أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

وطني سيدٌ باعه عبيد‎

- عبدالخالق عطشان

وطني قُبلة في ثغر التاريخ وشامةٌ في خدِّ الجغرافيا قطرة ندى على صفحة وجه الكون وقِلادةٌ في جِيدِ الجمال ، تُبحِر فيه مشاعري وتطيرُ في سمائه أحاسيسي وتـَقـِيلُ تحت أفيائه روحي وتتنفس نفسي من نسائمه ، أسكنه ويسكنني ، من مائه كان دمعي و عرقي ودمي .

وطني  ركنٌ من أركان حياتي بل هو الركن الأسمى والأقوى أطوف في سِحره وأسعى بين بديع صنع الباري فيه هو مِحرابٌ لتراتيلِ عِشقي ومِنبرٌ يعتليهِ فؤادي فيأمر بِحبهِ وينهى عن كرهه .. أوليس حب الأوطان من الإيمان ؟؟

ما بالغ أبو الأحرارِ حينما تلفتَ ذات اليمينِ وذات الشمال وقلّبَ بين النفائسِ والعطايا والهباتِ والهدايا ليعطي وطنه هِبةً واجبةً فلم يجدْ أنْفسَ من قلبهِ  المُفعم بحبِ وطنه والذي يضخُ المحبة إلى جميع جوارحه ، لقد ذاق الزبيري حلاوة العِشقِ وعاش حالة تتيمٍ نادرةٍ لوطنه بذلك القلب والذي أهداه لوطنه هدية واجبة على الرغم من ان ذلك الفؤاد كان قد أدمته الخيانة وأثخنتهُ جراحها فألقى بفؤاده في ثرى وطنهِ الطاهر لينبتَ اليوم جيلاً (زُبيرياً ) متيمٌ بحبِ وطنهِ يتغزلُ في زُرقة سمائه ويرتمي بين أحضانه يستظل بجباله وأشجاره ويقف على شطآنه يستمد من موجه العزيمة ومن سعته رحابة الصدر يرقب الفجر ليرى في الشروق أملا يتجدد وان الصبح من رحم الليل يولد ..
وطني سيادتُه انتهكها أبناؤه قبل أعدائه .. وطني هو السيدُ في زمنِ عبيدٍ صاروا سماسرةً لم يبيعوه اليوم فقد باعوه بالأمس .

Total time: 0.049