أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

ليبيا: تعطيل طائرة مقاتلة وخطر الذخائر المتناثرة يحدق بالشرق

- ايرين
تناثر الكثير من الذخيرة والذخائر غير المنفجرة في أنحاء شرق ليبيا، مما يشكل تهديداً خطيراً لسلامة السكان المحليين لدى عودتهم إلى ديارهم. مع ذلك، يقول الخبراء أنه من الصعب تحديد الكميات بدقة بسبب استمرار القتال.

وفي هذا الإطار، قال تكيميتي غيلبرت، المتحدث باسم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام: "يوجد في طبرق وبنغازي مستودعات للذخائر دمرتها القوات [الحكومية] قبل فرض منطقة حظر الطيران... قصفت قوات القذافي المستودعات لمنع الثوار من الحصول على الأسلحة، ونتيجة لذلك، تنتشر الكثير من الذخائر في منطقة واسعة على الأرض".

وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "بسبب سهولة الوصول إلى المستودعات، يفتش السكان المحليون عن الخردة المعدنية لإعادة بيعها، وكذلك المتفجرات التي يمكن استخدامها لصيد الأسماك".

وتعمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الليبي وشركاء آخرين في محاولة لاحتواء المشكلة. وقال غيلبرت أن "إزالة الذخائر غير المنفجرة قد بدأت في اجدابيا... ولكن المشكلة تتمثل في السكان الذين يفتشون داخل مستودعات الذخيرة غير الآمنة، والمناطق الواسعة الواجب تغطيتها. قد تضم منطقة واحدة ما بين 10 و50 مستودعاً ويمكن أن تغطي مساحة 20 ملعب كرة قدم".

وتتناثر القذائف غير المنفجرة، بما في ذلك الصواريخ والقذائف ومدافع الهاون، عبر الأماكن العامة والمناطق السكنية في مصراتة واجدابيا وبنغازي، وفقاً للجنة االدولية للصليب الأحمر. وفي اجدابيا، يمثل وجود الذخائر غير المنفجرة تهديداً في محيط المنازل وحتى بداخلها.

وقد حصل السكان المحليون على الذخائر التي كانت مخزنة في قواعد الجيش في اجدابيا وبنغازي وطبرق، قبل الانسحاب منها في بداية شهر مارس. كما انفجرت بعض المخازن فتناثرت الذخائر على مساحات شاسعة. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على قذائف غير منفجرة في المركبات القتالية المدرعة التي تم تدميرها وقاذفات الصواريخ المحمولة على شاحنات وغيرها من المركبات العسكرية.

وفي منتصف أبريل، تم العثور على قذائف غير منفجرة في ثلاثة منازل في اجدابيا، بما في ذلك بقايا صواريخ من نوع بي إم 21 التي انغرست في الجدران. كما تم العثور على المزيد من القذائف في منازل أخرى وتدمير عشر قنابل كبيرة و18 صاروخاً أصغر حجماً في محيط بنغازي.

ولا يتم الإبلاغ عن هذا الوضع بالقدر الكافي، وفقاً لدائرة الأعمال المتعلقة بالألغام، لأن معظم المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة تقع في مناطق القتال ولا يمكن الوصول إليها.

وأضاف غيلبرت قائلاً: "لا يمكننا رؤية التأثير الفوري لذلك لأن سكان البلدات داخل مناطق القتال قد غادروها واتجهوا شرقاً إلى بنغازي... فاجدابيا، وغيرها أصبحت مدناً فارغة إلى حد كبير. لكن المشكلة تتمثل في مواجهة خطر الذخائر غير المنفجرة لدى عودة النازحين إلى ديارهم".

تعطيل طائرة مقاتلة

وقال غيلبرت أنه قد "تم تكليف الفريق الاستشاري المعني بالألغام MAG بفحص طائرة مقاتلة أجرت هبوطاً اضطرارياً على بعد 40 كيلومتراً شرق بنغازي، كانت لا تزال تحمل ذخيرة حية وأسلحة على متنها ... وبمساعدة المجلس العسكري الوطني، طوق مسعفون المنطقة للسماح بتدمير الأسلحة، كما فحص الفريق الاستشاري المعني بالألغام طائرة مقاتلة حكومية سقطت بالقرب من بنغازي".

ويعمل الفريق الاستشاري المعني بالألغام جنباً إلى جنب مع الفريق السويسري لإزالة الألغام "دان تشرتش إيد" واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال هيربي إلمازي، مندوب إزالة الذخائر التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر: "سيتم توسيع نطاق هذه الجهود لتشمل مصراتة التي يمزقها الصراع في المستقبل القريب". وفي اجدابيا، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر داخل المدينة لإزالة الذخائر المتروكة والذخائر غير المنفجرة قبل أن يعود معظم الناس، بينما بدأت شراكة بين المنظمة الدولية للعمل من أجل المعوقين والحركة الكشفية للاضطلاع بتثقيف المجتمع بواسطة فرق التوعية.

ومنذ اندلاع الصراع في ليبيا في منتصف فبراير الماضي، ظهرت العديد من التقارير عن استخدام الألغام المضادة للمركبات والألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية والذخائر الأخرى من كلا الجانبين. والحكومة الليبية ليست من الدول الموقعة على معاهدة عام 1997 لحظر الألغام ولا اتفاقية حظر الذخائر العنقودية.

وقد أصدر المجلس الوطني الانتقالي، الذي يسيطر على الشرق، توجيهات "بعدم استخدام أي قوات تحت قيادته وسيطرته للألغام المضادة للأفراد أو الألغام الأرضية المضادة للمركبات".

Total time: 0.0507