في تطور مفاجئ قررت جماعة الحوثيين رفع الإقامة الجبرية التي فرضتها منذ نحو شهرين على رئيس الوزراء اليمني المستقيل خالد بحاح وأعضاء حكومته، وسمحت لهم بالسفر والتنقل. وجاء هذا القرار وسط تكهنات بوجود «صفقة غامضة» وراء قرار الجماعة لا علاقة لها بضغوط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والأطراف السياسية اليمنية.
وأكد بحاح على صفحته على «فايسبوك» رفع الإقامة الجبرية عنه، وقال إن هذا الإجراء «يتضمن الحرية المطلقة في التنقل داخل الوطن وخارجه كحق إنساني ودستوري». وجدد رفض حكومته تصريف الأعمال، قائلاً إن هذا القرار «يفسح المجال للمكونات السياسية لتحمُّل مسؤوليتها الوطنية للخروج باتفاق يعمل لإعادة مسار الانتقال السياسي في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة». وفي إشارة الى احتمال مغادرته صنعاء، أضاف بحاح: «أستودعكم لمغادرة العاصمة الحبيبة صنعاء الى حين، متوجهاً الى أسرتي، بعد المكوث الإجباري لما يقرب الشهرين في منزلي والذي أصفه بالتجربة الفريدة في حياتي العملية».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قريب من بحاح أنه في طريقه الى السعودية، وسيتوجه لاحقاً الى نيويورك حيث تقيم عائلته.
وعلمت «الحياة» من مصادر في صنعاء أن جماعة الحوثيين تسعى إلى إقناع بحاح بتولي رئاسة «المجلس الرئاسي» الذي تدور نقاشات حوله في حوار يرعاه مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر إذا توافقت القوى السياسية في الأيام المقبلة على طي صفحة الرئيس عبدربه منصور هادي واستبعاده من المعادلة السياسية.
في غضون ذلك، عقد هادي في عدن اجتماعاً مغلقاً ضم عدداً من الوزراء في سياق المشاورات التي يجريها لنقل سلطات الدولة المالية والإدارية من صنعاء، فيما أكد قائد قوات الأمن الخاصة في عدن مواصلة تمرده على قرار إقالته.
من جهة أخرى، أكد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي خلال لقائه وفداً إعلامياً في معقله بمحافظة صعدة، وجود اتصالات غير مباشرة بين الجماعة والسلطات السعودية يُعتَقَد بأنها عبر وسطاء عمانيين، وتأتي في سياق محاولة إقناع الحوثيين بالموافقة على المشاركة في حوار الرياض المرتقب الذي أعلنت السعودية وبقية دول مجلس التعاون أنها على استعداد لرعايته بين الأطراف اليمنية، من أجل التوصل إلى حل للأزمة الناجمة عن انقلاب الحوثيين على هادي والعملية الانتقالية.
وفي رده على سؤال بخصوص علاقة جماعته مع إيران، قال الحوثي: «نبحث عن علاقات متوازنة مع الجميع في محيطنا العربي والإقليمي، ومن يريد أن يقدّم أي معونات غير مشروطة لليمن فالباب مفتوح للجميع».
وعلّق الحوثي على زيارة بنعمر الأخيرة للرياض والدوحة قبل عودته إلى صنعاء، وقال إن المبعوث الدولي «توصّل إلى نتيجة بأن رغبة تلك الدول في نقل الحوار إلى الخارج غير واضحة، الأمر الذي يعزز استكمال الحوار في صنعاء». وأضاف أن «مصلحة اليمن تكمن في التفاهم ومواصلة الحوار للخروج باتفاق يمني خالص، من منطلق الشراكة والمصلحة العليا للبلد».
واتهم الحوثي الرئيس اليمني بتلقي ثلاثة بلايين دولار من جهات خارجية لإفشال الحوار في صنعاء، وقال إن هدفه من مغادرة صنعاء إلى عدن كان «خلق أزمات جديدة بين القوى السياسية بعد أن شارفت على توقيع اتفاق نهائي يُنهي الأزمة السياسية في اليمن».
وأكدت قبائل محافظة مأرب النفطية رفضها الحوار في صنعاء وتمسكها بشرعية هادي وتأييدها نقل الحوار إلى الرياض. وتابعت في بيان أنها «لن تعترف بنتائج أي حوار ليست ممثلة فيه على النحو المطلوب».