليشيات من مبنى "أخبار اليوم" وإيقاف الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحق الصحيفة.
تعيينات إعلامية
وفي سياق السيطرة الحوثية على الاعلام، عين الحوثيون أشخاصًا موالين لهم في مؤسسات الإعلام الحكومية، بعدما غيروا مدراء قنوات اليمن وسبأ والإيمان الفضائية.
وعيّنوا مراسل قناة العالم الإيرانية السابق، عبد الرحمن العابد، رئيسًا لقطاع التلفزيون، وأحمد الكبسي مديرًا للبرامج، وفضل ردمان مديرًا للشؤون المالية والإدارية، وأنس الناشري مديرًا للشؤون المالية، وشوقي أسعد نائبًا لمدير الأخبار.
ولا يزال عدد من المؤسسات الأخرى ينتظر قرارات مماثلة.
إلى عدن
أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بنقل جميع أعمال الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني إلى عدن، التي صارت شبه العاصمة الادارية الجديدة لليمن، بعد أن سقط مقرها في صنعاء بيد أنصار الله الحوثيين الخميس.
واصدرت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بيانًا أكدت فيه اقتحام جماعة أنصار الله مبناها جنوب صنعاء فجر الخميس، وإغلاقها جميع المكاتب وتهديدها الحراس والموظفين من التصرف في أي شيء قبل العودة إليها.
وقالت إنها أوقفت أنشطتها في صنعاء، مع استمرارها في أدائها مهامها وأنشطتها في بقية المحافظات اليمنية، واضعة ما قام به الحوثيون في سياق الأعمال المعرقلة لمسار التسوية السياسية في البلاد، ومؤكدة أن الأمانة العامة جهاز فني محايد لا طابع سياسيًا له، ولا يعمل تحت سلطة وسيطرة أي طرف سياسي.
انسحاب من صنعاء
إلى ذلك، نقلت تقارير اعلامية يمنية عن شهود عيان تأكيدهم أن صنعاء شهدت في الأيام الماضية اختفاءً شبه كلي لعناصر اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي.
وقال موقع "يمن برس" في صنعاء إن الحوثيين انسحبوا منذ ايام بشكل كلي من نقاط كانوا يتمركزون فيها في أحياء وشوارع وسط صنعاء.
وتساءلت التقارير عما إذا كان هذا الأنسحاب تكتيكا جديدا من الحوثيين، بعد ورود أنباء عن قيام الجماعة بحشد مقاتليها في اللجان الشعبية للتحرك نحو الجنوب.
وبحسب تقارير يمنية، يحاول الحوثيون منذ أسابيع خلع مظهرهم الميليشيوي المسلح، متوقفين عن الظهور بزي مدني، ومصرين على ارتداء الملابس العسكرية والأمنية، بعد استيلائهم على مخازن الجيش والشرطة.
عصابة إنقلابية
إلى ذلك، هاجم حزب الإصلاح الحوثيين "لصوص الثورات"، في ضوء استمرار خطف 4 من قيادات الحزب الشابة لدى الأجهزة الأمنية الخاضعة للحوثيين بتهمة تشكيل خلية إرهابية.
وأذاع حزب الإصلاح بيانًا قال فيه: "ما تقوم به ميليشيا التمرد من التضييق على الحياة السياسية ومحاولة خنقها بما في ذلك التهديد بحل الأحزاب وحظر التعددية السياسية ليس مستغربًا البتة على عصابة انقلابية متعطشة للسلطة والهيمنة، وتريد التغطية على انقلابها المسلح وسطوها على الدولة وشرعنته بالقوة وسلطة الأمر الواقع".
ودعا البيان العقلاء في جماعة الحوثي إلى "أن يحجزوا ميليشياتهم ويكفوا أذاهم ولا يتمادوا في اختبار صبرنا، فتغاضينا عن استفزازاتهم ليس ضعفًا ولا خورًا ولا عجزًا، لكنه ترفّع عن مجاراة السفهاء، وحرصًا على أمن واستقرار البلد".
عمل أرعن
أضاف البيان: "ما يقوم به الانقلابيون ولصوص الثورات في كل زمان ومكان، هو ممارساتهم القمعية المعهودة التي تشكل جزءا أصيلا من تركيبتهم النفسية غير السوية وتعكس نزوعهم نحو الانتقام والإقصاء وخوفهم من المجتمع، والانقلابات لا تدوم مهما أمعنت في البطش والتنكيل، وإرهاب الخصوم وإقصاؤهم وتلفيق التهم لهم وزجهم في السجون لا يبني وطنًا ولا يجلب استقرارًا".
وأكد البيان أن التهديد بحل الأحزاب عمل أرعن، "ينم عن عقلية جوفاء تعيش عصور ما قبل الدولة والديمقراطية والتعددية السياسية، لم تستوعب بعد معاني الشراكة والتعايش والتداول السلمي للسلطة، والتهديد بإلغاء الحياة السياسية هو نسف للدولة المدنية ويؤسس لعودة الحكم الشمولي المستبد.
أربعة نواب
من جهة أخرى، قالت "العربية" إن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أبلغ هادي بتوصل القوى السياسية المتحاورة إلى اتفاق يتعلق بترتيبات المؤسسة الرئاسية خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أن القوى السياسية اتفقت على خيارين، الأول أن يكون لهادي أربعة نواب فاعلين لديهم صلاحيات كاملة، والخيار الآخر تشكيل مجلس رئاسي يكون هادي رئيسه، يضم ممثلين عن المكونات السياسية الرئيسية في البلاد، ويتكون من خمسة إلى سبعة أعضاء.
كما أكد مكتب بنعمر التزام الأمم المتحدة بمواصلة تقديم المساعدات لليمن، وقال في بيان صحافي: "على الرغم من الظروف الصعبة لليمن، فإننا سنواصل العمل مع الشعب اليمني نحو معالجة احتياجاته ودعم تطلعاته".