أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

كُلهم على تعز

- بقلم :عبدالخالق عطشان

الأدلة على تحالف صالح مع الحوثي وتعاونهما على الإثم والعدوان أكثر وأوضح من الأدلة على كروية الأرض على الرغم من انكار بعض أنصارهما ورموزهما لهذا التحالف  فيما البعض يجعل هذا الحلف له مسبباته ومبرراته .

يدعي بعض أتباع صالح أن التحالف مع الحوثيين إنما هو من باب الضرورة الوطنية لمواجهة العداء الخارجي والحفاظ على الوحدة بينما يدعي بعض الحوثيين أن التحالف مع صالح بالذات أصبح ضرورة لأن صالح مازال يمتلك القوة السياسية والعسكرية والزخم الشعبي والقبلي والذي يعتبر (زيديا )خالصا وهو مايجمع الطرفين بعيدا عن تلك الجراح التي اثخنها صالح في الحوثيين والتي كان ابرزها قتل الزعيم الروحي للجماعة حسين بدر الدين الحوثي ابان الحرب الأولى في صعدة ولاشتراك الحوثيين مع صالح في عداوة خصمهما المشترك ( الإصلاح ) وحين انتهاء الضرورة سيتفرغ الخصم لخصمه .

على الرغم من الاحداث المتفرقة والمناوشات الإعلامية والعسكرية بين صالح والحوثي إلا أنها مناوشات تكاد تكون وهمية أو بالأصح تكتيكية لذر الرماد في العيون والمحاولة لإخفاء معالم تحالفهما إلا أن أدلة هذا الحلف تزداد يوما عن  يوم على الأرض عبر الزحف والمواجهات العسكرية التي يخوضانهما معا ضد كل من يقف في طريق أطماعهما في السيطرة على الدولة وسحق الخصوم ويلعب اعلام الطرفين ( الحوثي وصالح ) دورا  كبيرا في تمتين هذا التحالف والمحاولة في تصويره على انه تحالف وطني استراتيجي لمواجهة الإرهاب و التدخل الخارجي والوقوف ضد مشاريعه ( الانفصال ، الأقلمة ، الارتهان ) .

بعد تمترس هادي بالمحافظات الجنوبية وما أعقبه من مواجهات في عدن وفي لحج ومانجم عنها من ضحايا وبتلك الصور المريعة فقد استثمر تحالف صالح والحوثي  ذلك الأمر وجعلا منه مبررا لتقوية التحالف لمواجهة خطر هادي والذي أصبح من وجهة نظر الحليفين على أنه تحول من رئيس ضعيف استقال إلى زعيم جماعات مسلحة خليطة من أبناء القبائل ومن الجماعات المتطرفة والتي يسميها الحليفين أنهما دواعش وبذلك فقد أصبح هادي أميرا لتنظيم داعش في جنوب الجزيرة ويسعى مع جماعته للسيطرة على المحافظات واسقاطها لحساب التنظيم الداعشي ولم يعد رئيسا شرعيا معترفا به من المجتمع الخارجي والإقليمي والداخلي وأي اعتراف به فإنما هو من وجهة ( صالح والحوثي ) تدخل سافر في خصوصيات البلد وتغذية للإرهاب والجماعات المسلحة ..

يفكر هادي اليوم وصالح والحوثي بتفكير واحد وهو التسابق على السيطرة على المحافظات وما فيها من معسكرات ومؤسسات واخضاعها ومن يسبق أولا فهو الذي سيصل إلى خصمه قبل الآخر ولقد استطاع تحالف صالح والحوثي إلى سبق هادي إلى تعز وجعلها نقط عبور والتفاف إلى عدن وبرميلا وبرجا تتمترس فيه نقاط التحالف للمراقبة والسيطرة على الساحل الغربي والطريق الأوسط والاسترايجي  للجمهورية ويزداد التحالف في الإرهاب في تعز لأن تعز هي الثروة والنخبة  الأشد تحضرا وثقافة والأكثر ثورية من بقيت المحافظات ولها بصمات مضيئة في الثورات اليمنية سبتمبر واكتوبر وفبراير وما بينهما من أحداث والسيطرة عليها هي سيطرة على أهم منابع التحضر والثقافة والثورة بل والفكر ..

أبناء تعز يسطرون اليوم أروع مشاهد التضحية والإباء ومازالوا بتلك الصدور العارية والعقول النيرة يصدون طلقات الحلفاء ويتلقونها مؤمنين أنهم يقعون بين مطرقة الحلفاء ( صالح والحوثي ومن دار في حلفهما ) وسندان هادي ومؤيدي شرعيته الميته  وأنهم سيقدمون النفس والنفيس في الحفاظ على مدينتهم من التمزق بمشرط العصبية والطائفية والسلالية معتمدين على ما آتهم الله من قوة متكلين عليه لا يضرهم من خذلهم وسيظلون ظاهرين على الحق متخذين من تعز وأكناف تعز ميادين وساحات لمناهضة الظلم ومقارعة الطغيان ..

Total time: 0.0589