أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

آيسلاندا سحبت طلب العضوية , فمن التالي ؟

- عباس عواد موسى

آيسلاندا سحبت طلب العضوية , فمن التالي ؟

عباس عواد موسى

 

  ( قررت الدولة الإسكندنافية سحب طلب العضوية الذي كانت قد تقدمت به للإتحاد الأوروبي الذي طالما استجداها لدخوله . وأوقفت المفاوضات بهذا الشأن . فمصالح البلاد خارج هذا الإتحاد تتحقق بشكل أفضل . وجاء قرار " ريكيافيك " بعد أن تعالت أصوات بريطانية تتطالب بالإنسحاب منه وكذلك ما يمكن أن يحدث مع اليونان التي قد تغادر الإتحاد ومنطقة اليورو . والآيسلانديون ليس بمقدورهم تعزيز الثقة بهذا الإتحاد المتهاوي في أوساط المتشككين بمستقبله المتأرجح . بغض النظر عن الأكاذيب التي تصدع رؤوس العالم كل يوم القادمة من " بروكسل " ) .

 

مشروع الإتحاد الأوروبي ليس مثالياً للجميع

 يمكن اعتبار هذه القطعة بأنها نرويجية . فقد كانت في حضنها ردحاً طويلاً من الزمن . ولكنها لم تنجرّ كالنرويج . ولم يتمكن الإتحاد الأوروبي من إيجاد عملاء فيها يتبعونه ويجعلون من سيئاته حسنات كحال عملائنا وعملاء تلك البلدان التي تستميت لدخوله والتعاون مع ما ينبثق منه من أحلاف .

ها هي الحكومة هنا تنفذ ما وعدت به قبل سنتين . لتزيد من ثقة المطالبين بالإنسحاب منه في أكثر من بلد أوروبي .

وهنا , لا يكفي الحديث عن الخلاف بينها وبين سياسة الإتحاد حيال صيد الأسماك . فالحكومة تعي حجم المعارضة الشعبية فيها " يصل عدد سكانها إلى 320 ألف نسمة " لقرار الإنضمام للإتحاد . فبعيداً عنه لمس مواطنوها نجاح خطة بلادهم في تجاوز الأزمة الإقتصادية التي داهمتها في السنوات الأخيرة .

آيسلاندا سحبت طلب العضوية , فمن التالي ؟
 

ضربة موجعة في خاصرة الإتحاد المزعوم

قرار له تداعياته . وأهمها أنه عمل على تقوية المشككين بمشروع اتحاد من خارجه كحال بلدان غرب البلقان ومن داخله المطالبين بالإنسحاب منه باعتباره استعماراً عليك تلقي أوامره ومنها سياسة التقشف .

ولعلكم تعلمون أن هذا البلد تعرض لهزة إقتصادية عنيفة جعلت عملته تفقد نصف قيمتها . فرأت حكومته التي كانت يسارية حينئذ أن عضوية الإتحاد يمثل " عرضاً جذاباً " فتقدمت به . كان ذلك عام 2009 .

ومنذ سنتين وأنا أطالع ما ينشره المدرب الرياضي المقدوني " غورازد ميخايلوف " الذي يعيش في " ريكافييك " وأنقل عن صفحته الكثير . واليوم نشر : ( قرار شعبي لا رسمي . فالشعب لا يقبل استعمار " بروكسل له " ولا يخشى أي تداعيات لقراره . فبروكسل عاجزة عن إنقاذ نفسها ) .

 

عواقب التكامل الأوروبي ؟

ألمتشككون الأوروبيون صفقوا لقرار آيسلاندا فرحين به . وها هم يرقصون في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا . وابتهاج غير محدود في أوساط روسيا الإستخبارية .

لا تسمعوا تصريحات المسؤولين الأوروبيين عن استمرار اتحادهم في التوسع . فأكاذيبهم لم تعد تجد عملاء يسوقونها على أحد . والهاوية بانتظارهم وانتظار عملائهم ... هنا وهناك .

المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0471