اتهم الكاتب والمحلل السياسي سامي نعمان محافظ تعز شوقي هائل بأنه ارتكب لخطيئة كبرى مؤخرا من خلال مراوحته في منطقة ضبابية، في تحديد موقف مسئول من التطورات الأخيرة بعد خروج الرئيس هادي إلى عدن..
مضيفا بان شوقي لم يعلن موقفاً صريحاً ومسئولا كرجل دولة من شرعية الرئيس هادي مفضلاً الصمت وإمساك العصي من المنتصف في موطن لا يحتمل الصمت وتعقلا كهذا.
وقال نعمان وضع البلاد بين خياري مساندة أي تمثيل للدولة أو محاباة الميليشيا واسترضاؤها والتسليم لها، وأي موقف وسط بينهما يعتبر انتصاراً لها..
وتابع خطيئة شوقي أن وضع الميليشيا في كفة.. والدولة في كفة موازية وحاول أن يكون شوكة ميزان بينهما.. وفي مقابل تقدير الدولة لموقفه، قدّرته الميليشيا بفعل الغطرسة والاستباحة، بعد التلويح والتهديد والاتهام.
وقال نعمان بأنّ مواقف شوقي هائل "المعتدلة" جدلا في مواطن لا تقبل الاعتدال لم تشفع له في حضرة الميليشيا ولا حلفاء الميليشيا رجال الرئيس السابق الذين كانوا يجتمعون إلى جواره، فحلت الميليشيا في محافظته بصورة متحايلة وأكثر اهانة للدولة، فيما خذله القادة العسكريون والأمنيون، قريبو صالح الذين عوّل عليهم كثيراً ليس في المواجهة، بل حتى في عدم فتح ثغرات للنفاذ..
وأضاف ترك شوقي هائل المحافظة معلقة في حالة فراغ، بعد أن فضّل "التعقل" الساذج بعدم التعامل مع قيادة الدولة الشرعية وهي تعيش وضعا استثنائيا حرجا، وذلك ما جعل الميليشيا تعتبر المحافظة تلقائيا تحت سيطرتها، وتغطي الفراغ بطريقة لا تستفز المحافظ، وذلك يقتضي الحضور بزي نظامي وبدون شعارات اللعنة والموت المستفزة، على أنها ستحضر لاحقا بما يعوض مرحلة حسن النوايا السابقة.
وأشار نعمان إذا لم يستخدم شوقي الحيلة فانه رغما عنه،سيرضخ لهم وبعد ذلك فلا قوة أمنية تمتثل لأمره، وإن حضروا اجتماعاته، ومع كل يوم يمرّ يزداد ابتزازها له، وتجاوزها وأهانتها لوظيفته ولأبناء محافظته، (وباسم الأمن، وليس الحوثيين)، وغدا سيحتلون مكتبه باسم مكافحة الفساد..
واستطرد هذه ثمرة الركون على رئيس سابق غاية همة الانتقام من شعبه، وإنفاذ مزاجه وأحلام العودة للسلطة، حتى لو كلف ذلك البلاد حربا أهلية.
وأكد نعمان بان ذلك هو ثمرة مساواة ميليشيا طائفية مسلحة بدولة، رغم كل إخفاقات قيادتها وسوء إدارتها إلا أنها تبقى الضامن الوحيد لسلم اليمنيين وتعايشهم.
متمنيا بأن يكون بمقدور شوقي هائل القدرة على التعامل مع هذا الوضع الشاذ والمعقد.
وضاف نعمان اقدر موقفه الصعب، الذي وصل إليه بحسن نوايا (ربما) حد السذاجة.. فتعز باتت مرشحة لتكون ساحة حرب محتملة، ولن تجدي نفعا المعلقة الساذجة في إيقافها والحد من تداعياتها على سلم أبنائها ومدنيتها، كما ولن تجدي حسابات المصالح نفعاً في حفظ العام ولا الخاص.
وذكر نعمان خيوط كثيرة لازال بإمكان المحافظ شوقي استخدامها إن أراد أن يتدارك فرصاً أهدرها بإجهاد نفسه في تكلف العقل.. بيده الكثير من الأوراق التي من الممكن أن يضغط بها؛ولربما أن أكثرها أهمية وحيوية، ورقة الشارع الوطني العظيم الذي يواجه الميليشيا الطائفية بكل جسارة وطنية، وينقصه مبادرة قيادة محترمة لتكون أكثر فاعلية وقوة وتأثيرا.
مختتما لعل شوقي هائل يتخلى قليلا عن معلقته الكارثية وحسابات العصا من المنتصف العقيمة إذا كان فعلا يريد الخير لتعز، وللبلاد.وعليه أن يلتقط مبادرة الشارع ويبني عليها وينخرط في إطارها.
وبان ما يحتاجه فقط قليل من الجرأة والمسؤولية الوطنية والمصداقية والتضحية وسيكون بإمكانه عمل شيء يسجل في تاريخه، لأجل تعز..